الوسم رأي في حياتنا

قبل أن يذهب العربي إلى النوم!

الكائن العربي، ومن نصف اضطجاعة على أريكته، يتنبأ بمسار الحرب، ويحسم بإصبعه غير المحايد أي المتحاربين تصلح كفه لرفع شارة النصر. يعدد العربي في سجاله مع أخيه العربي، أسماء الأسلحة التي ستحسم الحرب، رغم عيوبها غير المؤثرة، شريطة توفر قطع الغيار بسعر “طري”. والعربي الذي كان آخر عهده بالسلاح، كلاشينكوف فارغ في دورة تدريب ربيعية، …

“هذا بيت أبي محمّد”!

إبراهيم جابر إبراهيم قطعتان طويلتان من الخشب، وقطعتان قصيرتان، ولوح من الصفيح (الزينكو)، وبضعة مسامير، ثم كان يصير للبيت بابًا! كان البيت نوعًا من المجاز، وكذا الباب. لكننا كنا نحاول أن نثبت ملكيتنا الهزيلة تلك بأي طريقةٍ طفولية، فنروح نكتب على الصفيح بالطباشير البيضاء: “هذا بيت أبو محمد”! وكان نصف رجال المخيَّم على الأقلّ يحملون …

كما يليق بشاعر مثله

إبراهيم جابر إبراهيم رغم كثرة أسباب الخلاف، كان محمود درويش أكثر أناقة من النميمة، وأكثر وسامةً من أن يردّ القسوة بمثلها! ورغم أن الفصائل اختلفت على كل شيء، كل شيء، لكنها اتفقت كلها، على محمود درويش! كان الرجل ضلعاً ثالثاً لخريطة بلد مكونة من ضلعين عموديين فقط، حتى إن أحد النقاد قال مرة “إن شعراء …

أمسحُ بيدي الحرب عن بدلة الجندي

إبراهيم جابر إبراهيم أقطعُ صورة امرأةٍ في الحرب، من قصاصة جريدة، وأسألها إن كان بإمكاني أن أغني لها قليلاً ريثما يسكتُ القصف؟ ليس لديَّ صوت مناسب للغناء، لكنَّ لديَّ خبرةً صغيرةً في مُشاغلة الحرب! أمسحُ بكفّي الغبار عن إفريز شرفتها، فتغطسُ أصابعي في بقعةٍ حمراء صغيرة، وطازجة، .. ثم تسقطُ في البقعة نقطةٌ حمراء كبيرة. …

ضياء الجنيدي “أعطاني” عمره

نادر رنتيسي التقيتُ ضياء الجنيدي لأول مرة في إربد. والتقيته آخر مرة في إربد. اللقاء الأول لا أذكره أبداً، لكنه كان في بداية الموسم الدراسيّ في جامعة اليرموك للعام ألفين واثنين. كنتُ طالباً في السنة الثالثة، وكان هو في السنة الأولى قادماً من الخليل. إذاً كنتُ أكبره بأربع سنوات، بحكم تأخري سنتين قديمتين. اللقاء الثاني …

محمود درويش في نومه المؤقت

نادر رنتيسي مرّ وقت طويل على آخر عاصفة رملية حول قبر محمود درويش، هناك في نومه الطويل في ضاحية هادئة غرب رام الله. لا “عدو” بمسمّى صديق قديم ينبش في دفتر هواتف الشاعر الراحل بحثاً عن فضيحة ناقصة ركناً. لا شابّة “جديدة” في الخامسة والعشرين، تزعم أن درويشاً قد سكن ليلة مكتملة مع أمها في …

رجال يثيرون الشفقة

إبراهيم جابر إبراهيم الرجل العربي عموما رجل مُداهن، يؤيد امرأة غريبة في “معركة حقوقها” وهو يحبس خمس نساء من عائلته في البيت! وهذا مفهوم ضمن ثقافة التزلف، والتقرّب الدبق، الذي يمارسه كثرة من الرجال مقابل نظرة أو ضحكة من امرأة التقاها ولم يسمع غالباً ما تقوله، لأن عينيه مشغولتان بتصفّح شكلها! ولا يتوانى الرجل، من …

“معهد” سلافة معمار

نادر رنتيسي يمكنك أن تكتم الصوت عندما تشاهد سلافة معمار على الشاشة. ليس لأنّ لها صوتاً منفعلاً، أو لأنّ جمالها أهمّ من أدائها، بل لأنّك تستطيع أن تقرأ الحوار في وجهها، وأن تتابع حركة السيناريو في توتر أصابع يديها. في عينيها تتمّة الحوار الذي أسقطه أو غفل عنه المؤلف، وفي شفتيها عندما تطبقهما يمكن من …

فقدان الكرامة.. باللمس!

نادر رنتيسي في هذا الزمن المائع، الذي يمكن للزيت فيه أن ينجذب للماء، وللسمك واللبن والتمر هندي أن تجتمع في وجبة العشاء، صار همّي اليومي أن أتفادى “الترند”، وأن أحاول النجاة برأسي من الأخبار التي تتزاحم مثل سرب ذباب على بقعة عسل فاسد. حاولتُ كثيراً أن أنشغل بالذي لا ينشغل به الآخرون، وأتوهّم أني الرقم …

“نشأت”.. المهرج العربي في فقرته الأخيرة!

إبراهيم جابر إبراهيم كثيرة هي التعليقات التي قوبل بها الدعيّ “نشأت”، الذي خرج من بين ويلات وسخام لبنان ليدعي النبوة، ولم يكن ممكناً في ظل هرطقته وشخصيته الكاريكاتيرية، أن يتوقف واحدٌ ولو للحظة، ويأخذ الأمر بجدّية. فالأمر محسومٌ عند المسلمين، وعند باقي الديانات السماوية والأرضية، وعند الملحدين واللادينيين، أن زمن الأنبياء قد انتهى. ولم تجلب …