الأدب الروسي : ما هي أهم ملامح ومميزات الأدب الروسي؟

يعتبر الأدب الروسي رائدًا في الكثير من أنواع الإنتاج الأدبي، والكثير من كلاسيكيات هذا الأدب ما تزال تدرس حتى اليوم ويعتبرها النقاد نجومًا في سماء الآداب.

Share your love

دائماً ما كان الأدب الروسي ذا ثقل عظيم، لا يختلف اثنان على أثره ومكانته في الأدب العالمي ولا يزال أدباء العالم أجمع متأثرين به جم التأثر. يحتوي الأدب الروسي على العديد من الروائع التي تعلقت بوجدان الكثير من القراء على مر الزمان وإن كان أثره الأبرز على سبيل الرواية والشعر بنسبة أكبر.

تعرف بشكلٍ مبسط على أهم ملامح الأدب الروسي

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

تاريخ الأدب الروسي

ويعود تاريخ الأدب الروسي إلى الأدب الذي تم تأليفه في روسيا والمهاجرين إليها والأعمال التي تم صياغتها باللغة الروسية في ولايات مستقلة كان يجمعها الاتحاد السوفيتي سوياً، حيث أن جذور الأدب الروسي تعود إلى العصور الوسطى وفي عصور الانفتاح والمعرفة نما للأدب الروسي أهمية كبيرة ومنذ أوائل الثلاثينات في القرن التاسع عشر كان الأدب الروسي قد اتخذ طريقاً محفوراً بالذهب في الشعر والرواية والدراما.

ثم ذاع صيت المدرسة الرومانسية بعدها وكأنها قد أذنت لورود من الشعراء و المؤلفين أن يبدعوا من أهمهم “فازلي زوكوفسكي” و”ألكسندر بوشكن”، أما أول مؤلف روائي عظيم معروف كان “نيكولاي جوجول” ومن بعده ترعرع الكثير من أمثال العظيم “إيفان ترجينيف” الذي أبدع في القصص القصيرة والروايات ومن ثم “ليو تولستوى” و” دوسنويفيسكي ” الذين قد اكتسبا شهرة عالمية لا مثيل لها بأعمالهم التي لا تزال محفورة في وجدان متابعيهم. وفي النصف الثاني من هذا القرن كان ” أنطون تشيكوف” رائداً في القصة القصيرة ودرامائياً عظيما.

وكان القرن العشرين بمثابة العصر الفضي للأدب الروسي وهذا العصر أنجب العديد من روائي الصف الأول مثل “ألكسندر كوبرين” والحائزين على جائزة نوبل في الأدب “إيفان بونين”و”فيودور سولوجب” و”أندري بيلى”.

و بعد ثورة 1917 في روسيا انقسم الأدب الروسي بين السوفييت والمهاجرين البيض، وبرغم أن الاتحاد السوفييتي أكد على ضرورة التعليم العالي ومن أجل ذلك حفز حقل صناعة الكتب وطبعها لكنه كان لديه رقابة عقائدية على معظم المؤلفات؛ فعلى سبيل المثال في عام 1930 كانت الواقعية الاجتماعية هي المجال المسيطر على معظم إنتاج الأدب الروسي، وكان من رموزها البارزة في هذه المرحلة “ماكسيم جوركى” الذي قاد تأسيس هذه المدرسة في روسيا.

وكانت نهاية القرن العشرين بمثابة فترة عسيرة في الأدب الروسي بكتاب متفرقون وكان منهم “فيكتور بيليفين” الذي ذاع صيته بقصصه القصيرة وكان من رواد التأليف المسرحي في تلك الفترة “فلاديمير سوروكن”.
وعلى هذا المنوال تمكن الأدباء الروسيين على مر الزمان من حصد الكثير من الجوائز الأدبية المرموقة فلقد فاز خمس أدباء روسيين بجائزة نوبل للأدب وهم:

  • إيفان بيونين
  • بوريس باسترناك
  • ميشيل شولوكوف
  • ألكسندر سولجنيتسين
  • جوزيف برودسكي

وفي عام 2011 كانت روسيا في المرتبة الرابعة في إنتاج الكتب وصناعتها على مستوى العالم وهناك قول مأثور بأن الأمة الروسية من أقرأ الأمم على وجه الأرض.

