العلماء ورثة الأنبياء"، و"لا يقبض الله العلم انتزاعا، ينتزعه من الناس، وإنما يقبضه بقبض العلماء"، فما أشقه من رزء على من صلُحت أحواله، وعلى من قدّر الفقهاء والمفسرين والأصوليين والمحدثين وعلماء التوحيد وعلماء اللغة العربية والوعاظ والدعاة حقّ قدرهم، وعلى من نظر إلى الفراغ فينا فوجده منتشرا، وإلى اللامعنى فينا فوجده يسلبنا كل معيار، وإلى "التعالم" فينا فوجده قد كشر أنيابه، وإلى الخفة فينا فوجدها قد تمكّنت من المبتدئين، وإلى حمانا فوجد ما حوله قد اختُرِق... على كلّ من يهتمّ لهذه الأحوال المؤلمة، لن يجد نفسه إلا محزونا على فراق العلماء، باكيا يترجى الله العِوض على مقابر الفقهاء والأولياء (والمتوسَّل إليه وبه هو الله، بلا شرك).