القاهرة ــ «القدس العربي» محمد عبد الرحيم: أقام الصالون الثقافي لحركة «علمانيون» في ندوته رقم 109))، التي جاءت بعنوان «ازدراء الأديان.. ما بين القانوني والأخلاقي والمُجتمعي»، مستضيفاً المحامي والحقوقي حمدي الأسيوطي، الذي تناول بالحديث طبيعة ونشأة وأسباب قانون (ازدراء الأديان) والنتائج التي ترتبت على ذلك. خاصة فقرة (و) من قانون (98) لسنة 1981، بعد أحداث الزاوية الحمراء بالقاهرة، حيث تم اغتيال81 مسيحياً من قِبل المتشددين. هذه الفقرة التي تم استخدامها بعد ذلك لتصفية الحسابات بين الدولة ومُعارضيها، خاصة في ظِل مستوى تعليمي ومعيشي متدن، وحالة من الهوس الديني يحياها المجتمع المصري شكلياً في أغلبه، تتناقض تماماً مع تصرفاته وأفعاله، فأصبحت هذه المادة (التهمة) أداة في يد السُلطة السياسية لقمع المعارضين، وإرهاب المختلفين معها في الرأي.
أحيانا لا تكفي الكائنات الموجودة بيننا للتعبير عن عوالم الفنان المزدحمة بأشكال ومخلوقات مختلفة، فيفتح بابا واسعا ويُخرج لنا بعضها لتخبرنا قصة ما وتترك في بالنا مجموعة أساطير مجتمعة، تاركا إيّانا مدهوشين، مشغولين بالتعرف على كائناته بتناقضاتها وجمالياتها، كائنات تخصُّ فقط الفنان الكُرديّ العراقي نور الدين أمين.
القاهرة ــ «القدس العربي»: رغم الجو الخانق الذي تعيشه مصر الآن، ورغم ثورة لم تكتمل ــ فقط اشتعلت شرارتها ـ يحاول بعض الشباب وفق إمكاناتهم محاولة التغيير، ويظهر ذلك في المجال الثقافي بشكل ملحوظ، في قيام العديد من المؤسسات والروابط الثقافية بضخ أفكار ودماء جديدة إلى الحياة الثقافية المصرية، والتي انغلقت على أفكار وأصنام وزارة الثقافة، وكشفت عن مدى البؤس البادي في مشروعاتها المُسيّسة دوماً. ومن ضمن هذه المؤسسات أو التجمعات تأتي «رابطة الخان الثقافية» والتي تعددت أنشطتها واكتسبت العديد من الشباب في وقت قصير، رغم إمكاناتها المتواضعة .. من ورش تدريبية في الكتابة والتمثيل، وتكوين فريق مسرحي، وعمل أفلاماً وثائقية، وكذلك إصدار مجلة متميزة تحمل أفكار الرابطة. وفي هذا الحوار مع مؤسس ومنسق (الخان) الشاعر «الشريف منجود» نحاول الاقتراب أكثر من فكر ودور هذه الرابطة، ومدى تأثيرها في الشارع الثقافي المصري.
القاهرة ــ «القدس العربي»: الفنان التشكيلي والناقد والقاص عز الدين نجيب حالة متفردة في الحياة الثقافية المصرية، ومن القِلة الذين قاموا بممارسة الفن من خلال الوعي الشعبي والمجتمعي.. مُنخرط في تفاصيل وهموم المجتمع، ويرى في الفن سبيلاً لأبناء الشعب وعاملاً من عوامل تنامي الوعي العام. وقد احتفت بالرجل وتجربته مؤخراً «مؤسسة بيت الوادي للدراسات والنشر» تقديراً لمشواره الفني والسياسي والاجتماعي، الذي تكلل بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الفنون هذا العام، ليسرد الرجل تجربته الغنية في الفن والحياة والسياسة، وهو الذي وقف دوماً في صفوف المعارضة، فتعرّض للسجن والاعتقال، وأصبح لزمن طويل في عِداد المغضوب عليهم من قِبل السلطات الرسمية، بداية من انقلاب يوليو 1952، وحتى عهد المخلوع الذي انتهى بثورة 25 يناير.