الروح المسيطرة على الأدب الروسي

كانت الروح التي تسيطر على معظم الأعمال الأدبية الروسية في معظم الحقب تدور حول المعاناة كسبب أساسي في الهروب والخلاص؛ فعلى وجه الخصوص كان “ثيودور ديستويفسكى” يكتب بصفة دائمة عن معاناة الأعمال المختلفة كما ظهر جلياً في “ملاحظات من تحت الأرض” و “الجريمة والعقاب” كما انتشرت فكرة المسيحية والتأثر الشديد بها في كثير من الأعمال الأدبية لتولستوى.

أعمال لا يجب أن تفوتك في الأدب الروسي

هناك كثير من الأعمال الأدبية لا يجب أبداً أن تفوتك في الأدب الروسي فهي تروي ملاحم تؤرخ وجدان الإنسانية وبها كم من العبقرية الأدبية يجب أن تستمتع بقرائته إن كنت من هواة الرواية والشعر وإن لم تكن فستكون بدايتك بهم خير البداية:

يفغيني أونيغين للشاعر ألكسندر بوشكين

يعتبر ألكسندر بوشكين من عمالقة الشعراء الروسيين بل أولهم ومن أعماله بزغت اللغة الروسية المعاصرة حيث تجول مبدعاً في جميع نواحي الأدب ويعتبر صاحب أول رواية شعرية ملحمية. كما تحتل روايته الشعرية “يفغيني أونيغين” موقعاً مميزاً في أعماله ورواياته فهي أضخم عمل فني له وله تأثير عظيم على مسار الأدب الروسي بأكمله.

كما أن هناك الكثير من المخطوطات القديمة التي تشير إلى الجهد الذي بذله بوشكين في روايته من صياغة وإبداع وانتقاء للكلمات لتعبر عما يجول به تعبيراً فريداً.

وتتحدث الرواية الشعرية عن ثلاث رجال ” بوشكين ولينسكي وأونيغين ” وحياة ثلاث أخوات مما يملأ الرواية بالتشويق ويقدم لقارئها أدب عاطفي من نوع فريد كما أنها تعتبر موسوعة حياتية لروسيا في القرن التاسع عشر بما اختلج من صراعات واجتماعيات متباينة.

الحرب والسلم للأديب ليو تولستوى

لا يمكن أن تخلو أي قائمة في الأدب الروسي من اسم تولستوي فهو من أهم أعمدته وقد نال شهرة عالمية بأعماله الأدبية المختلفة ولعل روايتيه الحرب والسلم وآنا كارنينا كان لهما النصيب الأوفر من الصيت العالمي لما تمتلكه تلك الروايات من حبكة فريدة ومزج بين الواقعية والخيال.

فرواية الحرب والسلم تدور أحداثها في بداية القرن التاسع عشر مع احتلال نابليون بونابرت روسيا ووصوله إلى موسكو مروراً بصراعه فيها إلى انسحابه بعد ما ألحق به من هزيمة في مواجهة شتاء روسيا القارص مع رفض قيصر روسيا الاستسلام لاحتلاله.

ومما جعلها من تحف الأدب العالمي أنها قد قدمت نوعا جديداً من قصص الخيال فقد ربط عدد كبير من الأشخاص في حبكة روائية غطت مواضيع مختلفة في شتى نواحي الحياة من زواج وشيخوخة وموت وشباب.

