القاهرة ـ «القدس العربي»: «الناس في البلد اتكلموا كتير لما جيت هنا، لكن أنا كسرت الحاجز ده، ما يهمنيش حد المهم أنا عايزة إيه». (زينب، عاملة منزل).
تستند المغربية كريمة الحطري في منجزها التشكيلي على التجسيد الواقعي، لكونه يشكل مواد خصبة تتصل بواقعها الاجتماعي والثقافي والبيئي، وبتصوراتها ورؤاها الفنية، فهي تشكل الشخوصات والطبيعة وكل ما يتصل بالواقع في الفضاء وفق خاصيات فنية رائقة، باعتمادها على خامات متنوعة كالحرير والفخار والقماش، وباعتمادها تقنيات صباغية متنوعة وخاصة، حيث تثبت المادة التشكيلية بشكل دقيق تراعي فيه المقاسات وأشراط المادة الفنية الواقعية وملاءمتها للخامات المستعملة، وتوزعها في المساحة حسب الحاجة، بإضفاءات جمالية قوامها اللون والشكل.
القاهرة ـ «القدس العربي»: «إنه عمل إرهابي آت من خارج البلاد قاصداً أمن مصر المستتب وسلامة كل مواطنيها الآمنين السعداء، وأن البحث جار عن أشخاص دخلوا البلاد». رغم أن هذه العبارات جاءت تعليقاً على أحداث المنيا الأخيرة، إلا أنها أصبحت بمثابة الكلاشيه الذي يطالعنا دوماً في هذه المناسبات، والتي أصبحت ضمن الحالة الاعتيادية من كثرة تكرارها. لا يريد أحد أن يواجه حقائق ما يحدث، لم تزل الكلمات نفسها عن نسيج الشعب الواحد، وأن المسلمين والأقباط في مصر كأسنان المشط، من حيث تطبيق القانون وإحقاق العدالة، ولا فارق لقبطي عن مسلم إلا بالتقوى. ويبدو الدور الإعلامي على اختلاف توجهاته بالعمل على تعميق هذا الفارق، سواء بالمساندة الفارغة وتزييف الحقائق، أو بالنغمة الأعلى تحقيقاً لمآرب أخرى، أهمها مساندة النظام السياسي، الذي يتخذ من الأقباط ذريعة بحثاً عن وضعه المستتب التعس غير الآمن. كشف حادث المنيا الأخير عن مدى ما أصاب الشعب المصري من تعصب، ومدى تضارب المصالح بين دولة لا تجد نفسها إلا في وجود نظامها، واستغلال واستخدام الأقباط لتحقيق أهدافها، البعيدة تماماً عن حل مشكلاتهم، ومحاولة إقصاء أي رأي آخر يحاول رؤية الأمر بشكل مختلف، وتصدير التهم المعدّة سلفاً، من قبيل التحريض على الفتنة الطائفية، أو تكدير السِلم الاجتماعي، أو ما شابه من هذه الاتهامات التي لا تعني سوى الإطاحة بالمعارضين، وإحكام القبضة الأمنية على المواطنين، هنا تتحقق عدالة أسنان المشط، عدالة المساواة في مجتمع أصبح يشبه السجن الكبير.
«في كل مجتمع من المجتمعات الغربية هناك شارلي نائم، فهناك دائماً كتلة مسيطرة، وطبقة وسطى مستفيدة من العولمة تجمع بين المتعلمين تعليماً عالياً وكبار السن، مستعدة للدفاع عن امتيازاتها، وقبل ذلك عن ضميرها المستريح ضد المستبعدين أو العمال المستقرين أو أبناء المهاجرين. فشارلي يحكم فى كل مكان دون أن يعرف أين يذهب، حيث تسللت كراهية الأجانب التي كانت في الأمس من سمات الأوساط الشعبية إلى النصف الأعلى من البناء الاجتماعي».
يتواصل الفنان الحروفي محمد البكاي الوجدي مع مادته الحروفية وفق رؤى جمالية خاصة، فهو يتخذ من الخط المغربي مادة خاصة وأسلوبا خاصا وقاعدة رصينة، ليبدي بعض المنمنمات والألوان التي يطمس بها بعض الحروف في مجوهره الخاص وثلثه الخاص، بموتيفية يصنع منها أشكالا جمالية، ينزع بها الصفات الباطنية ليظهرها في عالم الشكل بظهور مفردات المادة الفنية المتحركة، التي تولد بعضا من الدلالات.
