يشكل غياب النقد الفني عبئا كبيرا يقع على كاهل الفنانين الذين يعملون على هويتهم، فوجود الناقد الحقيقي مسألة في غاية الأهمية للفنان، دوره، إضافاته، تميزه، وليس الغرض منها مدح فنان أو ذم آخر، أو متابعة أخباره، بل قراءة أعماله منهجياً ومتابعتها والخوض فيها بعمق.
يتفاعل التشكيلي المغربي محمد كرم الطاهري مع مادته الفنية وفق رؤى تعبيرية تتخذ من الصورة قاعدة لبسط المنمنمات والجماليات الموتيفية لصناعة أشكال وعلامات ورموز ينزع بها الصفات الظاهرية لعالم الشكل داخل الفضاء، ثم يقوم بعملية البناء، مع بسط نوع من الاختلاف بين مفردات المادة الفنية التي تولد عددا من الدلالات، وبين البؤر اللونية وصناعة الأشكال الفنية، التي تؤطر المجال الجمالي.
القاهرة ـ «القدس العربي»: تعد فترة نهاية خمسينيات وستينيات القرن الفائت في مصر هي فترة الأحلام والمشروعات الكبيرة، فترة محاولة تحويل مصر من مجتمع زراعي إلى صناعي تقدمي. وكانت بالفعل هناك بوادر نهضة في العديد من المجالات لا ينكرها أحد، إلا أن سياسات القمع المتبعة من وقتها ــ وحتى الآن ــ والتي انتهت بهزيمة يونيو 1967، فلا أصبحت مصر دولة صناعية، ولم تعد دولة زراعية كما كانت، بل أصبحت سوقا استهلاكيا كبيرا. وفي العام 2016 يقوم الفنان فتحي عفيفي من خلال معرضه المعنون بـ «العودة إلى المصنع» المقام الآن على قاعة «أفق» في متحف محمد محمود خليل في القاهرة، باستعادة لحظات هذا الحلم، من خلال لوحات تفصيلية للعمل في المصانع الحربية. وقد كان لمنتجات هذه المصانع الكثير من السُمعة الجيدة في مجال الصناعة المصرية. فالرجل الذي كان عاملاً بالفعل في هذه المصانع منذ العام 1968 يبدي الكثير من الحنين إلى هذا المناخ، ويحاول استعادته بأدق تفاصيله، متذكراً علاقة الإنسان بالآلة، وعلاقات العمال بعضهم البعض، متذكراً وضعاً اجتماعياً ونمطا من الحياة لم تعد مصر تعيشه الآن. ربما تكون اللوحات وكأنها تذكارات لجيل مضى، أو اكتشافات للجيل الحالي، الذي لم يعش ذلك العصر، ويحيا في ظِل الأحلام المتضخمة، ضخامة الآلات نفسها.
في الأسبوع الماضي توقفت عند كتاب محمد عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد لمؤلفه الكاتب محمود عوض، وفي الكتاب الذي ما زال بين يدي مراحل كثيرة من حياة الموسيقار ووقفات عند الجانب الإنساني في شخصيته والذي يجهله عدد كبير من محبيه.
القاهرة ـ «القدس العربي»: لفتت روابط «الألتراس» أنظار الجميع في مصر بعد دخولها إلى عالم السياسة بمشاركة أفرادها في أحداث ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ليفرضوا بعد ذلك أنفسهم على الساحة بفضل قدرتهم على التنظيم والحشد، وكان لهم دور محوري في إسقاط جهاز الشرطة يوم جمعة الغضب، ومقاومة الهجوم على ميدان التحرير يوم موقعة الجمل. ثم جاءت مذبحة ستاد بورسعيد في فبراير/شباط 2012، وقت حكم المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، لتؤكد الحالة الانتقامية التي لن تتراجع عنها الأجهزة الأمنية تجاههم، وأخيراً اشترك القضاء في اللعبة، وأصدر حكماً قضائياً بحظر هذه التجمعات واعتبارها تجمعات إرهابية. وعقدت مؤخراً في مركز «دال» للأبحاث في القاهرة، التابع لمؤسسة «مؤمنون بلا حدود»، ندوة بعنوان «الألتراس بين تفكيك الأنا والاغتراب»، تحدث فيها كل من الباحث سامح إسماعيل، المختص بدراسة الأقليات الدينية والتدين الشعبي، والباحث علي الرجال، المتخصص في علم الاجتماع السياسي، لمناقشة أوضاع هذه الفئة، التي لم تزل تمثل دوراً وقوة لا يُستهان بها في بداية يشير مفهوم الـ(Ultra) إلى الشيء الفائق والزائد عن الحد، وكان يستخدم في شكله التقليدي لوصف مناصري قضية معينة بشكل يفوق ولاء أصحاب القضية الأصليين لها، ثم انتقل المفهوم إلى مجال الرياضة، حيث استخدم لوصف مشجعي ناد معين. وفي العالم العربي تشكلت فكرة الألتراس بداية بتونس مروراً بالمغرب ثم مصر. وكان إشهار أول مجموعة ألتراس مصرية من نصيب ألتراس «وايت نايس» المنتمي لنادي الزمالك في مارس/آذار 2007، وتبعها ألتراس «أهلاوي» المنتمي للنادي للأهلي في أبريل/نيسان من العام نفسه، لتنطلق بعدها روابط الألتراس لتغزو أندية مصر ومحافظاتها. وتعتبر تجمعات الألتراس مجتمعات مستقلة، تضم أبناء الرابطة وفق دستور يحكم الجميع بدون أي تفرقة بين فقير أو غني، متعلم أو أمي، مسلم أو مسيحي، إلا بالعمل والتفاني من أجل المجموعة.