الإخوة كارامازوف للكاتب فيودور دوستويفسكي

من الصعب اختيار عمل واحد من أعمال الأديب دوستويفسكي، فأعماله مليئة بدرر من أمثال الثواب والعقاب ورواية الأبله ولكن تلك الرواية كانت آخر رواية قد ختم بها دوستويفسكي مسيرته الأدبية الحافلة حيث قرر بعد موت ابنه بنوبة صرع أن يستغل الكتابة في خروجه من مأساته؛ فقرر في عام 1877 أن يتوقف عن أي عمل ويهتم بجمع مادة روايته الجديدة.

وبعد عامين كاملين خرج لنا دوستويفسكي بذلك العمل الفريد وقد كانت من أشهر الروايات العالمية التي ثار عنها الجدل في القرن التاسع عشر لدرجة أن العالم والفيلسوف سيجموند فرويد قد خص الطبعة الفرنسية بتقديم خاص لشرح شخصية دوستويفسكي قبل شرح الرواية ذاتها.

فقد حافظ دوستويفسكي في تلك الرواية إلى الوصول لأقصى ما يمكنه من النفس البشرية من الظلمة والمعاناة إلى طرق الحب والجمال الذي ينقذ العالم.

الأنفس الميتة للروائي نيكولاي جوجول

يجسد فيها جوجول المجتمع الروسي وبخاصة النظام الإقطاعي الذي كان سارياً في العمالة بالأرض الزراعية والذي يعتبر نظاماً استعبادياً بديلاً عن الرق حيث تكون الأرض ملكاً لصاحب الأرض وما للملوك سوى أن ينال أجراً رمزياً مع طعام وشراب، وتدور أحداثها عن رجل مخادع يقنع مالكي الأراضي بشراء أرواح ميتة أي أرواح العبيد الذين يعملون لصالح مالكي الأراضي فعند بيعهم إياها يكونوا قد تخلصوا من ضرائبها فيقوم برهن تلك الأرواح و خداعهم من أجل أن يصبح غنياً.

دكتور جيفاكو للأديب بوريس باسترناك

قد نكون قد شاهدنا الرواية في كثير من الأفلام المقتبسة منها و لكنها تنتقص من متعة الرواية ذاتها شيئاً عظيماً؛ فأحداث الرواية مستلهمة في الأساس من رواية الحرب والسلم السابق ذكرها وتتحدث عن شاعر يدعى جيفاكو يناضل من أجل إيصال صوته الفني وموهبته في خضم اضطراب الثورة الروسية. فيصف الكاتب حالة البؤس والشقاء التي تبعت الحرب بين البيض والجيش الأحمر السوفييتي وكيفية التعامل مع الشعب وإجباره على القتال واعتناق الشيوعية.

الأم للروائي مكسيم غوركى

كان مكسيم منذ صباه المبكر حتى نضوجه عاملاً منخرطاً في سلك العمالة مما ساعده في معايشة الكثير من معاناة العمال مثل الفقر وتسلط الرؤساء وأصحاب العمل وحياة التشريد والتنقل من وظيفة لأخرى، لكن في تلك الرواية لم يكتب مكسيم عن العمال على الخصوص ولكنه كتب عن نفسه في معاناته وعمله وعن جدته معتبراً إياها أمه وما تمثله له من قوة على تحمل أعباء الحياة، وتسير الرواية في معايشة معاناته ومساندة أمه له ومن ثم فتشكيل مجموعة ثورية للاتفاق على ما يضمن لهم حياة كريمة.

آباء وأبناء للكاتب ايفان تورغينيف

وهي رواية شعرية ترصد الصراع الفكري والاجتماعي بين الشباب والشيوخ في روسيا الذي بدأ في الظهور في الستينات من القرن التاسع عشر كما تحاكي الأفكار والمشاعر بين الآباء وأبنائهم والاختلاف والتوافق فيما بينهم.

ولا يزال الأدب الروسي ممتلئاً بكثير من الملاحم الأدبية التي تتنوع وتختلف ولكنها تتفق دوماً في كونها عاكسة للواقع ومؤرخة له.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!