تتأسس أعمال التشكيلية التونسية فوزية ضيف الله على القوة التعبيرية المستمدة من الواقع في كل تجلياته التجسيدية والطبيعية برؤى اجتماعية وجمالية وتقنية، تجعل المبدعة تنصهر في سياقاتها الفنية، بما تحمله من تقنيات جديدة تبدي من خلالها مختلف التعبيرات التي تجسد تصوراتها المتنوعة وأفكارها المتعددة. تجسدها بتشكيلات مثقلة بالإيحاءات تروم مجموعة من القيم الفنية والجمالية والاجتماعية، في نطاق أسلوب واقعي تتنوع فيه المواد والمضامين، ما يرسخ تجربة فنية تتوخى الواقع في عمقه الفني والدلالي. وبذلك ترسي فوزية سحرا تشكيليا واقعيا يقود إلى إعداد التخصص المبني على الأسس الواقعية المدججة بعوالم فنية جديدة، ومفردات تشكيلية معاصرة تؤطر المنحى الجمالي وتتفاعل مع مختلف المضامين المستبطنة في صلب العمليات التشكيلية. إنه مسلكها في التشكيل تؤطره بأبعاد جمالية ومنهج شكلي بصري منبعث من الانفعالات والأحاسيس، التي تخرج إلى الوجود الفني بطرق غير مباشرة، تشكلها التقنيات العالية التي توجه الخطابات وفق التصورات والرؤى المقيدة بمختلف المضامين. وبما أن المبدعة تتوفر على مؤهلات كبيرة وقدرات فائقة، فإنها تتمكن من بسط أسلوبها التشكيلي الواقعي بعناية فائقة، مراعاة لقيم السطح ومراعاة لبسط تصوراتها وفق المنهج الدلالي الذي ترغبه، وتعمل على إيصاله بطرائق متنوعة، حيث تخضعه لسلطة التصور بتحكم في المادة التشكيلية التي تنتج وفق ذلك، ومن خلال استعمالاتها التقنية وعمليات التوظيف المتقنة للألوان والأشكال، مادة فنية مثقلة بالإيحاءات والإشارات والمعاني والدلالات، فتكون موفقة في صلة مجموعة من العلاقات التشكيلية بالمضامين، وتجريد المادة التشكيلية من التباينات داخل الأنساق اللونية في علاقاتها بالأشكال المختلفة، فتسعى من خلال الألوان إلى تكثيف التداخلات من خطوط وأشكال، وبسط نوع من الانسجام بين مختلف العناصر والكتل التي تستلهم مادتها، من فلسفة المبدعة التي تتجلى على مستوى المضمون، وعلى مستوى المادة الجمالية بأدوات متنوعة وبصيغ جمالية تتلاءم مع التعبير الواقعي. إنها الإدراكات الفلسفية للمبدعة وتوجهها الفني، وإنه أيضا اعتناؤها بالبعد الجمالي الذي ينبض بأشكال تعبيرية تعكسها كل المفردات والألوان، وكل العناصر المكونة لأعمالها، التي تتبدى فيها الحركة والموسيقى المنسجمة مع مكونات المادة التشكيلية. وهو نسق فني يعكس مختلف التجليات الفكرية والفلسفية.
استطاعت الامارات تحقيق اعلى المكانات الدولية فى وقت قصير و قد كان ذلك بسبب الاعتماد على سواعد ابنائها فضلا عن آليات القيادة الرائعة التى استطاعت على رفع
القاهرة ـ «القدس العربي»: يصادف هذا العام مرور الذكرى المئوية لميلاد الفنانين التشكيليين المصريين سيد عبد الرسول (1917 ــ 1995) وجمال السجيني (1917 ــ 1977). وفي هذه المناسبة أقيم معرض استعادي لأهم أعمالهما ــ أقيم معرض عبد الرسول في قاعة أفق، في متحف محمود خليل، بينما السجيني توزعت أعماله بين قاعة الزمالك للفنون ومتحف محمود مختار ــ فكانت الفرصة لاستعراض الرؤية الفكرية والجمالية لكليهما، خاصة وأنهما عاصرا فترة من أخصب فترات التاريخ السياسي والاجتماعي المصري، وعبّر كل منهما عن تصاعد الوعي الاجتماعي، أو بمعنى أدق تجسيده من خلال أعمالهما، فما بين الحلم بثورة، ثم الدخول في نفق القومية، مروراً بهزيمة يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973 وكلها أحداث لا نستطيع الفكاك منها كتجربة طويلة من تجارب الشعب المصري. كيف تمت صياغة هذه التجربة من خلال وعي الفنان التشكيلي، خاصة أن كلا من عبد الرسول والسجيني حققا من المكانة الفنية ما لم يتوافر إلا لقِلة في تاريخ الفن التشكيلي المصري، رغم الشهرة الأكبر للسجيني والعمق الأكبر لعبد الرسول. أتاح المعرض الاستعادي الفرصة لرؤية هذه الأعمال الآن، التي رغم جمالياتها وحرفية أصحابها والإعجاب بها حد الاندهاش بعض الأحيان، لنا أن نتساءل، ما الذي سيبقى ولم؟
■ يهدف التشكيلي المغربي خالد بومزكورة، من خلال منجزه الفني إلى التأصيل لأسلوب فني واقعي، يأخذ بعين الاعتبار الحس الجمالي الذي يتناسب مع الرؤى والتصورات المعاصرة، ويتماشى مع الأشكال المختلفة التي تكشف حجب المضامين وتبدي التمثلات الفنية التشكيلية المعاصرة.
لا تزال مؤلفات برنارد لويس حول العالم العربي الإسلامي تثير الجدل، بما تتضمنه من أفكار وتصورات تحولت إلى مرجعيات بالنسبة لسياسات أمريكا تجاه المنطقة. في كتابه «الإيمان والقوة ... الدين والسياسة في الشرق الأوسط»، الذي صدر بالإنكليزية في 2010، وتأخرت ترجمته إلى العربية إلا خلال هذا العام من قبل أشرف كيلاني (المركز القومي بالقاهرة ودار الكتاب العربي في 240 صفحة)، يواصل لويس مقارباته التحليلية للمنطقة بكل ما لها و ما عليها.