القاهرة ـ «القدس العربي»: «أيها المغفلون الغلابى، تظنون أنكم ستغيرون السياسة، لكن كل ما ستحصلون عليه هو استبدال أشخاص بأشخاص». سارتر «تاريخ حياة طاغية».
القاهرة ـ «القدس العربي»: بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد المخرج صلاح أبو سيف (1915 ـ 1996) أقام المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 19 ـ المقام حالياً في دار الأوبرا ـ احتفاليته التي تضمنت معرضاً لأهم أعمال المخرج الراحل، من أفيشات للأفلام وبعض تعليقات النقاد، وملاحظات أبو سيف نفسه عن هذه الأعمال خلال تنفيذها. ويعد المعرض حدثاً توثيقياً يكاد يليق بمشوار صلاح أبو سيف، رغم الإمكانات المحدودة، التي كان من الممكن الإضافة إليها، كشاشة لعرض بعض لقطات شهيرة من أفلامه، وكذلك بعض حواراته التلفزيونية والإذاعية، مروراً بموسيقى هذه الأفلام، وبعض الجُمل الحوارية الشهيرة، التي تناقلها المصريون في ما بينهم، والتي أصبحت تدل على واقع يعيشونه حتى الآن. أعدّت المعرض وأشرفت على تنفيذه المونتيرة صفاء الليثي.
يظل الجسد دوماً يحمل دالاً لمدلول ما، بحيث يتغير الأخير وفق الظرف السياسي والاجتماعي، والوضع الاقتصادي في المقام الأول كانعكاس مباشر لهذين المظهرين، لتبدو الفوارق بين رجل وامرأة، شاب وعجوز، وقوي وضعيف، وربما يجمع الكل في غفلة منهم فكرة ان أجسادهم توحدت في شكل الضحية، في المقابل من جسد قوي يمثل السُلطة ومفرداتها، من خلال نظامها السياسي. الجسد الضحية هذا تحوّل في لحظة تاريخية فارقة إلى جسد ثوري، التوحد هنا مقصود وعن عمد، ليصبح جسداً اجتماعياً، يقف ويواجه ويتحدى جسد النظام السلطوي الهزيل. فيصبح الجسد بذلك وحدة للتحليل السياسي. حول هذه الفكرة يحاول كتاب «الجسد والسياسة» لمؤلفته مريم وحيد التأصيل لعلاقة الجسد الإنساني بالدولة، أو ما يطلق عليه الجسد السياسي، وعلاقته بالجسد الاجتماعي، وهي تتبّع في هذا أحداث الثورة المصرية، التي قامت في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير في العام 2011. بداية من يومها الأول، مروراً بالمرحلة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري، وانتهاءً بانتخاب أول رئيس لمصر بعد الثورة، في حزيران/يونيو 2012. هنا تتوقف الدراسة، لكن القارئ يمكنه استكمالها حتى اللحظة الراهنة، وفق ما حدث بعد هذا التاريخ، وما يحدث الآن. وهو ما يستدعي التساؤل حول هذا الجسد الاجتماعي، وتحولاته الآن، خاصة في حالات التكرار لما كان عليه قبل 25 كانون الثاني/يناير.
عالم ملون بكلّ ما تتنفسه الحياة من ألوان، فاقعة وقوية أو صافية وهادئة، عالمٌ كهذا لا يليق بالأطفال وحسب، فها نحن نلجه بكامل عقلنا واتزاننا وبما بقي من براءتنا، من خلال أعمال الفنان السوري علي علي، وكأننا ندخل عالم «أليس في بلاد العجائب» نبحث عن بيضة ناطقة، أرانب بثيابٍ رسمية. ولو لم يكن لويس كارل، مؤلف «أليس في بلاد العجائب»، موغلاً في القدم-1865- لجزمت بأنه استوحى بلاده الخيالية من بعض لوحات علي، أو ربما شاهد ما يشبهها حينها، مَن يدري!
