على الرغم من أن مدة إطلاق سراح الغندور وقادة المؤتمر لم تتجاوز 16 ساعة، فإن هذه الساعات كانت كفيلة -بحسب مراقبين- بتعزيز مناخ انعدام الثقة الذي بات مسيطرا على علاقة المكونين العسكري والمدني
عودة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لمنزله لا تعني إطلاق سراحه ولا نهاية الأزمة، بل إنها لا ترقى أصلا إلى أن تكون بادرة مصالحة، ولا تعني أيضا وجود أي استعداد -من طرف الانقلابيين- للتراجع.
بحث ممثل الأمم المتحدة الخاص بالسودان فولكر بيرتس مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك خيارات الوساطة، في حين تحدثت الشرطة عن فتحها الجسور بولاية الخرطوم، وسط دعوات لإضراب عام بقطاع التعليم.
أثار سقوط عدد من الضحايا في المظاهرات الرافضة لقرارت قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان القلق والتساؤلات بشأن الجهة التي تطلق الرصاص على المتظاهرين.
شهد السودان تطورات متسارعة في الساعات الماضية، شملت وساطات ومبادرات للخروج من الأزمة الراهنة، في حين أعلن التلفزيون الرسمي أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعفى النائب العام من منصبه.
تقول ريبيكا هاميلتون -الأستاذة المشاركة في كلية واشنطن للقانون- إن الجيش السوداني استولى على السلطة في مقامرة لن يهتم بها أحد، وإن توقعه بألا يواجه مقاومة داخليا وخارجيا مجرد تفكير راغب.
انطلقت في عدة أحياء بالعاصمة الخرطوم مظاهرات تحت شعار “مليونية 30 أكتوبر” التي دعت لها “قوى الحرية والتغيير- اللجنة المركزية”، في ظل تعهد من قائد الجيش بعدم التعرض للمتظاهرين طالما التزموا السلمية.
أغلقت قوات الأمن السودانية الطرق والجسور بالخرطوم بالتزامن مع دعوات للتظاهرات في “مليونية 30 أكتوبر” لرفض الإجراءات العسكرية، بينما توالت الدعوات الغربية للجيش السوداني إلى الامتناع عن قمع المحتجين.
كشف الجيش السوداني عن أنه عرض على رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك تشكيل حكومة جديدة، في حين تواصلت الضغوط الخارجية للعودة إلى المسار السابق، وسط دعوات لتنظيم مظاهرات مليونية ضد الإجراءات العسكرية.
يقول “ميدل إيست آي” عن الاحتجاجات ضد الاستيلاء العسكري على السلطة في السودان إن السودانيين لديهم خبرة متراكمة على مدى أجيال في مقاومة الانقلابات العسكرية، وإن المحتجين حاليا يعتمدون على ذلك.