التصنيف الفنون

في أعمال التشكيلي المغربي أحمد الهُواري: حركية لونية وتأملات مفتوحة

■ في أعمال أحمد الهواري نجد أعمالا تشي بلمسة خاصة محيلة على أسلوبه، فنتاجه الإبداعي خاص به من حيث توليفاته وترصيفات تلويناته علاوة على ثيماته ... يكفي أن تنظر في أعماله كي تحكم على كونها من إنتاجه من دون الحاجة إلى تذييلها باسمه أو توقيعه. والنتاج الإبداعي بهاته الصيغة وهذه التوصيفات شاهد على هذا الطابع لأعماله مهما كانت موضوعاتها ومفرداتها.

في أعمال التشكيلية الجزائرية سعاد عصماني: خاصية التجريد والاعتبارات الجمالية المحلية

الجزائر ـ «القدس العربي» من محمد البندوري: يشكل المجال الفني للتشكيلية سعاد عصماني أحد الارتباطات التعبيرية القوية المتصلة مباشرة بالفن التجريدي، وهي تقوم في منجزها هذا على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة. وبذلك تشكل نسيجا فنيا يتأسس على مجموعة من المفردات الفنية الخفيفة التي تتداخل بشكل تجريدي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز لتقحمها في السياق الفني العام. وتظل المقاربة التجريدية رهينة كل سياقات المادة التشكيلية المنعشة للفضاء، وهي تتسم بوجود وشائج تشكيلية قائمة بين المادة الفنية عموما والموضوع. كما أن تلك المادة التي تنجزها الفنانة بحرفية وتقنيات عالية تخفي في عمقها مضامين ودلالات ترتبط بالاستدراجات اللونية، التي تقويها المسالك الخطابية المخفية وراء حجب الألوان والعلامات، لتظل التأويلات المختلفة والقراءات المتعددة تنبئ القارئ بتعدد الدلالات. وهذا ليس بغريب على سعاد عصماني لأن البناء التجريدي عموما يعتمد في جوهره على المادة المتصلة بالحس أولا، ثم تثبتها الفنانة في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية تمتح من تصوراتها وأفكارها بعض القضايا وبعض المضامين التي تعالجها بطريقة جمالية، باعتماد تقنيات خاصة وإضافات فنية تراعي المقاسات، وتوزيع الألوان؛ وتأخذ بعين الاعتبار الخاصيات الجمالية المحلية، وكذلك ما تشكله الرموز والإشارات والعلامات من تعبير يفصح عن هواجس الفنانة، وهو ينبثق من شعورها بطريقة فنية خارجة عن المألوف، وبرؤية تشكيلية متعددة الدلالات، ومتعددة القراءات.

التنظيم الفارقي في أعمال الخطاط السعودي سعود شاكر عبد الله خان

الرياض ـ «القدس العربي» من محمد البندوري: تتجسد سحرية الخط الديواني، والديواني الجلي، والكوفي المشرقي والثلثي في عملية التثبيت المحكم والمنظم داخل الفضاء، باحترام عفوي لبعض قواعده في منجز الفنان التشكيلي سعود شاكر عبد الله خان، ما يحيل إلى أن ريشة المبدع رهينة المسار الكلاسيكي، على الرغم من التوظيف الجمالي للألوان واكتساح المساحات بعفوية وتلقائية. إلا أن الشحنات التراثية والتسطيرات والخطوط والشكل وعملية التنظيم الفارقي، هي عناصر تدعم القاعدة الكلاسيكية للخط العربي أكثرمنه للفن التشكيلي.

قراءة في أعمال التشكيلي المغربي إبراهيم بوزير: الحنين إلى المعمار الأمازيغي

■ استمال المعمار الأمازيغي أقلامَ وفرش مبدعين ومبدعات أمازيغيين فعمدوا إلى إخراجها بمواهبهم في قصائد ولوحات تشكيلية، وبتقنيات متنوعة. ولأهميتها التاريخية والثقافية تميزت بينها أعمال تشكيلية كثيرة، تختلف من فنان إلى آخر، ما جعلها مفردة كَثُرَ الاشتغال عليها لتصير سيدة اللوحات التشكيلية في الجنوب المغربي. ولأنها كذلك فكل فنان يحاول أن يبرز مهارته وحذقه في إخراجها بأسلوب وتقنيات مختلفة، وصارت بذلك أيقونة تشكيلية تحمل طرائق وأساليب تعبيرية عن رمزيتها وجمالها الساحر.

معلومات عن الشيخ زايد

معلومات عن الشيخ زايد، حيث يعد الشيخ زايد هو من أشهر الشخصيات في تاريخ الدول العربية وهو المؤسس لدولة الإمارات، وهناك الكثير من المعلومات التي يبحث

الراهن والروحاني في أعمال التشكيلية التونسية ليلى السلماوي

كسر أغلال الأكاديمي: يرتبط الفعل الجمالي - بشكل قوي- بالتأمل والتفكير، حيث يحضر العمل الفني كانعكاس للعملية التأملية التي تحدث داخل ذهنية الفنان، هذا الأخير الذي يسعى إلى إعادة تمثيل العالم، بطريقته الخاصة، ولا يبتغي هذا التمثيل نقلا مرآويا ونسخا حرفيا، بل إنه تمثيل ذاتي للمواضيع الخارجية. إذ ما هو إلا انعكاس للذات الخلاقة التي ينطلق منها المبدع، تلك الذات التي تعتمد على التأمل والإبداع، في تداخل جمالي وفكري.

فوتوغرافيا الفنان العراقي عادل قاسم : الأبواب تتسع للقادمين

تعكس فوتوغرافيا الفنان عادل قاسم مدى الإحساس بالألم والدهشة والرغبة، فدائماً عين الكاميرا راصدة لسردياته الشفاهية، محوّلاً إياها إلى سرود الضوء والظِل، ثم الضوء والعتمة، حيث تبدو اللقطة مؤطرة بكمال الرؤية، وصفاء التقنية والنظرة الأنثروبولوجية. ولعل المأوى (المنزل) أخذ منه جُهداً كبيراً، فأرشيفه الفني يحتوي على ما يقارب الـ1000 صورة للأبواب. فمنذ ابتكار الإنسان لصخرة تسد فوّهة الكهف، هذه الصخرة التي تحولت الآن إلى عتبة المأوى/الباب. فالفنان اهتم بالعتبة التي ارتبطت بالبيت، فكشف عن طبيعة الأبواب، قصد الإشارة إلى غنى الداخل للبيت. فكما هي العتبة، يكون المبنى. ومن هنا صارت الكاميرا ترصد هذه الأبواب، ليس لجمالها وحسب، ولا كونها حامية لداخل المنزل، بل إنه اهتم كثيراً بما هي عليه العتبات هذه، مدوناً تاريخها، راصداً جمالية صنعها، مؤكداً اقتران الصناعة بالفكر الذي يتبع أسلوب الابتكار والتجدد وفق تطور المبنى ووظيفته. ووفق هذه النظرة في فحص أبواب الفنان عادل قاسم نرى أنه استطاع أن يلّم بمعظم الأشكال، لا لشيء يخص التفاوت الفئوي والطبقي فقط، بل أنه أكد على تاريخ الأبواب، خلال طبيعتها، وجريان الزمن عليها. فهو يتعامل مع الباب عبر نظرة أنثروبولوجية، وسيسيولوجية، مرتقياً بفنه، سواء في طبيعة اللقطة التي يختار زاويتها، أو التأكيد على محمولات الباب من زخرفة ورقيات ذات صلة بالمقدس، والتي تشكّل مصدات وقاية نفسية للرائي، وتحوّطا نفسيا إزاء ما تشكله نظرة الآخر وفق العُرف الاجتماعي. بمعنى دفع الضرر المحدق بالبيت عبر عبارات من القرآن الكريم، أو عبارات قالها أصحاب الكرامات. فهو يتعامل مع الباب ضمن نظرته التي تؤنسن العتبة، فاتسعت رؤيته إزاء هذا الكيان الذي يقفل ذاته دون الداخل أو المحتوى.

إشكالية الجمال في أعمال التشكيلي السعودي منصور الشريف

الرياض ـ «القدس العربي» ـ محمد البندوري : ترتكز التجربة التشكيلية للسعودي منصور الشريف على نمط تعبيري يمتح مقوماته من الانفعال الباطني، حيث تتبدى أعماله وصفا يعبر عن معان نفسية وذهنية. وعلى الرغم من انزياحه أحيانا نحو المبهم، ما يطرح إشكالية جمالية تحتاج إلى فصح دقيق على مستوى الشكل، إلا أنه يصنع شخوصات تعبيرية، يصيغها في اللون الواحد، ويردفه بجنسه لينسج منهما المادة التعبيرية. ثم يشكل منها مواد رمزية وعلاماتية معقدة، فيعمد إلى روابط علائقية يكثف بها الفضاء تتراءى بين كتل من الرموز والعلامات والألوان، فيعمد من خلال عملية البناء الى إنتاج توليف بين مختلف العناصر المكونة لأعماله، خصوصا أنه يجمع في اللوحة الواحدة بين المتناقضين على مستوى اللون، فهو إما يجمع بين الأبيض والأسود، أو بين لون دافئ وآخر بارد ثم يطبعها بمساحات محجبة، وبذلك يفصح عن التراكمات الرمزية، والأشكال والدلالات العميقة، والعلامات الأيقونية، التي تنبثق من اللونين الأبيض والأسود، أو الأزرق والبرتقالي، التي تؤصل لفلسفة قيمية تستجيب لضرورات العمل حتى يتفاعل مع المتلقي والثقافة التشكيلية التفاعلية.

بين الحرية والعزلة : أعمال تشكيلية تقترب من روح المرأة المصرية

القاهرة ــ «القدس العربي» من محمد عبد الرحيم: الكثير من التشكيليين المصريين تناولوا المرأة كموضوع لأعمالهم، وبعيداً عن الصورة المعهودة لحضورها، التي في معظم الأحيان تتوافق والنظرة السلبية لها، مهما ادّعت بعض هذه الأعمال غير ذلك، سواء قام بها فنانون أو فنانات، فادعاء التحرر من عدمه في مجتمع مضروب بحداثة رجعية في أساسها، سيجعل المرأة في مثل هذه الأعمال ليست سوى سلعة لا أكثر ولا أقل. إلا أن البعض من الفنانين يحاول تجاوز ذلك، بأن يجعل من المرأة موضوعاً فنياً وقضية وجود بالأساس، ورغم التباين الحاد في وجهة النظر، للوهلة الأولى بين الحرية والعزلة، إلا أن الفنان حاول تحقيق مثل هذا الوجود من خلالهما، عبر أعمال كل من الفنانة هبة حسين، في معرضها المعنون بـ«العزل الأكبر»، ومعرض «هي حرّة» للفنان أحمد عبد التواب.

الوضع المتقلب للخط المغربي… من المسؤول؟

لا شك في أن الخط المغربي في سياقه الجمالي يعرف تطورا وازدهارا ملحوظين، لكن هذا لا يعني أن المجال برمته بخير، بل إن هناك وضعا آخر يحتاج إلى نقد بناء، ويحتاج إلى تقويم حكيم، وذلك راجع بالأساس إلى بعض العقليات التي لا تزال تعيش في الوهم وفي براثن الأحقاد والحسابات الضيقة، في غياب الوازع الموضوعي وغياب الوعي. وهذه العقليات تجعل الوضع الحروفي السائد في مأزق، نتيجة تأثير التفرقة والشتات على كل المكونات الأساسية للخط المغربي، خاصة منها العنصر البشري. لذلك فإن هذا الوضع المتأزم نتيجة التفرقة القاتلة بين مختلف هيئات المجتمع المدني التي تؤطر مجال الخط المغربي، والتفرقة المميتة بين مختلف الفاعلين في المجال نفسه تتسبب في كل وقت وحين في وضع الخط المغربي على حافة الانهيار، وتوصله إلى مصحة الإنعاش، بل إن ذلك يضع الخط المغربي في مفارقة بين وضعه الجمالي المتقدم ووضعه العقلي المتخلف. فبقدر ما يزداد تطورا وجمالا ويذيع جماله في الأمداء، بقدر ما تُصر بعض العقليات على التفرقة والزيادة في حفر الهوة وتكثير الشتات ووضع المعوقات والعراقيل لكل الأعمال الجادة. وإن كانت الغرابة تشد بعض الأوفياء وعظام الرجال إزاء هذا الوضع، فإن غياب التواصل الفني والمعرفي والعلمي والجهل ببعض المزايا التي تخص قدسية الخط، وشرف الخط، وروحانية الخط، وأهداف الخط، وتربوية الخط، وثقافة الخط، تجعل بعض العقليات تتمادى في الخسران وتنحت بؤرا للنزاعات، وتشكل مساحات للتخلف، علما بأن مجال الخط عموما يحتاج إلى رجال عقلاء وحكماء وأصفياء، وأطهار في قلوبهم، وأنقياء في عقولهم، وموضوعيين في تشكيل خطاباتهم، ومتزنين في معاملاتهم، وحكماء في تواصلهم. لا تحكمهم الأخيلة الهدامة، ولا الطمع المجحف، ولا تحركهم المصالح الذاتية، بل تحكمهم الأخلاق أولا وأخيرا، فيشتغلون بنوايا حسنة وبأهداف سامية، ومساع تخدم مجال الخط المغربي في شموليته.