القاهرة ــ «القدس العربي»: يستند المسرح المصري ويتباهى دوماً بإنتاجه في فترة ستينيات القرن الفائت، وأنها الفترة التي شهدت الطفرة الثقافية والأصالة وما إلى ذلك من التشبيهات والمُسميات التي انفض من حولها الكثيرون. إلا أن النظرة المُتفحصة أو غير الممسوسة بمناخ تلك الفترة، من الممكن أن تسمح بإعادة النظر في هذه العروض وقبلها النصوص المسرحية التي تم إنتاجها في ظِل المناخ النضالي والأيديولوجي وقتها.
القاهرة ــ «القدس العربي»: بعيداً عن صخب المعارض التشكيلية التي تفتعلها وزارة الثقافة المصرية في أغلبها ــ اللهم بعض الاستثناءات ــ وبعيداً عن المتابعة الصحافية للفنانين المقرَرين على الصحف، جاء المعرض التشكيلي الجماعي «كلما اقتربت» ليضم أعمالاً متنوعة لمجموعة من الفنانين الشباب المستقلين، والخارجين عن الإطار المؤسسي للدولة. من ناحية أخرى يبدو المعرض على تنوعه من أعمال النحت والتصوير الزيتي والفوتوغرافي يجمعه الروح الواحد، محاولة للتجديد والتجريب وأفكار تخص هذا الجيل، وتبدو بعيدة عن التقليد والتكرار المعهود الذي نراه في الكثير من المعارض الفنية والأسماء التي استقرت فاستكانت إلى تجربتها، دون تقديم أي جديد. ورغم تباين هذه الأعمال، إلا أن محاولات الخروج عن إطار التقليدية، أو أن تكون هذه الأعمال هي أصحابها بالفعل، هو اللافت، دون محاولة الانتساب إلى تجارب لا يعرفونها ولا ينتمون إليها، لمجرد نيل الاستحسان أو وضع قدم في الطابور الفني المعهود. أقيم المعرض في «مركز جسور الثقافي» في كنيسة «جميع القديسين» في القاهرة، وضم أعمالاً لكل من الفنانين، خالد عادل، وميرنا موريس، وحازم مطيع، ورحمه حمدي، وعلي أسامة، وإبراهيم أشرف، ومحمد نبيل، ونورا فوزي، وسماح سليمان، ومصطفى سمير، ورنا حسين، وعمرو الفقي، وعمرو خالد، وندا خالد، وعبد الرحمن بسيوني، ومصطفى الحلواني، وهناء أحمد.
تحدثت في الأسبوع الماضي عن الاستخدامات المختلفة للموسيقى، وأتابع اليوم مقالتي حول الموضوع نفسه محاولا الإجابة عن بعض الأسئلة التي طرحتها في مقالتي السابقة.
القاهرة ــ «القدس العربي»: سيظل الفن دوماً في أغلبه مُعبّراً عن القوى الاجتماعية والسياسية التي يُنتَج في ظلها، وشكلا خاصا من أشكال هذا الفن يبدو ضد هذه القوى، ويستمد قيمته من مدى انتقاده ومواجهته لها. ويأتي الفيلم الوثائقي يللا أندرغراوند، الذي جاء عرضه الأول في القاهرة من خلال العروض الخاصة لسينما (زاوية) ليؤكد هذه الرؤية من خلال استعراض حياة فناني الفرق الغنائية المستقلة في عدة دول عربية.. مصر، الأردن، فلسطين ولبنان. كنموذج حي لما يحياه الوطن الموسوم بكونه عربياً.
القاهرة ــ «القدس العربي»: يُقام حالياً في قاعة آدم حنين في الهناجر في دار الأوبرا المصرية المعرض السنوي لنتاج مراسم سيوة، وهو ما يتم من خلال إيفاد عدة فنانين إلى هذه الواحة ومحاولة التعبير التشكيلي عنها، حسب رؤية كل فنان والمادة التشكيلية التي يتم من خلالها إنتاج عمله الفني.
عندما تصوَّب البندقية صوب جبهتك وأنت تختلس النظر لإحدى اللوحات، وتجد في المقابل تماماً عيناً مزّقت اللوحة وراحت تختلس النظر إليك، تبحث حينها في يدك عن بندقيةٍ موجهة للآخر ربما وجدت بيدك دون أن تنتبه! وتبحث حولك عن الفنان الذي استطاع تشتيت وعيك.