كيف لدُمى ملوَّنة بدون أيَّ ملامح واضحة ان تتصدّى لسطوة مجتمع ذكوري، بكلّ ما فيها من براءة بِكر وطفولة صادقة؟
القاهرة ـ «القدس العربي»: قام مركز الثقافة السينمائية في القاهرة ــ التابع للمركز القومي للسينما ــ طوال هذا الشهر بتقديم أفلام وثائقية تتناول حرب أكتوبر وأبطالها من الجنود، هذه الأعمال التي قام بها العديد من مخرجي السينما الوثائقية الكبار مثل سمير عوف، أحمد راشد، سعيد شيمي، خيري بشارة، محمد قناوي، وعبد القادر التلمساني. ومن خلال الفيلم الوثائقي يبدو الفارق الهائل بين ما قدمته السينما الوثائقية، وبين الدعاية الرثة التي قامت بها السينما الروائية عند تقديمها حرب أكتوبر، التي لم تصل إلى المستوى المرجو لمثل هذا الحدث المهم في تاريخ المصريين. ومن الأفلام الوثائقية التي تم عرضها (أبطال من مصر إخراج أحمد راشد)، (حكاية من زمن جميل لسعيد شيمي)، (رجال خلف المقاتلين لمحمد قناوي)، (مسافر إلى الشمال .. مسافر إلى الجنوب لسميرعوف)، (نهاية بارليف لعبد القادر التلمساني)، و(صائد الدبابات لخيري بشارة). ورغم وجود مواد أرشيفية مُصوّرة، إلا أن صُنّاع الأفلام بحثوا عن معالجات أكثر جمالية من مجرد الاعتماد على لقطات أرشيفية جاهزة، في محاولة للوصول إلى طبيعة الروح المصرية، من خلال جنود وشهداء الحرب وأسرهم في القرى البعيدة والمجهولة، التي تمثل أغلبية الشعب المصري. ونحاول استعراض بعض هذه الأفلام واتجاهاتها الجمالية المختلفة وكذلك وجهات النظر التي تناولت حياة هؤلاء ولحظاتها الفارقة في الزمن والتاريخ.
القاهرة ـ «القدس العربي»: للحرف العربي قداسته المُستمدة من القرآن، وبالتالي أصبح يدور في فلكه، ويستمد من النص روحانياته، خاصة أن الحرف دوماً يتخذ في مجال الفن حالة من الشحنة العاطفية والجمالية الدالة على المعنى، حتى إن تخفّى الحرف أو كاد وتجرّد وأصبح فقط ناقلاً لتجربة جمالية تفوق معناه المنطقي، ليصبح دالاً بذاته على حالة تتفوق على وجوده. هذا ما كان يراه الصوفيون في الحرف، كمحاوله لاكتشاف التفسير الأعلى لهذه الطاقة في الحروف، من حيث درجات القوة وما يوحي به كل حرف من حروف الأبجدية العربية.
القاهرة ـ «القدس العربي»: المُتابع للحركة التشكيلية الان في مصر ــ بخلاف المعارض التي تستعيد كلاسيكيات المصريين التشكيليين ــ نجد ان الحِس الانتقادي لقضايا وأحلام وهواجس الشارع المصري هي التي تتصدر المشهد، بخلاف بعض الفنانين الذين يمتلكون ويطبقون حسّهم النقدي من خلال رؤيتهم المُتجسدة في أعمالهم. وقد تعرضنا في موضوع سابق إلى أعمال فنان الكاريكاتور (طوغان) على سبيل المثال لا الحصر. ربما للمناخ المضطرب الذي تعيشه مصر الان، وهو أمر بالطبع يؤثر في الفنان، ويجعله يُنتج فناً يدور في إطار زمنه، وهو الأمر الذي تتجلى فائدته بجعل هذا الفن قريباً من الناس بدرجة أكبر، لانه يعبّر عنهم وعن قضاياهم، دون نسيان الجانب الجمالي والاحترافي لمسألة الخلق الفني، من حيث النِسب والمساحات اللونية، والتشكيل الفراغي لعالم اللوحة. إضافة إلى التنوع في المدارس الفنية وأساليبها، سواء تمثلت في فن الكاريكاتور أو اللوحات الزيتية.
