إياكم أن تفعلوا ذلك بطفلكم

كل أب و أم يريدان طفلهما أفضل طفل في الوجود , فمن السمات المميزة للوالدين أنهما الشخصان الوحيدان الذان يرغبان في أن يكون أطفالهم أفضل منهم , و من هذا المنطلق يدفعهم حبهم الشديد لهم و حرصهم عليهم – في بعض الأحيان – أن يقارنوهم بغيرهم , و لكن هذا أسوء شئ يمكن أن يفعلوه بهم …

كل أب و أم يريدان طفلهما أفضل طفل في الوجود , فمن السمات المميزة للوالدين أنهما الشخصان الوحيدان الذان يرغبان في أن يكون أطفالهم أفضل منهم , و من هذا المنطلق يدفعهم حبهم الشديد لهم و حرصهم عليهم – في بعض الأحيان – أن يقارنوهم بغيرهم , و لكن هذا أسوء شئ يمكن أن يفعلوه بهم , و للأسف كثيرا من الأسر لا تدري خطورة هذه المشكلة فهم يغفلوا دور الفروق الفردية بين الأطفال و لا يلقوا لها بال ثم يزيدوا الأمور صعوبة على أطفالهم بمقارنتهم بغيرهم , إلا أنهم بذلك يتسببوا في ضرر نفسي كبير لهم.

من فضلك: “لا تقارني بغيري”:

بنت

بنت

هذا رجاء صامت يترجاه كل طفل من والديه عندما يقارنوه بأخيه أو إبن الجيران أو أحد الأقارب , و لكن على الأسرة فهم ذلك جيدا , لا يوجد شخصان متشابهان و متطابقان أبدا , و كما يقال أصابعك ليست سوى بعض , فهذه العبارة: (من فضلك: “لا تقارني بغيري”) يقولها لسان حال معظم أطفالنا , فعلينا أن نتوخى الحذر في تعاملنا معهم , فلو كان هدفنا من مقارنتهم بغيرهم هو مصلحتهم و تحميسهم و تشجيعهم فيمكننا البحث عن سبل أفضل من المقارنة بالغير , لأن هذه المقارنة لها أثار سلبية كثيرة جدا على الطفل نفسيا , و لن تؤتي ثمارها و لن تحمس الطفل و تشجعه بل العكس تماما.

الفروق الفردية:

أولاد

أولاد

الفروق الفردية شئ طبيعي جدا و هي تعني – لمن لا يعرف – وجود إختلافات و فروق بين الأفراد , فكل شخص لديه قدراته الخاصة في الفهم و الإدراك و العمل و غيرها وهذه القدرات تخصه هو وحده و تميزه وحده و لا يمكننا تعميمها على كل من هم بعمره أو نفس ظروفه , و لذلك يكون مقارنة الوالدين طفلهم بغيره من الأطفال هو ظلم بين و واضح و يضر الطفل جدا و يهز ثقته بنفسه و يعيق تقدمه و إبداعه و يشعره دائما بالنقص و انه أقل من كل الأطفال بسنه.

.uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740 { padding:0px; margin: 0; padding-top:1em!important; padding-bottom:1em!important; width:100%; display: block; font-weight:bold; background-color:#eaeaea; border:0!important; border-left:4px solid #34495E!important; text-decoration:none; } .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740:active, .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740:hover { opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; text-decoration:none; } .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740 { transition: background-color 250ms; webkit-transition: background-color 250ms; opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; } .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740 .ctaText { font-weight:bold; color:inherit; text-decoration:none; font-size: 16px; } .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740 .postTitle { color:#000000; text-decoration: underline!important; font-size: 16px; } .uf959ee4e6b4b8009221ca77a5f78d740:hover .postTitle { text-decoration: underline!important; }

إقرأ أيضاً:  تكنولوجيا التعليم

مثال:

خير مثال يمكن أن نضربه هنا لمقارنة الأبوين طفلهما بغيره هي “المذاكرة” فكثيرا ما نرى أو نسمع مواقف لوالدين يريدان أن يذاكر طفلهما أو أن يفهم شئ معين فنقولوا له: “هيا إنهي هذا الواجب سريعا و احفظ ما قالته المعلمة لك هيا أسرع كما يفعل صديقك إبن الجيران فوالدته قالت أنه أنهى الواجب في 5 دقائق فقط ألا تستطيع أن تكون مثله؟” و بعد مرور الخمس دقائق – المهلة التي حددها الوالدين للطفل – و إن وجدوا إن الطفل لم ينهي واجبه لسبب أو لآخر يتحول الوالدين لوحوش مفترسة ذات أنياب و مخالب و يعنفوا الطفل على عدم إنهاؤه الواجب او الحفظ في نفس الوقت الذي إستغرقه إبن الجارة لينهي واجبه. 