يأتي كتاب «تحولات التشكيل المصري المعاصر» وهو دراسة رصينة لمؤلفته هبة الهواري، ليربط ما بين الوعي التشكيلي للفنان المصري والتحليل السوسيولوجي للعمل الفني. وبذلك سواء يبدو الفنان تواصل مع مجتمعه أو انفصل عنه واغترب من خلال إنتاجه الفني، فإن ذلك يدور في فلك مشكلات اجتماعية أقرب إلى الأزمات الجمعية منها كذات فردية. فالاغتراب لا يعد سوى موقف من الفنان في الغالب، دون أن يكون مسايرة لصرعة فنية آتية من الغرب. ورغم التقليد والمحاكاة الغربية في بعض الأحيان، فالمؤلفة توضح أنها حالة هروب مما يحيط التشكيلي المصري، هروب مقصود، كمحاولة للبحث عن أي طوق للنجاة. من ناحية أخرى لم يبتعد الفن يوماً عن الظرف السياسي الذي تعيشه مصر، سواء بالعمل إيماناً بالمناخ السياسي القائم، أو الخوف والدعاية له، وصولاً إلى موقف رد الفعل من نتائجه. وطوال هذه الرحلة الزمنية التي تناولتها المؤلفة من العام 1967 وحتى العام 2011، ما بين هزيمة زلزلت اليقين، إلى ثورة أحيت الوعي بالوجود.
القاهرة ــ «القدس العربي» : مع كل عمل جديد للمخرج يسري نصر الله تبدو السينما المصرية دوماً في حالة انتظار للإضافة التي ستأتيها، والطفرة الإيجابية التي ستنالها. يبدأ الأمر من خلال أخبار عن مشاركة أفلام نصر الله في المهرجانات الدولية، آخرها مهرجان لوكارنو، الذي عرض فيلمه الأخير «الماء والخضرة والوجه الحسن»، الذي بدأ عرضه في دور السينما المصرية منذ أيام، كذلك تأتي إلينا آراء النقاد والدوريات العالمية، التي تشيد بأفلام نصر الله ــ تأتينا مقتطفات مُترجمة في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، والمغلوطة في أغلبها، أو الانتقائية مع افتراض حُسن النوايا ــ وبالتالي لم يخرج هذا الفيلم عن السياق الاحتفائي. الوجه الحسن يأتي بعد فيلمه «بعد الموقعة»، الذي حسب الصحافة والمُهللين الشرفاء أظهر الوجه الحقيقي للثورة، وعبّر عنها أدق تعبير. ولكن الدعاية والصخب والنغمة الاحتفائية، التي يجيد نصر الله اللعب عليها واستغلالها، تتباين تماماً عند مُشاهدة هذه الأعمال. وفي فيلمه الأخير يبتعد نصر الله عن النضال السينمائي ومعالجة القضايا التي تؤرق المجتمع المصري، يبتعد عن المباشرة والصوت الزاعق، ويحاول ظناً أنه يخلق عالماً قريباً مما يحدث بالفعل. الفيلم أداء.. ليلى علوي، باسم سمرة، صابرين، أحمد داوود، إنعام سالوسة، محمد فراج، علاء زينهم. سيناريو أحمد عبد الله ويسري نصر الله. فكرة باسم سمرة. إخراج يسري نصر الله. تصوير سمير بهزان. مونتاج منى ربيع. ملابس غادة وفيق. موسيقى وائل علاء. ديكور حمدي عبد الرحمن.
طالما ذكرت أن الموسيقى من شأنها أن تُهذب النفس والروح معا، وأن تعلّم الموسيقى منذ الصغر يدفع إلى رحلة إنسانية مغايرة داخل الروح، تبعد صاحبها عن كثير مما قد يوصف بأنه انحدار الأخلاق أو الذهاب في نفق الظلام.
القاهرة ـ «القدس العربي»: عندما تستعد لمشاهدة فيلم من فلسطين أو عنها ــ إلا قِلة من الأعمال التي يرحمنا بها الله من حين لآخر ــ فإن العديد من الكلاشيهات تتواتر في ذهنك، العبارات النضالية، الجهاد بأي طريقة، وتوجيه الرسالة للغرب أولاً، لكسب المزيد من التعاطف، والأدق لكسب بعض الجوائز في المهرجانات، ومغازلة بعض الحالمين من ثوار المقاهي وأبخرة الشاي من عاقدي الشال الفلسطيني حول رقابهم، كشارة موسومة للنضال. ويبدو أن فيلم «حب وسرقة وأشياء أخرى» للمخرج مؤيد عليان، نجح في الابتعاد بقدر ما عن هذه التركيبة التقليدية، وإن توسل في الوقت نفسه بتركيبة أخرى ــ الوصفة الأمريكية ــ لعرض حكاية فيلمه. وربما شفع له أنها تجربته الروائية الطويلة الأولى، بعد عدة تجارب قصيرة ووثائقية، منها «ليش صابرين» و«منفيون في القدس». عُرض الفيلم ضمن العروض الخاصة بسينما زاوية في القاهرة منذ أيام.