... إلى مبروكة علي...
لا تبتسم كالملدوغِ أمام كاميرا العام الجديد
تأتي «أوبة الهرطيق» كنقطة دلالة على الفن الشعري الحديث الخليجي تحديدا لجيل منفتح شعريا على تجارب منجزة عالميا وعربيا، جيل يؤكد مشروعيته في الندية والمسايرة والمناكفة أيضاً، وإذ قلت خليجيا فلأن أرض حديثنا هي عمل شعري سعودي، اكتسب نديته بتفلته من إسار قصيدة سائدة، راحت تحقق حضورا اجتماعيا براقا سميت ب ـ « النبطية» ذات إيقاع تطريبي عال وغالبا تحملها قصة وأغنية، وتتوسع أفقيا، مما جعل مهمة قصيدة حديثة، سواء تلك التي رأت في أحد تفعيلات الفراهيدي مطيتها أو التي أخلصت لقصيدة النثر، شاقة ومتطرفة إلى حد بعيد، وبالإضافة إلى اتهامها بالنخبوية، اتهاما يلامس سور تخوين صاحبها، التخوين الذي لم يسلم منه الآخرون في كل المنطقة العربية، بأن هذا الفن المسخ بحسب المتهمين، يهدف إلى تقزيم اللغة العربية وتشويهها، وبالتالي فإن مؤامرة «كونية» خلفها، على حين أنه إلى جانب ما تم ذكره فالأذن تتلقى في المشرق والمغرب العربيين هذه القصيدة أكثر من الأذن الخليجية.
■ هذا سؤال يحيلنا إلى التأويل الذي جوهره المشاكسة، وعلى تقدير أقل هو سؤال غير بريء، يتطلب ضبطا على منحيين: الصياغة الدقيقة أولاً، وثانيا الإقرار بوجود (جزئية) الهوية الثقافية المكتملة، وعلاقتها بالحداثة والفكر المعاصر الإنسانيين.
ثمةَ لا إخلاص للحقيقة الثورية الجديدة، فالنقد ينطلق من زاوية جبرِ كسر خاطر طرف على حساب طرفٍ آخر، أي أن القارئ يعرف سلفا إذا تم نقد جهة فهو ضمنا تبرئة لجهة أخرى.
مساربٌ تأخذنا
(1)
1 أَنْجبْتُكَ لتَشْقَى مِيراثُكَ: يطلبُكَ الثَّأرُ حين تكبرُ لابُدَّ أَنْ تَرى كُلَّ شَيءْ!
الصّباحاتُ
تمتلك الأردنية/ السورية سحر ملص تجربة أدبية طويلة تمتد لربع قرن وتجمع بين الرواية والقصة، وفي حوارها مع «القدس العربي» تؤكد ملص أن الكتابة هي لحظة انبعاث لمكنون في الأعماق، وهي تشبه البرق الذي يكشف عن المناطق المظلمة في العالم.