أليس هذا ما يحدث؟ أليست هذه الطريقة التي نتعامل بها مع أطفالنا؟ لا أقصد فقط المذاكرة بل أي شئ نطلبه من الطفل سواء في تعلم رياضة جديدة أو إنهاء ترتيب حجرته أو حتى غسل يديه بعد الأكل , نقارنه دائما بغيره , بطريقة فعلهم للشئ و طريقة فعله و أيضا بسرعتهم و سرعته و طريقة فهمه و طريقة فهمهم و غيرها , و هذه بالفعل أسواء طريقة تتعاملوا بها مع أطفالكم.

.ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc { padding:0px; margin: 0; padding-top:1em!important; padding-bottom:1em!important; width:100%; display: block; font-weight:bold; background-color:#eaeaea; border:0!important; border-left:4px solid #34495E!important; text-decoration:none; } .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc:active, .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc:hover { opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; text-decoration:none; } .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc { transition: background-color 250ms; webkit-transition: background-color 250ms; opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; } .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc .ctaText { font-weight:bold; color:inherit; text-decoration:none; font-size: 16px; } .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc .postTitle { color:#000000; text-decoration: underline!important; font-size: 16px; } .ub3386bd39f38ffa93392bf1116d7b7cc:hover .postTitle { text-decoration: underline!important; }

إقرأ أيضاً:  بر الوالدين الخفي

لا تزرعوا الغيرة بين الأخوة:

اخوه

اخوه

من خلال هذه الطريقة في التعامل مع الأطفال يزرع الأهل الغيرة و العداوة بين الأخوة داخل المنزل , فبكل سهولة نجد الأبوين يقارنوا الطفل بأخيه أو أخته الأكبر أو الأصغر , و ما يحدث عكس ما يريده الوالدين تماما فالمقارنة بين الإخوة تشعل بينهم نار الغيرة و الحقد و لا تساعد أبدا أحدهم على أن يصلح من نفسه , بل تكبر المشكلة و تدخل الإخوة في صراع بينهم و بين بعض , لأن الطفل الأقل الذي نقارنه بمن هو أفضل منه في شئ معين يشعر بأن أبويه يحبان الأخ الآخر أكثر منه و ما سيفكر فيه بعقله الصغير هو أن ينتقم من أخيه و سيحاول النيل منه بأي طريقة , و في نفس الوقت لن يتحسن و يقلده و يصبح أفضل , إذا فالمقارنة أظهرت فشلها الشديد و ذادت المشاكل داخل الأسرة.

لو قارنا الوالدين بغيرهم كيف سيكون شعورهم؟

عصبية

عصبية

سؤال يحتاج لإجابة صادقة من الوالدين اللذان يقارنان طفلهما بغيره , فجربوا معي أن تضعوا أنفسكم في هذا الموقف – موقف المقارنة بالغير – فلو فرضنا أن رئيسكم في العمل جاء في يوم و طلب منكم و من زملائكم القيام بمهمة , و أنهى أحد الزملاء مهمته قبلكم – لسبب أو لآخر نحن اليوم لا نناقش الأسباب – و فوجئتم بالمدير يقارنكم به و يقلل من قدراتكم و إمكانياتكم بل و يطلب منكم أن تكونوا نسخ طبق الأصل من الزميل الشاطر الذي أنهى مهمته قبلكم كيف سيكون شعوركم؟ و ما هي نظرتكم لهذا المدير؟ و أيضا ما هي نظرتكم لهذا الزميل؟ أترك لكم الإجابة.

.uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff { padding:0px; margin: 0; padding-top:1em!important; padding-bottom:1em!important; width:100%; display: block; font-weight:bold; background-color:#eaeaea; border:0!important; border-left:4px solid #34495E!important; text-decoration:none; } .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff:active, .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff:hover { opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; text-decoration:none; } .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff { transition: background-color 250ms; webkit-transition: background-color 250ms; opacity: 1; transition: opacity 250ms; webkit-transition: opacity 250ms; } .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff .ctaText { font-weight:bold; color:inherit; text-decoration:none; font-size: 16px; } .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff .postTitle { color:#000000; text-decoration: underline!important; font-size: 16px; } .uf0dfe016611a8d9815555cbb54bdeaff:hover .postTitle { text-decoration: underline!important; }

إقرأ أيضاً:  إرتفاع ضغط الدم عند الحامل

و أخيرا أنصح كل أسرة بضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال , و أيضا عدم مقارنة طفلهم بأي أحد , و يمكن مقارنة الطفل بنفسه في مواقف سابقة كان فيها سريع الفهم و أدى مهمته بنجاح , لكن إياكم أن تقارنوه بغيره و لو كنتم تفعلوا هذا توقفوا حالا و استبدلوا ذلك بعبارات المدح و الثناء على أي تقدم بسيط يحققه الطفل ستلاحظوا الفرق بإذن الله , نتمنى أن تكونوا استفدتم من هذه المعلومات التربوية و لمزيد منها تابعونا في قسم تربية الأبناء , نسعد دائما بمشاركتكم و أسئلتكم و تعليقاتكم. 

Source: Elosrah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *