العمانية طاهرة فداء ترسم جمالية الوظائف البنائية

مسقط : تبني العمانية طاهره فداء مفرداتها التشكيلية بإمكانات تعبيرية هائلة، وبخصائص ودلالات ذاتية تكسب المادة التشكيلية ماهيتها، فتُكتل التعبير في المنظومة التجريدية بتقنية عالية الجودة، وتلعب الألوان المتدرجة والمتوالفة دورا أساسيا في تشكيل مجموعة من التفاعلات بين الأشكال والرموز والعلامات، وبين المادة الفنية في عمقها التجريدي. وهي بذلك تصنع مساحة جمالية دائرية تنبض بالإيقاعات والحركات التي تتم داخل بنية مؤطرة بالشكل واللون.

العمانية طاهرة فداء ترسم جمالية الوظائف البنائية

[wpcc-script type=”c484005e520d22db888f59f9-text/javascript”]

مسقط : تبني العمانية طاهره فداء مفرداتها التشكيلية بإمكانات تعبيرية هائلة، وبخصائص ودلالات ذاتية تكسب المادة التشكيلية ماهيتها، فتُكتل التعبير في المنظومة التجريدية بتقنية عالية الجودة، وتلعب الألوان المتدرجة والمتوالفة دورا أساسيا في تشكيل مجموعة من التفاعلات بين الأشكال والرموز والعلامات، وبين المادة الفنية في عمقها التجريدي. وهي بذلك تصنع مساحة جمالية دائرية تنبض بالإيقاعات والحركات التي تتم داخل بنية مؤطرة بالشكل واللون.
حركات تخلخل الصمت وتحرك الفضاء في انسجام تام مع المادة الرمزية التي تستمد أشكالها ورسومها وأبعادها الفلسفية من مرجعيات فنية وثقافية وعلمية ومعرفية، ومن رؤية جمالية للفنانة المبدعة طاهره فداء، وأيضا من تصوراتها التي تؤطرها ملكة الخيال الدال على أغراض ذات صيغ بلاغية، تنتج عن الحس الداخلي المرهون بالمادة التجريدية الموظفة بتقنيات تجعل من الفضاء أيقونا يؤشر إلى معنى مفتوح لمختلف التأويلات الجمالية. ويؤشر إلى خطاب وجودي قيمي. واعتبارا لعنصر المساحة؛ فإن الأشكال العمودية والمنحنية والفراغات والدوائر كلها مفردات تشكل تطور البناء الفضائي المفتوح، المرتب بدقة وعناية فائقة، تروم تجميعه وفق كتل مبنية على أشكال مدججة بالرمزية والعلاماتية الإيحائية التي تنتج جملة من البؤر البصرية التي تساعد على تشكيل معاني وتنتج الدلالات. وبذلك يستقرئ القارئ إيجابية الفراغ، والكتل والرموز والعلامات ومختلف الأشكال، المبنية على أسس حركية تروم المعرفة التشكيلية في بعدها القرائي البصري. إنها عمليات تشكيلية ناضجة تخص قيمة الفضاء، تسمح للتركيب اللوني الممزوج بالأشكال أن يغطي الوحدات المكونة للبناء بوحدات أخرى، حيث يحجب بعضها أجزاء من وحدات بعضها الآخر، بطريقة تحافظ على وحدة التكوين. وهي سمة في اشتغال الفنانة الرائقة طاهرة فداء تتوخى عصرنة الأسلوب التجريدي، ما يفسح الفرصة للتأمل واكتشاف معالم تعبيرية جديدة تستطيع المبدعة بواسطتها الإيحاء بعمق، لأن مجال تركيب المساحات تنجزه وفق التقنيات المعاصرة وبدقة ومعرفة رصينة، كما أن عمليات توزيع الكتل اللونية وتنسيق الأشكال وتثبيت الرموز يتم بتناغم بائن، مع التزام بالمونوكروم وتدفق خفيف للون الفضاء بشكل محاد لجنس ألوان الأشكال والرموز والعلامات والفراغات. فتخضع للزوميات الفن التشكيلي التجريدي المعاصر وفق مقومات العمل التشكيلي المبني على العصرنة وعلى الأبعاد القيمية والدلالية والأسس الجمالية، وعلى التكامل والتوازن والانسجام والتحوير والتوليف بين مختلف العناصر والمفردات الفنية، ما يبرز قيمة أعمالها الفنية.
كما أن تجسيد مفردات الثقافة العمانية، يشكل أحد أهم الأدوار في نقل مظاهر التجريد والتعبير بأشكال ذات خصائص محلية. وهو ما ينم عن ثقافة المبدعة التي تؤكد حضورها بهذا المنجز ضمن تموقعات الفن التشكيلي العالمي، وتؤكد أيضا تموقع أسلوبها ضمن الأساليب الفنية التجريدية المعاصرة، وبذلك، فإن الفنانة فداء تفي لأسلوبها المتميز وتبين فنيا ما حملته تجربتها المائزة من تقنيات جديدة للتدليل على تصوراتها الفنية وأفكارها التشكيلية، من خلال ما صاغته من تعبير دقيق بتجريد معاصر عن قيم فنية وجمالية تحمل ثقافة حصيفة ومعرفة رصينة، قادتها إلى تدبير محكم للفضاء، في نطاق سمة ابتكاراتها التي رامت إرساء تخصص تشكيلي مبني على قاعدة من المعارف، ومبني على اختيار لمسلك قوي في التشكيل بجرأة وثبات، ومبني على منهج سليم تُشكل تَمثُّل نموه عبر مسار بنائي بمكونات جمالية تترسب في تصوراتها فتصوغها صياغة دقيقة، بالشكل الجمالي الذي يتوافق والطريقة التوظيفية التي تلائم ماهية العمل شكلا ومضمونا. دون تأثير على العلاقة بين جماليات العلامات والرموز الموظفة وجماليات التشكيل والتعبير في صيغته الكلية.
وفي هذا النطاق، يتمظهر نوع من التوازن الإبداعي لدى الفنانة فداء، حيث تستطيع بمهارتها العالية، أن تصنع الانسجام والتوليف، ليس بين مختلف أعمالها فحسب، ولكن بين العناصر المكونة لأعمالها، عن طريق انصهار العلامات في الكثافة اللونية، ثم تعمد لتشكيل الألوان بأشكالها وفق ذاتيتها. وهذا لا يتأتى لها إلا عن طريق تطويع اللون بتدرجاته المتنوعة للأشكال، وتطويع الأشكال للانصهار في الألوان وفي الفضاء بتموقعاتها العمودية والمنحنية المصففة والمنظمة بشكل محكم. وهي عوالم تشكيلية تكشف عن بلاغة الفنانة فداء، وقدرتها الإبداعية على رسم مسلك التجريد بعناية ومرونة، للتفاعل مع مختلف الأنماط التعبيرية اللونية والشكلية، وتفعيلها في منجزاتها الفنية وفق رغباتها. وهي بذلك تكشف عما اتسمت به أعمالها من قيم تعبيرية وجمالية، وما قادته إليها تجربتها الفنية من عوالم إبداعية في مجال التشكيل المعاصر.

العمانية طاهرة فداء ترسم جمالية الوظائف البنائية

محمد البندوري

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *