■ «الفن العربي بخير»، كان الفنان الراحل وجيه نحلة - مواليد عام 1932 -يردد هذا دائماً، كيف لا يجد الفن بخير وقد وصل فنه للعالمية، فعرض أعماله في بلدانٍ كثيرة (بيروت - الإسكندرية - بغداد - الكويت - الرياض - دبي - أبو ظبي - روما - بلغراد - باريس - كان - نيس - لندن - البندقية - نيويورك - لوس أنجليس - واشنطن - بيفرلي هيلز - بوكاراتون - أوزاكا - جنيف - كوالالمبور - بروناي - مونتريال - زيوريخ - البحرين). ونال العديد من الجوائز أيضاً: جائزة وزارة التربية الوطنية عام 1965، جائزة متحف سرقس، جائزة بينال الإسكندرية، جائزة بينال الدول العربية في الكويت، جائزة الغران باليه في باريس، جائزة متحف متروبو لبنان في نيويورك، وسام الاستحقاق اللبناني للآداب والفنون، جائزة معهد العالم العربي في باريس، جائزة متحف الفن الحديث في تونس، وسام السعف الذهبي من بلجيكا، الجائزة الكبرى للمعرض السادس والستين للفنون التشكيلية في باريس.
القاهرة ـ «القدس العربي»: نظمت المؤسسة الثقافية السويسرية (بروهلفتسيا) عروضاً مسرحية مستوحاة من نصوص سويسرية، جاءت تحت عنوان «أيام الأتوبيس والعكس»، قدمتها فرق مصرية مستقلة، وعرضت على مسرح جمعية النهضة»الجزويت» بالقاهرة. والعروض هي «لحد ما نثبت العكس»، إخراج محمد أسامة عطا، عن نص «إثبات العكس» للكاتب أوليفييه تشياشاري، «الأيام الصفراء»، من إخراج بيشوي مكرم، عن نص «أيام صفراء» للكاتبة دانييلا يانيك، وعن نص «الأتوبيس» للكاتب لوكاس بيرفوس قُدّمت ثلاثة عروض، هي : «مفترق طرق» إخراج شريف محمود، «المشوار الأخير» إخراج باسم القرموط، و»الحادثة» من إخراج أحمد فؤاد صابر. ويبدو من خلال هذه العروض المستوى الإحترافي اللافت لهذه الفرق ــ رغم تباينه ــ سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج، وهو ما يفوق بمراحل العديد من فرق الدولة المسرحية. والتجربة الأكثر إثارة هنا تتمثل في الرؤى المختلفة لثلاثة عروض تناولت نصاً مسرحياً واحداً، المعنون بـ «الأتوبيس»،وهو ما سنتعرض له تفصيلاً في هذا المقال.
تشتغل الفنانة التشكيلية إلهام العبدات بأساليب تحاورية، وأدوات تحولية، وببعض من الصور التعبيرية التي تنتج مجموعة من القيم الجمالية، فالاستعمالات اللونية المنتقاة بدقة والموظفة بانتظام تروم حيزا إبداعيا خاصا، تتجه به نحو بسط أسلوب تشكيلي يقوم على تطبيق تصوراتها للصيغ الفنية التي تشتغل بها.
القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تزل الصورة الفوتوغرافية قادرة على إثارة دلالاتها الجمالية، رغم زخم الصورة الذي أصبح يطالعنا في كل وقت. وإن كان عصر الصورة الاستهلاكي قد أصبح هو المسيطر الآن، إلا أن الفنان الفوتوغرافي لم يزل قادرا على الانتصار للجمالي والفني، بعيداً عن فكرة الاستهلاك وقيمه. ومن خلال الأعمال التي تم عرضها في»ملتقى المصورين العرب الأول» الذي أقيم في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية، نستطيع أن نراهن على حِس الفنان العربي، وتجاوزه للنقل الآلي للموضوع محل التصوير، بل محاولته الجاهدة لأن يخلق جماليات خاصة بفن الفوتوغرافيا، وأن يرسم بالضوء العديد من اللقطات بعين ووجهة نظر فنية، دون الاكتفاء بتسجيل حدث أو مكان، ليبدو في النهاية عملاً فنياً ذاتياً إلى حد كبير، بعيداً عن تواجده في ما يُسمى الواقع. الأمر الآخر هو القدرة على تجسيد لحظات دالة في المجتعات العربية، توحي بها الصورة، وبالتالي يمكن تأويلها واستنتاج العالم المحيط بها، خارج إطار الصورة، سلوكيات أصحابها، وعوالمهم وطرق معيشتهم، الأمر أقرب إلى بحث اجتماعي ونفسي لهذه البلدان وأهلها. من هنا تتحدد القيمة الفنية والجمالية لرؤية الفنان الفوتوغرافي وما يشغله، وما يريد أن يخلّده في لقطة، تكون بذاتها دالة على وجوده ووجود مجتمعه في الوقت نفسه.
عند النظرة الأولى تظهر اللوحات أمامك وكأنها وليدة المصادفة، كأنّ حظاً سعيداً قاد مسار الفرشاة، اختار الألوان وخلق تكوينات جميلة. وإذا رجعت بالبصر ثانية ستكتشف الصنعة المتقنة التي خلقتها ضربات واثقة بعفوية مقصودة وإدراك مكتمل للنتيجة المرجوة التي ستحمل على ظهرها تراثاً وقصصاً وأحلاماً أودعها إياها الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم.
قليلة هي الكتب المتخصصة بالعربية في مجال الموسيقى، فيأتي كتاب «المناهج النقدية في الموسيقى العربية» لمؤلفته ياسمين فراج ليضيف إلى المكتبة العربية. ويتضمن الكتاب مقدمة عن المنهج العلمي الذي انتهجته الباحثة، وهو ما أطلفت عليه «منهج الألفية لنقد الموسيقى الغنائية» وحاولت من خلاله التدليل على صحة فرضياتها والنتائج النقدية التي توصلت إليها. ضم الكتاب ثلاث دراسات علمية رصينة، جاءت الأولى بعنوان، البنية الموسيقية وعلاقتها بالبنية الثقافية في مصر إبان القرن التاسع عشر، تلك المرحلة المحورية في تاريخ مصر الحديث، وتفترض المؤلفة وجود علاقة بين صيغة الدور الغنائي والأنماط الثقافية التي كانت سائدة في المجتمع وقتها، ذلك من حيث الآلات الموسيقية والصوت البشري والإيقاع، كذلك العلاقة بين المقاطع الشعرية واللحنية. وتناول الفصل الثاني المعنون بـ «سيميولوجيا الأغنيات الدعائية لمرشحي رئاسة الجمهورية» في أيار/مايو 2012 لاكتشاف مدى دلالة الكلمات والمقاطع اللحنية التي تعبّر عن الفئة التي أراد كل مرشح التوجه إليها، أو يعبّر عنها بالأساس. وأخيراً فصل بعنوان «أثر الموسيقى الأوروبية على الأغنية المصرية المعاصرة في الألفية الثالثة».
القاهرة ـ «القدس العربي»: كان لكل من المخرج الروسي دزيغا فيرتوف والناقد والمُنظّر الفرنسي أندريه بازان، أفكارهما التنظيرية عن السينما والتفكير الجمالي للفن ووظيفته من خلالها. وإذا كان بازان وجدت بعض أفكاره حيز تنفيذها من خلال أفلام الموجة الجديدة، التي كانت انعكاساً مباشراً لكتاباته في كراسات السينما، نجد أن فيرتوف قام بتطبيق نظرياته الجمالية بنفسه، في عدة أعمال أشهرها فيلم «الرجل والكاميرا». وكل منهما نادى بواقعية السينما ودورها، وانتقد تزييف الواقع في الأعمال السينمائية الأخرى، على مستوى الفكر والتقنية، وبالأخص الوسائل التقنية التي تجعل الفيلم جديرا أن يعبّر عن الواقع، في شكل حاد يصل إلى حد التطرف.
القاهرة ـ «القدس العربي»: منزل على وشك الانهيار، وزجاج إحدى شرفاته تصيبه الشروخ، وعرض مسرحي ينتهي بموت بطله، هذا الذي طالما تغنى بأمجاد ماضيه، حيث يُلاحقه الفشل الآن في كل شيء، وقد مات من اليأس بعد أن تحقق من مأساته، وقبل أن يموت أمام الجميع. في هذه الأجواء يدور فيلم «البائع» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، المعروض حالياً في سينما «زاوية» في القاهرة. وكعادة فرهادي كاتب ومخرج الفيلم، تتم صياغة الأسئلة الكبرى من خلال تفاصيل حياتية صغيرة، كما في فيلميه السابقين «انفصال 2011» و«الماضي 2013».
يعمد الخطاط التشكيلي يونس بنضريف إلى إنتاج مواد حروفية ذات مواضيع متنوعة بما تطرحه تشكيلاته الفنية الرائقة من تركيبات خطية تتجه مباشرة إلى خط الثلث، الخط الصعب المتشابك الجميل، يتفاعل معه يونس بنضريف وفق قيم فنية وجمالية يتجه بها إلى مناحي دقيقة في صياغته التشكيلية، سواء ما تعلق منه بالتركيب أو بمختلف المناحي الأخرى. فالشكل بما تحمله مفرداته حاضر في أعمال الفنان الخطاط يونس بنضريف.
إن كان فعل الكذب يعد من الأفعال المستنكرة دوماً بين الناس، على الرغم من أنه أكثرها انتشاراً، إلا أنه في المجال السياسي لا يُنظر إليه من هذه الزاوية. فالساسة دوماً ورجال الحُكم يعتقدون أن دافعهم هو تحقيق المصلحة الوطنية، رغم أن ذلك لا يعني التصرف بحكمة في جميع الأحوال. فهناك الكثير من الأسباب تحمل القادة على الكذب على شعوبهم، وعلى الدول الأخرى. هذا المنطق العملي والبراغماتي يتجاوز دائماً القيود الأخلاقية المعروفة ضد الكذب. واللافت أن شعوبهم لا تعاقبهم بسبب خداعهم هذا، إلا إذا أدى فعلهم إلى نتائج وخيمة. فكل من القادة والشعوب توصلوا إلى أن الكذب يعد جزءا لا يتجزأ من السياسة. وقد سار العرف أن الكذب في السياسة كثيراً ما يكون مباحا، لهذا أدمنه الساسة. هكذا يحاول جون ميرشيمرــ أستاذ العلوم السياسية والمدير المشارك لبرنامج سياسة الأمن الدولي في جامعة شيكاغو ــ البحث عن حالات كذب السياسيين، وتداعيات ذلك على السياسة الدولية والشعوب التي تورطت في غفلة جرّاء هذه الأفعال.