تحدثت في الأسبوع الماضي عن أثر الرحابنة وفيروز في الأغنية العربية، ولأن هذا الدور لم يقتصر على الأغنية المغناة بشكل مستقل فقط، بل تعداه الى كل ما يمتّ الى الأغنية بصلة مثل المسرح الغنائي والأفلام السينمائية والعروض المسرحية المتكاملة المدروسة من كل النواحي، حتى من ناحية تناسب الأصوات التي تقف على المسرح الواحد، فإنني سأستكمل اليوم هذه المدرسة التي تأسست وأسست معها ذائقة تعدت المحلية الى العربية ومن ثم العالمية لعمقها، كما أنها استطاعت لسلاستها أن تجعل اللهجة اللبنانية لهجة محببة وقريبة من الأذن العربية.
القاهرة ـ «القدس العربي»: حتى الآن يظل فيلم «رومانتيكا» هو التجربة الوحيدة للمخرج زكي فطين عبد الوهاب، هذا الفيلم اللافت جداً منذ عرضه عام 1996، وبعدما يُقارب العشرين عاما يظل الفيلم محتفظاً بالكثير من مقوماته كفيلم سينمائي مصري مختلف عن السائد، يحاول أن يحكي عن هَم حقيقي، ربما بدا ذاتياً، إلا أنه امتد ليشمل فئات عدة من المجتمع المصري، لم يكن يعرفها مُشاهد السينما من قبل.
القاهرة ــ «القدس العربي»: 6 قصص مختلفة، تمثل حيوات ومواقف لأشخاص تبد وفي غاية البساطة، والمُصادفة، لا رابط بينها سوى ثيمة أساسية هي المُعاناة، موقف عارض، أ وحالة ثأر مختفية غيّرت من حياة الضحية، إيذاء مجاني، قد يظن الفاعل أنه سينجو، ولكن يثبت الفيلم عكس ذلك، هناك حالة قلق دائم ستظل تلازم الضحية، حتى يحقق شكلاً من العدالة من وجهة نظره.
القاهرة ــ «القدس العربي»: أصبحت الصورة هي النمط المرجو، والذي يخشاه الجميع ويسير كالقطيع وفق هوى اللقطة أو إعادة ترتيب العالم كما يراه المُصوّر. لتصبح الصور بكل أشكالها هي الوحيدة القادرة على صياغة العالم ومخلوقاته. الأمر يتحقق في ظل زخم الصورة، بداية من لقطات شخصية، وصولاً إلى سخف الفضائيات، مروراً بلافتات المحال، وإعلانات وسائل المواصلات، وأفيشات الأفلام والأعمال الدرامية التي تبدو عملاقة، وتبدو المخلوقات أسفلها وهم يتطلعونها وكأنهم عالم من الأقزام. لكن الفنان دوماً يحاول كلما وضعت القوانين ــ أي قوانين ولو حتى قواعد للعمل الفني ــ أن يخرج عنها، محاولاً إثبات وجوده من خلال نفي ما يحيطه. بل ونفي العنصر الإنساني من الصورة، لتصبح من خلال مفردات أخرى تخلق ظلاً لإنسان ربما كان هنا في يوم من الأيام، فلم يعد يقين الجسد بكافٍ حتى يتم الوثوق بوجوده، فقط أشياء تدل عليه، دون أن تؤكد له أيا من ملامحه. تبدو هذه الانطباعات من خلال معرضين للفوتوغرافيا يُقامان الآن بالتزامن مصادفة في القاهرة. المعرض الأول بعنوان «حكاوي الرصيف» والذي يُقيمه معهد غوته، والآخر بعنوان «الحاضرون ذات مرّة» والمقام في غاليري «تاون هاوس» وسط المدينة، ليجمع كل منهما فعل (الحَكي) من خلال لقطات فوتوغرافية، تنتهج درجات مُتباينة من التجريد، وتترك مساحة كبيرة للمتلقي أن يصوغ بدوره حكايات لا تحصى توحي بها اللقطات.
القاهرة ـ «القدس العربي»: يعد الفنان الراحل صبري ناشد (1938 ـ 2015) من أشهر الفنانين المصريين الذي تخصص في أعمال النحت الخشبي، وتعتبر أعماله تجليات للروح المصرية العميقة، إضافة إلى دروب التحديث التي خاضها الرجل خلال مرحلته الطويلة مع الفن.
أسس الأخوان عاصي ومنصور الرحباني عبر مشوارهما الفني الغني والعميق أسلوبية موسيقية غنائية أسهمت في تشكيل انعطافة مهمة في الأغنية العربية عموما.