القاهرة ـ «القدس العربي: لم يزل فكر الراحل «نصر حامد أبو زيد» (1943 ــ 2010) يثير الجدل ويحظى باهتمام الباحثين والمنظمات البحثية، خاصة وان الرجل سلك الدرب الأصعب، وهو محاولة تخليص النصوص الدينية من السُلطة الفقهية ذات التاريخ الأضل في فهم وتأويل النص الديني لخدمة سُلطة سياسية مشوّهة بالأساس. ولعل مؤلفات (الآداب السلطانية) التي أعدّها الفقهاء على مر العصور، حتى لو اتخذت مسميات ومواقف أخرى، تظهر لنا مدى المآسي التي نتجت عنها في حق النص الديني أولاً، وفي حق مَن يعتنقون هذا الدين، حيث أصبحت النصوص قيداً ووعيداً بعذابات لا تنتهي، وبالتالي انتفاء الوجه الآخر للنص، الذي يستطيع معتنقه ان يتفاعل مع الحياة أكثر من خلاله، دون ان يصبح النص عائقاً أمام الحياة، ولا يصلح إلا للأموات. وقد عُقد بالقاهرة على مدار يومين المؤتمر الأول لـ «مؤسسة نصر حامد أبو زيد للدراسات الإسلامية»، والذي جاء بعنوان «التأويلية ونصر أبو زيد»، لمناقشة قضايا التأويلية فى كتابات نصر أبو زيد الأساسية، مثل (فلسفة التأويل)، و (نقد الخطاب الديني). إضافة إلى دراسات عن التأويل وفق منهج أبو زيد نفسه. وذلك من خلال أوراق بحثية لـ (16) باحثا مصريا وعربيا وأجنبيا، منهم على سبيل المثال ... هاني المرعشلي (التأويلية عند نصر حامد أبو زيد/مفاهيم واتجاهات)، جمال عمر (القران وقراءته/تطورالمفاهيم عند نصر أبو زيد)، مجدي عز الدين (المنهج التأويلي عند نصر أبو زيد)، سلمى مبارك (خطاب التحريم والفن عند نصر حامد أبو زيد)، ابتهال يونس (الفن والقرآن/الرسم باللغة)، الشريف منجود (تأويل النص وتشكيل العقل عند نصر أبو زيد/دراسة في هرمنيوطيقا النص الديني)، عبد الباسط سلامة هيكل (الجذور التراثية في تأويلية نصر أبو زيد)، وائل النجمي (آليات الاشتباك في خطاب المساجلة/التفكير في زمن التكفير نموذجاً)، محمد جبريل (المرتكزات الاعتزالية في مشروع أبي زيد التأويلي/قضية خلق القران نموذجاً).
يقوم الفنان نور الدين أبا تراب بتجسيد سحرية الخط المغربي من خلال عملية التثبيت المحكم والمنظم داخل الفضاء، باحترام عفوي لبعض قواعده، وهو ما يحيل إلى ان قصبة المبدع نور الدين أبا تراب رهينة المسار الابداعي المتجدد قياسا بالتوظيف الجمالي للألوان واكتساح المساحات بدقة وترشيد. فهو يوظف الشحنات التراثية والتسطيرات والخطوط والشكل وعملية التنظيم الفارقي بإحكام، وهي عناصر تدعم المجال الفني الجمالي للخط المغربي في سياق الفن التشكيلي.