القاهرة ـ «القدس العربي»: أيام وينقضي عام 2015، وقد حمل معه العديد من الأحداث الثقافية، من أعمال أدبية لاقت من الانتشار ما لاقت، إضافة إلى العديد من الأسماء والندوات الاحتفائية للشخصيات الثقافية المؤثرة في الثقافة المصرية والعربية، كذلك رحيل العديد من الشخصيات الأدبية التي تعتبر من أعمدة الثقافة في مصر والعالم العربي، كالشاعر عبد الرحمن الأبنودي، الكاتب والروائي جمال الغيطاني، الكاتب والناقد إدوار الخراط.
القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تأت الأديان الإبراهيمية إلا وتأسس معها بدرجة أو أخرى مفهوم يقترب من العنصرية إلى حدٍ كبير، بداية من تقسيم المؤمنين والكُفار، وصولاً إلى نفي أي آخر يتعارض وأصحاب هذه الديانات.
القاهرة ـ «القدس العربي»: كثيراً ما يختصر الفنان التشكيلي المسافة بينه وبين المُتلقي، ويكسر حاجز العزلة الفني هذا بأن يعرض شخوصاً وأماكن ومفردات حياة يعيها المتلقي جيداً، لأنه يعيشها بالفعل. وبقدر ما يتواصل الفنان مع هذه الحياة ويُعيد إنتاجها عبر عمله الفني، يتضح مدى تفاعله معها بالأساس، والإحساس بها. فالعمل الفني ــ اللوحة هنا ــ تكشف بدورها مدى صدق الفنان في ما يراه وينقله من خلال تجربته الفنية والشعورية. وفي هذه الحالة تصبح مهمة الفنان أكثر صعوبة، لأنه لا يأتي في عالمه بشيء غريب، بل يكشف عن شخوص ووجوه مألوفة، لطالما طالعناها ونطالعها في الشوارع والمقاهي والحارات المصرية. ويصبح التساؤل هنا: ماذا سيضيف الفن لهؤلاء؟ وكيف سيبدون في العمل الفني؟ وهل يُتاجر الفنان بشخصياته، أم يمجدهم ويتعاطف معهم بالفعل، بداية من لحظاتهم المرحة، وحتى أقسى لحظاتهم المشحونة بالغضب والشجار والنقمة، ليصبح الأمر استعراضاً للسلوك الشخصي والبيئة الاجتماعية والنفسية، التي تتجسد من خلالها الشخصية. ومن خلال ثلاثة معارض تشكيلية تتزامن الآن بفي لقاهرة، وجدنا أن ثيمة «الحِس الشعبي» هي التي تشكّل العنوان الأكبر لهذه المعارض المختلفة. ففي غاليري «آرت كونر» يعرض الفنان محسن أبو العزم أعماله تحت عنوان «ردود أفعال مُضحكة». ثم معرض بعنوان «طبيعي أن نعمل» مُقام في غاليري «بيكاسو» للفنان فريد فاضل، وأخيراً معرض الفنان ماهر موسى، الذي أقامه في قاعة «زياد بكير» بدار الأوبرا المصرية، وجاء بعنوان «الفطرة والبراءة في طقوس وشعائر مصرية».
القاهرة ـ «القدس العربي»: «وجيت باريس بعد 50 سنة، وجدت أنها اتغيّرت تماماً، مبانيها، شوارعها. سألت نفسي: إيه اللي حصل؟ وإيه اللي هيحصل لو عشت فيها مرّة ثانية شاب؟!» هكذا يأتي صوت «توفيق الحكيم» ليُصاحب وصول الممثل نور الشريف الذي سيقوم بدوره. ربما تصبح هذه العبارات مدخلا مناسبا للفيلم، الذي يظل دوماً في حالة من المقارنة بين ما كان وما هو كائن. كإعادة لفهم تاريخ الرجل، والوقائع التي عاشها، من دون الاكتفاء بعرضها.
القاهرة ـ «القدس العربي»: يٌقام حالياً في أتيليه القاهرة معرض جماعي يضم أعمالاً لثلاثين فنانا تشكيليا مصريا. جاء المعرض تحت عنوان «شتاء 2015»، وجاءت الأعمال على تنوعها لتوحي بتباين كبير في المستوى، سواء تقنياً أو فكرياً. إضافة إلى تباين الأجيال والمدارس الفنية، وبالتالي الخبرات الجمالية.
كما يحاور الحرف نظيره، تحاور الموسيقى نظائرها، وفي حوار الموسيقى ليست هناك لغة موحدة، بل تجانس يجعل من «الميلودي» ألوانا تتقارب وتنجدل وتجدد بعضها بعضا، من خلال عملية أشبه ما تكون بتلك الوردة التي تأتي من بذرتين مختلفتين.
