ترتكز التجربة التشكيلية للفنان التشكيلي هشام بنجابي على نمط تعبيري شخوصي، فهو أحد الوجوه المألوفة في العالم العربي التي تشتغل على هذا الأسلوب التعبيري وعلى الطبيعة بكل مفرداتها وجمالياتها.
يواصل المخرج الإيراني 'أصغر فرهادي' تتبّع الحالات الإنسانية وكشف تناقضات شخوصه في فيلمه 'الماضي'. فرهادي هو صاحب الأوسكار عن فيلم 'انفصال نادر وسيمين'. وهي المرّة الأولى التي يحصل فيها فيلم إيراني على هذه الجائزة، بغض النظر عن الظرف السياسي المتوتر ــ ظاهرياً ــ بين الولايات المتحدة وإيران. أما في فيلم 'الماضي'، والذي كان ينافس على السعفة الذهبية بهرجان كان الفائت، إلا أنه استطاع الحصول على جائزة لجنة التحكيم، كما حصلت بطلته 'بيرنيس بيجو' بطلة الفيلم الصامت 'الفنان' على جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان نفسه.
على غرار المعرض التشكيلي الذي نظمته مديرية وزارة الثقافة بمراكش للفنان القدير رضوان دلولي برواق باب دكالة بمراكش، حيث أثثت لوحاته الجميلة فضاء المعرض، اتضح أن التجربة التشكيلية للفنان التشكيلي رضوان دلولي ترتكز على نمط تعبيري، يمتح مقوماته من الانفعال الباطني حيث تتبدى أعماله كوصف يعبر عن معان نفسية أو ذهنية.
المُتابع لأعمال الناقد 'أحمد رأفت بهجت' ــ وهو من القِلة التي تستحق وصف الناقد ــ نجد الرجل يحمل على كاهله كشف بعض ألاعيب السياسة وتبعاتها، وانعكاسها على الفن السينمائي. ويتضح هذا من مؤلفاته العديدة، مثل ... 'الشخصية العربية في السينما العالمية'، و'هوليوود والشعوب' و'الصهيونية وسينما الإرهاب'، 'اليهود والسينما في مصر'. فالفكر الصهيوني والرأسمالية الغربية تؤرق الرجل، فتصبح 'المؤامرة المزمنة' على العرب ومصر في المقام الأول ــ من خلال السينما ــ هي الأساس الفكري الذي تدور حوله هذه المؤلفات. وقد صدر مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة الكتاب رقم (73) من سلسلة آفاق السينما للناقد والباحث 'أحمد رأفت بهجت'، بعنوان 'اليهود والسينما في مصر والعالم العربي'. ربما المصادفة خلقت دلالة لطيفة عند المقارنة بين رقم الكتاب وعنوانه!
بخلاف الأفلام الروائية التي تتناول الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الأرض المحتلة، والتي تجعل منها إطاراً للعمل الدرامي الذي تتحرك فيه شخوص الفيلم، يأتي الفيلم الوثائقي ليحاول كشف جوانب أخرى للحياة المتوترة فوق هذه البقعة من الأرض. وسنقتصر على الأفلام التي قام بها كل من الجانب العربي والإسرائيلي، دون التجارب الكثيرة التي قام بها فنانون أجانب ناقشوا الكثير من جوانب الحياة في الأرض المحتلة. وأول ما نلاحظة على هذه الأعمال .. هو تراوحها بين الانتقاد الحاد للوضع الراهن من جانب فناني إسرائيل، مقابل التباكي والتأسي لذكريات يخشى أصحابها ضياعها، وهو السمة الأكثر لدى الفنان الفلسطيني.
من خلال ما يسمى بـ 'ثلاثية الشعوب' جاءت أفلام بازوليني.. ديكاميرون 1970، حكايات كانتيربري 1971، الليالي العربية 1974.
للسينما أهمية كفن تواصلي أكثر تأثيراً على المتلقي من فنون الاتصال الجماهيري الأخرى كالقراءة والإذاعة، وقد عرف الكثيرون الأهمية السحرية لهذه الوسيلة، التي أصبحت مجالاً خصباً للدعاية لأفكار أو للحد ومهاجمة أفكار أخرى.
رغم الانفتاح الظاهري لشعوب الشرق، ومحاولة التحايل على الحداثة التي يصر البعض على أنها انتقلت إلينا منذ زمن بعيد، إلا أن الممارسات الظاهرية لهذه الحداثة تنفيها دوماً تقاليد بالية تمتد بجذورها في روح وفكر ومعتقد هذه المجتمعات، منذ أن انتهجت السلطة الذكورية عنواناً لها. فلا الأديان في شكلها النقي استطاعت حل المشكلة، خاصة وقد تحولت على يد رجال الفقه إلى سجون أخرى من التقاليد والأعراف تؤصل لهذه السلطة الذكورية، ولم تزل تحاول جاهدة نفي الأنثى من الوجود، ومداراتها كعورة، رغم الطقس الاحتفالي الذي يقيمه الذكر لأنثاه في الظلام فقط!