تتوالى خساراتُ السوريين، وكأنّ الانهيارات لا تصيب البنى المادية فقط، بل حتى المعنوية، فبعد أن خُلعت أوتاد خيام ذاك البلد، باتت رؤوس السوريين عاريةً في مواجهة الريح.
أن تشّع أو أن تكون مرآة تعكس الضوء، وأن يلتهب جسدك بأهاليج النور، أو أن تتلون بخرائط مضيئة، وأن تسكن الظلمة وتبرز كشمعة متراقصة الشعلة، أو أن تتطرف وتستقبل النور من نافذةٍ شرقيّة في صباح يومٍ صيفي؛ هذه أمور متشابهة ومتداخلة عند نساء الفنان الأردني أيمن غرايبة.
إنه عبد الوهاب، الموسيقار الذي وضع بصمة لن يمحوها تعاقب الأجيال، فهو ببساطة لم يكن موسيقيا لجيل واحد، كان يكتب للمستقبل، ليظل فيه، وهكذا حفظته الذاكرة ليس في لحظتها، بل في سجلها الأكثر نصاعة، لأنه سجل الإنسانية والحضارة.
القاهرة ــ «القدس العربي»: يؤرخ العديد من المهتمين بسينما الأرض المحتلة أن فيلم «عُرس الجليل» أول فيلم روائي فلسطيني طويل، يحكي عن فلسطين من الداخل، ومن وجهة نظر فنان فلسطيني، بخلاف التجارب الوثائقية والروائية متفاوتة المستوى التي قام بها العرب أو الأجانب ــ وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، الذي أنجزه عام 1987 وحاز عنه جائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان في العام نفسه. إلا أن أهم ما يلفت النظر في الفيلم أنه قدّم الحياة الفلسطينية والعلاقات الإنسانية بعيداً عن كليشيهات وأصوات نضالية صاخبة، يُدمنها أصحاب الايديولوجيات القاصرة. ويبدو أنه نهج اختاره ميشيل خليفي لمسيرته السينمائية، والتي تحققت في أعماله اللاحقة، التي أثارت من الجدل حولها الكثير، كان آخرها فيلم «زنديق» عام 2010. إلا أن أهمية «عُرس الجليل» تعود لكونه من أول الأفلام التي تناولت الحياة فوق الأرض المحتلة من خلال رؤية مغايرة للسائد والمألوف، كمحاولة لإيجاد صيغة جديدة تناقش طبيعة أوضاع العلاقات الإنسانية والاجتماعية في ظِل الاحتلال. هذه الرؤية لم تجعل المشاهد يقف على الحياد مع الفيلم، فإما يرفض مقولاته جملة، أو يحاول قبولها والتفاعل معها، أو على الأقل التفكير بشأنها. المشكلة أن الكثيرين يتعاملون مع العمل الفني، والسينما بوجه خاص، باعتبارها منشوراً سياسياً، وهي آفة تعاني منها السينما العربية، لأنها تواطأت طوال تاريخها مع السلطة السياسية، وكانت أهم أدوات الترويج لهذه السلطة أو تلك. لكننا في المقام الأول أمام تجربة فنية وجمالية ــ خيالية ــ لها معايير مختلفة تماماً، وتحتمل التأويلات المتباينة، في إطار العمل الفني، ومن داخل مفرداته التي يُعبّر من خلالها عن الفكرة التي يدور حولها. وقد أقام مؤخراً مركز الفيلم البديل في القاهرة «سيماتك» عرضاً لفيلم «عُرس الجليل» ضمن برنامج عروض «ألبوم عائلي». الفيلم سيناريو وإخرج: ميشيل خليفي. تمثيل: محمد علي العقيل، بشرى قارمان، مكرم خوري، إيلان شامي، يوسف أبو وردة، آنا أشديان، سونيا عمار، وجوليانو مير خميس. إنتاج: بلجيكا/فرنسا 1987(113 دقيقة).
القاهرة ــ «القدس العربي»: برئاسة المخرج سمير سيف، ستقام في الفترة ما بين غد الأربعاء وحتى 20 الشهر الحالي فعاليات الدورة الـ 20 للمهرجان القومي للسينما المصرية، والذي ستعرض أعماله المشاركة في دار الأوبرا المصرية. سيُفتتح المهرجان بالفيلم الوثائقي «السينما أجوان» لمجدي عبد الرحمن، بينما ستبدأ عروض الأفلام المتسابقة بداية من 13 وحتى يوم 19من هذا الشهر.