القاهرة ـ «القدس العربي»: كان للثورات الشعبية العربية ــ رغم تباين نتائجها ــ الأثر الأكبر في إعادة النظر إلى الأفكار الكُبرى التي حرّكت وفعّلت الحركات السابقة التي عرفها العرب منذ مطلع القرن العشرين، كالحرية والوطنية والاستقلال. هذه الأفكار التي انتهجت أساليب الفكر الغربي أو الإنتاج الحضاري الغربي الثوري في الأساس. وربما التعثرات التي واجهتها ثورات القرن الجديد يعود إلى الاستناد لهذه الأفكار، التي كان لابد من تطورها، وهو ما ساعد على ظهور تفعيل الفكر الأصولي، بعدما استنفدت أوروبا وأفكارها تأثيرها في الشعوب العربية، هذا الإفلاس الآني هو ما يحاول الكاتب خالد زيادة السفير اللبناني في مصر ولدى جامعة الدول العربية استعراضه في كتابه «لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب»، الذي يشمل 8 فصول، تبدأ من حالة الجوار مع الغرب وصولاً إلى صعود التيار الأصولي، الذي بحث في جهة أخرى، وأحل محل الفراغ الفكري والسياسي.
القاهرة ـ «القدس العربي»: «السيريالية هي ما سيكون» ربما كان هذا هو اليقين الوحيد الذي تنفسه جورج حنين، رائد السيريالية المصرية، حينما أطلق هذه العبارة. ورغم أن الحركة السيريالية المصرية تفجّرت في وقت مأزوم، إلا أنها فتحت آفاقاً غير مسبوقة على المستوى الفكري والاجتماعي والفني في مصر الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الفائت.
القاهرة ـ «القدس العربي»:مرّت منذ أيام ذكرى أربعين الروائي (جمال الغيطاني 9 ايار/مايو 1945 ــ 18 تشرين الاول/أكتوبر 2015)، والكثير تناول أعمال الغيطاني الأدبية بالنقد والتحليل، ولكن هنا نحاول أن نلقي نظرة على عمل سينمائي هام، مأخوذ عن حكاية من حكايات الغيطاني. فيلم «حكايات الغريب» وهو من الأعمال القليلة والنادرة التي حاولت تجسيد نضال المواطن المصري، بعيداً عن الدعاية المتهافتة والكلاشيهات الفارغة. فالكثير من الأعمال الدرامية تناولت بطولات الحرب وأهوالها على نفوس المصريين، إلا أن غالبيتها لم تكن على مستوى الحدث، فجاءت في شكل دعائي فج، وبصورة أكثر مباشرة وفجاجة لصالح نظام وانتقاماً من نظام سابق «الرصاصة لم تزل في جيبي» على سبيل المثال رغم جودة بعض هذه الأفلام من الناحية الدرامية والتقنية. ويتصدر القائمة في الأفلام ذات الدلالة الفنية والحرفية السينمائية فيلم «أغنية على الممر» إخراج علي عبد الخالق، وتأليف علي سالم. والذي يتشابه في أسلوبه وطريقته أفلام صوّرت المقاومة الفرنسية وقت الحرب العالمية الثانية، لحالة الاختزال البصري والسردي القائم عليها بالأساس، دون شروحات البطولة أو ادعائها. لكن التلفزيون المصري وقتما كان هو المُسيطر على الإنتاج الدرامي قام ــ دون قصد ــ بتقديم فيلم من أفضل الأفلام التي تناولت حالة المواطن المصري الذي ساقته الظروف إلى العيش على حافة الموت، ليس من خلال جبهة القتال فقط، لكن الأكثر ألماً أنه عاش هذا الموت وسط مجتمعه، الذي لم يرحمه وقدمه قرباناً لاستمراره المُتردي. يأتي فيلم «حكايات الغريب» 1992 ليتناول حياة هذا المواطن الذي يتشابه وملايين المصريين في الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية بالطبع، المقهور دوماً، والمنسي من الجميع، وفي لحظة ما يصبح هو الرمز الباقي، حتى لو فقد وجوده الفعلي بالغياب، مع تأكيد حضوره كذكرى، تماماً كحال جموع المصريين، مجموع مجهول، من السهل الحديث عنه بصيغة الجمع الغائب، لكن وجوده لم يزل يؤرق الكثيرين، خاصة حُكامه وأشباههم من هزليّ السُلطة وممثليها. الفيلم بطولة محمود الجندي، مدحت مرسي، شريف منير، حسين الإمام، محمد منير، مخلص البحيري، نهلة رأفت، وهدى سلطان. عن قصة جمال الغيطاني، سيناريو وحوار محمد حلمي هلال، تصوير سعيد شيمي، موسيقى ياسر عبد الرحمن، ومن إخراج إنعام محمد علي.
هناك تقاليد في كل مكان من هذا العالم تؤشر إلى حضارات وأعراق وجنسيات، وتندرج ضمن هذه التقاليد الملابس والطعام وأشياء كثيرة مختلفة، تعرفنا أن هذا الشخص أو هذا المكان ينتمي لحضارة ما.