قال الكاتب الألماني غوته: «كل الفنون تسعى كي تكون موسيقى». والمعنى في مقولة غوته أعمق مما يظهر على سطحها، فالمسعى الإبداعي لتكوين الموسيقى، ليس معنى حرفيا بالنسبة للموسيقى بحد ذاتها، فإذا اتفقنا على تعريف الموسيقى بأنها كل ما يطرب النفس ويشجي الروح، فإن الموسيقى هنا ستفتح أبوابها كلها لكل ما من شأنه أن يكوّن في النفس حالة من حالات الارتفاع أو بتعبير آخر الطيران، أو حالة تحرك النفس وتثير فيها مشاعر مختلفة.
يشرب الويسكي،
القاهرة ــ «القدس العربي»: كان الموقف غير مُعتاد بأن تداهم قوات الشرطة مقر نقابة الصحافيين لتلقي القبض على اثنين من أعضائها حاولا الاحتماء بها. فتوالت تبعات الموقف من الحشد الاحتجاجي الكبير للصحافيين والمطالبة بعزل وزير الداخلية واعتذار رئيس الدولة، وتعنت الدولة وإصرارها إرساء أساليبها في مواجهة الأزمات، بدأت المفارقات والانشقاقات داخل صفوف الصحافيين، وبالفعل نجحت الدولة عبر المحسوبين عليها منهم في تنفيذ ما انتوته. وحدث تراجع كبير في موقفهم، وأصبح الأمر يقتصر على اعتصام قِلة منهم في مقر نقابتهم.
«الفن ليس لهواً أو مجرد ترف، مهما كان هذا الترف رفيعاً، بل هو ضرورة ملحّة من ضرورات النفس الإنسانية في حوارها الشاق المستمر مع الكون المحيط بها. فإذا صح القول ألاّ فن بلا إنسان، فينبغي القول ألاّ إنسان بلا فن، يقول رينيه ويـج ذلك دون أن يعرف أنّ هذه الضرورة الملحّة كما ذكر، أو لنقل الممارسة الطبيعية للنشاط الإبداعي على أقل تقدير تعتبر حكراً على الرجال في بعض المناطق بحكم بعض الموروثات الاجتماعية والثقافية وما إلى ذلك من أوتاد تشدّ خيمة الجهل وترفع رأسها عالياً.
الإنسان الأول كان أول من شكل هويته من خلال الطبيعة وما يحيط به من حيوانات أو طيور وغير ذلك.
القاهرة ـ «القدس العربي» :«درجة البطء تتناسب كمياً ومباشرة مع قوة الذاكرة، ودرجة السرعة تتناسب كمياً ومباشرة مع قوة النسيان» (من قوانين الرياضيات الوجودية/البطء ص 26). ربما يكون هذا القانون الذي استنتجه كونديرا، هو الذي يوضح دلالة عنوان الرواية، والمدخل إليها. وهذا الاسم (البطء) يدل على الحنين إلى زمن لن يعود مرّة أخرى، زمن الفهم والحِس والذاكرة/السعادة، زمن القرن الثامن عشر. وفي ما يُشبه المناجاة يتحدث الكاتب إلى فارس ذلك الزمن في نهاية الرواية. «لا غد، لا جمهور ... أرجوك يا صديقي كن سعيداً! لديّ إحساس غامض أن أملنا الوحيد معلق على قدرتك ان تكون سعيداً» (الرواية ص 86).
القاهرة ـ «القدس العربي»:تتواصل فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته التاسعة والستين، والتي بدأت في الحادي عشر من الشهر الجاري، وستنتهي في الثاني والعشرين من الشهر نفسه. يترأس لجنة التحكيم المخرج الاسترالي جورج ميلر، وقد افتتح وودي آلن المهرجان بفيلمه «كافيه سوسايتيه»، إضافة إلى الاحتفاء بالمخرج البريطاني كين لوتش، وفيلمه «أنا دانيال بلاك»، الذي يتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان. كذلك الحضور القوي للفيلم المصري «اشتباك» لمخرجه محمد دياب، والذي لاقى استحساناً كبيراً عند عرضه الافتتاحي بقسم نظرة خاصة بالمهرجان. وسنحاول استعراض أهم هذه العروض حتى الآن وقبل ختام المهرجان الوشيك.
