الوسم رأي في حياتنا

صورة فيها ستة أنواع من الكآبة

نادر رنتيسي في العراق، شاعر شعبيّ اسمه كاظم السعدي، وُجد أخيراً في دار للمسنّين. كُتِب في التقارير الصحفية أن الدار بائسة، ومتواضعة الخدمات، وأن الشاعر الذي في منتصف السبعين لا يجد الرعاية اللائقة. بُثت تقارير مصوّرة من الدار عن حال “كاظم” التي لا تسرُّ إلاّ العِدا، وانتشرت له صورة، النظر إليها لثوان عدة فقط، يسبّبُ …

“الفلسطينيون” “الجدد” و”الأجداد”!

إبراهيم جابر إبراهيم لا أعرف إذا كان الجيل الجديد من أبنائنا وأحفادنا الفلسطينيين سيذكرنا بالخير! ها نحن في آخر الأمر لم نورثهم سوى ثورة فاشلة، والكثير الكثير من مقابر الشهداء، التي لم تدفعنا باتجاه الوطن متراً واحداً! ثمة جيل جديد الآن، جيل رابع يولد في المنفى. المنفى الذي ولد فيه (بعد الـ48) الجد والأب والابن …

شقة فيروز

عمان- عند السادسة والنصف صباحاً، أصحو لأنّ صوت المنبّه يعرف مصحلتي أكثر منّي، فأحاول العودة لاستكمال المنام، لكن نوبة أخرى من الرنين المزعج تسحبُ غراء النوم من عينيّ. تغلي القهوة التركيّة في الركوة النحاسية، وتصعد النّار إلى سيجارتي التي في فمي المرتخي، أسعلُ وأزيدُ السُّعال لأطمئنّ أنّ صوتي لم يذهب مع الهواء المُبَرّد. أشاهد فيديو …

عائلاتنا الإلكترونية!

ابراهيم جابر ابراهيم (تتفاقم)، وبسرعةٍ نعجزُ عن مواكبتها، تلك الاختراعات المسماة وسائل الاتصال السريعة، وبالتزامن، وبوتيرةٍ أسرع.. تتفاقمُ القطيعة! تتكاثر البرامج النشيطة للتواصل: الماسنجر بأنواعه، الفايبر، الواتس أب، البوتيم، التيليغرام، وعشرات الأدوات التي تستدرج البشريَّ للجهر والقول، .. لكنه في كل مرة يواصل التكوّم على نفسه، وينزوي، ويتراجع الى عتمته بألم! ذلك أن برامج التواصل …

اضحك.. من أجل الصورة!

أشاع كثيرون ممّن كانوا أصدقاء أنّي كئيب، وبالغوا في سرد الحكايات القصيرة عن كآبتي الفريدة، فقال أكثرهم مرحاً إنّي أتجنّب النظر إلى الرغيف الساخن حتى لا أضطرّ إلى شبه الضحك، وعبّر أحدهم عن قناعة بأنّي أخشى التمادي في الابتسام كي لا تظهر الفراغات الواسعة في أماكن الأضراس، أما الصديق السياسي فرأى في عبوسي دهاء، كي …

“أنا وحزبي على ابن عمي”!

من ضمن مخرجات “ما بعد الربيع”، وثقافته الجديدة أن اكتشفنا أن الكثيرين في الشارع العربي، على تباين وعيهم، ليسوا ضد فكرة الديكتاتور من حيث المبدأ؛ لكنهم يريدونه من طائفتهم، أو حزبهم، أو حتى من “حارتهم” إن نجح الأمر!بخلاف ذلك فليست الديكتاتورية أبداً محلَّ خلاف، حتى أن حزباً كبيراً وعريقاً وتاريخياً قد يفصل أو يجمّد “أمينه …

أنا والحربُ وأم مايكل

نادر رنتيسي الحرب النووية باتت على العتبات، وأقصر من المسافة بين مذيعين على الهواء، كان هذا اجتهاداً مني ومن جارتي أم مايكل، بعد أن شاهدنا على هاتفها المكسور، الرئيس الأشقر يظهر داخل الكنيسة وخلفه مرافقه يحمل كرة القدم النووية في حقيبة مرمّزة، أثناء ذهابه لتأدية واجب العزاء. طريف هذا الرئيس، فقد اختار التهديد النووي على …

الضحك الذي يؤلم الخاصرة

نادر رنتيسي نحت المصريون، بالاستعانة باللغة الفرنسية، مصطلح “إفيه”، وهو جملة مسرحية أو سينمائية تُخلّد في الذاكرة الشعبية، وتُستحضر في المواقف المشابهة أو القريبة من الموقف الأصلي في المسرح أو السينما. لا مبالغة في القول إن بعض صنّاع السينما في مصر الآن، يكتبون السيناريو بناء على “الإفيهات”، التي تقتطع وتروّج على وسائل التواصل، لـ “تحمل” …

الحياة في “عنق الزجاجة”!

إبراهيم جابر إبراهيم هناك الآن شقق تحت الماء، وهناك شقق دوّارة بحيث تختلف إطلالة نافذتك كل صباح، وهناك أيضاً الشقق الذكية، المؤتمتة بالكامل! وقد اختبر بعض الأثرياء السكن في شقق تحت سطح البحر، لكن لا أحد استطاع قبلنا العيش في “زجاجة”! الحياة في زجاجة تجربة مدهشة، تجربة فريدة، تجربة لم يجرّبها غيرنا. حتى سكان العالم …

“الحظ”.. آخر فرصة للناس!

إبراهيم جابر إبراهيم زمان كان لفنجان القهوة المقلوب على صحنه إيحاء بالمهابة والتشويق.. وأحياناً تجلس صاحبة الفنجان مصابة بالهلع مما تتوقع أن تسمع! توقّع المخبوء والتكهّن بالمستقبل، فكرة غالباً ما كانت تستهوي الناس، وتحديداً النساء! لذلك كان لـ”البصّارة” مقعدها المرحّب به، والمحتفى به على نحو خاص؛ سواء لتقرأ فنجان القهوة، أو لتتبع خطوط الكف وترجمة …