القاهرة ـ «القدس العربي»: تعود أهمية صالون الشباب لكونه البوصلة الحقيقية لرؤية الجيل الجديد وأفكاره من شباب التشكيليين المصريين، كذلك كيفية صياغة هذه الأفكار من خلال تجربة فنية جمالية لها دلالتها. من ناحية أخرى يُفترض في هذه الأعمال أن تمتلك روحاً على قدر كبير من الجرأة والسعي إلى التجريب، إلا أن الملمح الرئيسي في أعمال هذا العام هو المزيد من التقليد لأعمال وأفكار غربية، أو مُنتحلة لأساتذة مصريين، قام أغلبهم أيضاً بنقل أفكار بعينها وتقليدها في تهافت. لم يشفع المظهر الصاخب لهذا العمل أو ذاك، أو اللافت للوهلة الأولى، والذي مع التدقيق نكتشف قدراً كبيراً من التماثل أو التكرار لأعمال سابقة، أو أن هذه الأعمال هي الأساس الذي انطلق منه الفنان. هذا لا ينفي وجود تجارب حاول أصحابها أن يكونوا أنفسهم، وأن تصبح تجربتهم الجمالية قاصرة على عالمهم وموهبتهم وأفكارهم، حتى وإن طال هذه الأفكار بعض التشوّش والقصور، لكنها تجربة الفنان في جميع الأحوال. ولنا محاولة استكشاف الخطوط والأفكار العامة للأعمال المشاركة ومناقشة أفكار أصحابها. كذلك رؤية الدولة مُتمثلة في وزارة الثقافة إلى الفن والحالة الفنية في مصر الآن.
سنوات طويلة مضت وأنا أحلم بأن أكتنز الشرق في مطلقه بكل ثرائه وتنوعاته وجمالياته وفلسفاته على خشبة مسرح واحد، ليقدم صوتاً جديداً هو صوت الشرق المعاصر، وإن كان بأدوات موسيقية تقليدية وعريقة جداً.
نسمع بين حين وآخر عن دول في مطاف ما يسمى بدول العالم الأول تعاني من بطالة كبيرة، ونسمع في الوقت نفسه أن هذه الدول تقيم مهرجانات فنية تحت رعاية المحافظات في كافة مناطقها وبلا رعاة في أغلب الأحيان، سوى الراعي الرسمي الحكومي.
تعمل الفنانة التشكيلية أولغا بأساليب حوارية تجسدها وفق اعتبارات جمالية تغذي أعمالها التشكيلية، بصياغات لونية كثيفة تخضعها لعلائق تجاورية، في نطاق الحفاظ على وحدة البناء والشكل والرؤية، وإبراز المادة الحسية بترابط مع المادة الفنية وتطبيق لتصوراتها المسبقة.
القاهرة ـ «القدس العربي»: كلما حدثت واقعة إرهابية جديدة يتم حشد وتجييش وسائل الإعلام على اختلافها ــ قنوات فضائية، وصحف، وصفحات التواصل الاجتماعي ــ لتبني الصوت الرسمي للنظام السياسي، بخلاف بعض الأصوات المعارضة، ومحاولة محاربتها وضمها إلى زمرة الإرهابيين. فإلى أي مدى نجح الإعلام في التعامل مع الظاهرة الإرهابية، التي تتكرر من حين لآخر؟ وحتى الحادث الأخير المتعلق بالكنيسة البطرسية في القاهرة، يبدو التعامل معه كما هو الحال دوماً. ومنذ عهد مبارك المخلوع لم يتغير شيء، اللهم التهافت والصراخ وكأن هذه الوسائل أصبحت تتعامل وفق تعليمات أمنية أكثر منها مهنية، وهي سِمة توصم الإعلام العربي عموماً والمصري بشكل خاص. فهناك المزيد من التراجع في المستوى المهني العام للإعلام المصري، وهو يتماشى مع التراجع في العمل الوطني العام، كما أن المشكلة الحقيقية في المشهد الإعلامي الحالي، أنه تعبوي أكثر منه نقدي، فهو يدعو المصريين إلى التخلي عن التفكير فيما يحدث حولهم، بحجة حالة الحرب على الإرهاب. وليس أدل من ذلك في حال الأحداث الإرهابية الأخيرة عقد مقارنة بين حادث الهرم والكنيسة، لتخرج بعض الفضائيات قائلة إن «الجمعة إرهاب في مسجد والأحد إرهاب في كنيسة» وهو خطاب زائف في الأساس فحادثة الجمعة استهدفت رجال شرطة ــ كمين أمني أمام المسجد ــ وحادثة الأحد استهدفت مسيحيات مصليات استشهدن أثناء تأدية الصلاة!
القاهرة ـ «القدس العربي»: تجارب تشكيلية متباينة، ومغامرة بصرية تناولتها ثلاث فنانات تشكيليات مصريات، حاولن فيها الخروج عن السائد والشائع البصري، بداية من الموضوع وحتى المادة التي يعملن من خلالها لتجسيد أفكارهن. لا نستطيع معهن الهرب من مناخ اجتماعي في الأساس، قد يبدو أحياناً فيه بعض من تعالٍ، أو تبني وجهة نظر وأسلوب متهافت، لكن في النهاية تتمثل حالة التجريب، ومحاولة السير في اتجاه آخر غير تقليدي، وغير شائع كما في الكثير من الأعمال الفنية الكثيرة، التي نطالعها في العديد من المعارض التي تستعرض تجربة المرأة التشكيلية بوجه عام. وفي شيء من التزامن جاءت هذه المعارض لتكشف روحاً مختلفة لدى الفنانات المصريات بداية من الفنانة إيمان حسين ومعرضها المعنون بـ «السيدة ميريل المصرية» وهي أكثر الفنانات تجريباً وجرأة في التعامل مع الموضوع والمادة التشكيلية، مرواً بالفنانة صفية القباني في معرضها «جداريات مصرية» ومدى صعوبة تطويع المادة لتجسيد أفكارها، وصولاً إلى الفنانة مريم عبد الوهاب ومحاولاتها تجسيد صراعات نفسية واجتماعية في شكل يتجاوز ما يُسمى بالواقع على مستوى اللون والرمز والتكوين. هذه قراءة في هذه التجارب والأعمال اللافتة، والتي تختلف في مجملها كثيراً عن العديد من الأعمال الفنية، لفنانات وفنانين أكبر سناً وتجربة وخبرة، لكنها توقفت عند التقليد واستنساخ ما كان، دون إضافة أي جديد إلى الحركة التشكيلية المصرية. ورغم أن تجارب الفنانات محل القراءة لم تزل في طور التجريب والتكوين، إلا أن السمة الأهم هنا تتمثل في روح الجرأة والإصرار على تجاوز ما كان، حتى ولو تباينت هذه التجارب من حيث المستوى والدلالة الجمالية للعمل الفني.
يتجه العالم اليوم إلى محاربة الشيخوخة بكل الوسائل المتاحة، وتعمل أعداد كبيرة من المختبرات في الطب والتجميل والعلوم على اختلافها في محاولات دائمة لاكتشاف كل ما هو ممكن لمحاربة انعكاسات التقدم في العمر على الإنسان.
■ تتبدى سحرية الخط العربي لدى الفنان الحروفي رشيد إغلي في أسلوب معاصر جديد من حيث عمليات التثبيت المحكم والمعقلن والمنظم داخل الفضاء، باحترام منطقي لبعض قواعده وأصوله، وهو ما يحيل إلى أن قلم الفنان رشيد ملتزم بالضوابط المعرفية والعلمية والفنية للخط العربي، وملتزم في الآن نفسه بالتوظيف الجمالي للألوان واكتساح المساحات بطرائق ممنهجة. كما أن الشحنات التراثية والتسطيرات والخطوط والأشكال وعمليات التنظيم الفارقي، هي عناصر تدعم القاعدة الفنية للخط العربي أكثر مما تصب في مجال الفن التشكيلي، وهو ما يصنف الفنان رشيد إغلي ضمن الحروفيين المعاصرين.
■ تستند الفنانة التشكيلية نادية ورياشي كونيجو في منجزها التشكيلي على الشخوص باعتبارها مادة متصلة بتصوراتها أولا، ثم ترسخها في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية رائقة ثانيا، باعتمادها بشكل مدروس، تراعي فيه مقاســـات المادة الفنية وتوزعها في المساحة حسب الحاجة، بإضفاء جمالية أساسها اللون والشكل.
يرى العالم الموسيقى منذُ معرفته بتأثيرها، على أنها حاجة ودلالة حضارية وفاعلة في التغيير نحو الأفضل، بل وعامل مساعد على صنع حياة متوازنة. على هذا الأساس قامت صناعة كاملة حول الموسيقى يعمل داخلها ملايين الأشخاص في كل مفصل من مفاصلها المتشعبة والكثيرة.