دائما ما نتحدث عن الفنون بوصفها تحمل خطين متوازيين، خط العقل وخط القلب، وفي وصفنا للفنون عامة نستخدم تعبيرات مثل «موسيقى رومانسية»، أو «أغنية عاطفية» أو لوحة «كلاسيكية»، وعادة عندما نستخدم كلمة الكلاسيكية ننبه إلى وجود العقل كحاكم تجاه العمل الذي نطلق عليه هذه الصفة.
القاهرة ــ «القدس العربي»: رغم تباين الأعمال التشكيلية على المستوى الفكري والجمالي، واختلاف التقنيات والرؤية الفنية، وهذا من المفترض بالضرورة أن يتيح مجالاً خصباً من التنوع لهذه الأعمال، إلا أن اللافت هو وقوع معظم هذه الأعمال في سياق مزمن من التقليدية. لم يشفع وجود عدة أجيال حاول بعضها أن ينفلت من الإيقاع الآسن لهذه التقليدية وهذا الركود، لكن حتى الانفلات يبدو صبيانياً واستعراضياً في الكثير منه. هذا مجرد انطباع تزايد بعد مشاهدة الأعمال الفنية في كل من معرضين تزامنا مصادفة. الأول جاء بعنوان «لمحات إبداعية» وهو استعراض لأعمال بعض الفنانين الحاصلين على منح التفرغ التي تقدمها وزارة الثقافة في ما يخص الفنانين التشكيليين، والمقام حالياً في قاعة زياد بكير في دار الأوبرا المصرية، ومن هذه الأسماء، أحمد الجنايني، وآدم حنين، وأميمة رشاد، وجلال رزق، وسيد البيباني، وشريف أبو العلا، وإيفيلين عشم الله، وعمر عبد الظاهر، وشريف رضا، وفتحي عبد السلام. أما المعرض الأخير فيقام في الدار نفسها، في قاعة صلاح طاهر، وهو معرض جماعي لفناني جمعية الغوري، التي عادت واستأنفت نشاطها بعد توقفها عدة أعوام. هذه الجمعية التي تحدد نهجها في الحفاظ على الهوية المصرية تراثاً وتاريخاً، يضم المعرض العديد من الفنانين بشعبهم المختلفة كالنحت والتصوير الزيتي والفوتوغرافي والغرافيك.
■ من خلال عملي على بحث موسيقي أكاديمي، ومع فقر المكتبة العربية بالكتب التي تدرس الموسيقى دراسة علمية، كنت أقرأ أعدادا كثيرة من الكتب والمراجع الموسيقية، ومع أن تاريخ العرب كان غنيا بالدراسات التي تتعلق بالفنون والموسيقى تحديدا، ويكفي أن نذكر كتاب «الموسيقى الكبير» للمعلم الفارابي، أو مخطوطاته التي وضعها ولم يتم تحقيقها حتى الآن، إما بسبب توزعها في مكتبات عالمية ككتابه حول «العود المثمن» الذي أسست عليه العود ثماني الأوتار، أو غيرها من المخطوطات التي من الممكن أنها لم تكتشف حتى الآن، أو ظلت حبيسة رف كتب قديمة في أحد البيوتات العريقة، كما يحدث مع كثير من المخطوطات، مع كل هذا، فإن الكتب التي تناولت الموسيقى حديثا جاءت في أغلبها إما محاولات تسجيلية لتقديم حياة بعض المطربات والمطربين، أو الموسيقيين والملحنين.