كي يستقيم الأمر لا بد أن يقف مَن يحاولون أسلمة القوانين في المجالس النيابية ويتركون حِلَق العلم ويسلكون طرق السياسة، لا بد أن يقفوا مع أنفسهم لمراجعة منطلقاتهم وتصحيح أهدافهم...
يجب أن يقف الإنسان في عامه الجديد مع نفسه محاسبا، ولأعماله في العام المنصرم مقوما، أن يقف الإنسان في عامه الجديد مع نفسه محاسبا، ولأعماله في العام المنصرم مقوما...
إن عدم الاعتراف بالخطأ ظاهرة منتشرة، وخاصة في عالمنا العربي والإسلامي، وتمثل داء عضالاً تعيش الأمة آلامه، وتعاني مآسيه في كل يوم تتأخر فيه عن سبيل التقدم، وكل يوم تشغل فيه بنفسها عن عدوها...
هكذا ينظر المؤمنون عامة، والدعاة والمصلحون خاصة إلى خصوم الدعوة، ينظرون إلى الملأ يظنون القوة بأيديهم، ويخيل إليهم أنهم يملكون وسائل القوة كافة: إعلامية ومادية.. وغيرها...
إن المتأمل لحال كثير من الدعوات والنداءات الإصلاحية، أو السياسية، أو الاجتماعية.. سواءً كانت جماعات أو وحداناً؛ معرضة للنجاح، أو الفشل، أو الموت في مهدها...
المنافقون!.. صنف وضيع من الناس، يتغلغلون في صفوف المؤمنين، ويتّخذون لأنفسهم أقنعةً متعددة، ويسعون إلى تفتيت الصف الإسلاميّ من الداخل، بكل ما أوتوا من مكرٍ ودهاء، أولئك العيون الضّالة، عيون الكفار والأعداء على المسلمين...
رغم أن الدعوة الإسلامية كانت تدعوا لمثل ما كان يدعو إليه المصلحون من مكارم الأخلاق إلا أنها لم تضع يدها في يد أحد من هؤلاء؛ ذلك لأنه وإن اتحدت الأهداف فإن المنطلقات متغايرة...
هناك علماء ربانيون بحق لا أحد يجهلهم وهم كالقمر في ليلة الرابع عشر، فلماذا - وكأننا عدنا لسؤالنا لماذا - لا نسألهم ونستقي من تفسيرهم وشرحهم وعلمهم؟! واللبيب بالإشارة يفهموا...
إن نقطة البناء تنبع في الأمة الإسلامية من تربية جيلها على التمسك بكل ما هو إسلامي، ومعرفة موطن أو مكمن الهزيمة والضعف هو النقطة الرئيسة لتحقيق النصر والقوة...
هناك من يفعل ويتركنا نكتب، ولا ينبغي أن يظل الأمر هكذا، فلابد من اتخاذ الخطوات اللازمة للأخذ بزمام الأحداث...