الملف النووي.. إيران تؤكد إحراز تقدم بالمفاوضات وتشترط رفع كل العقوبات لإبرام اتفاق جديد

أكدت إيران إحراز تقدم مهم في مفاوضات فيينا، وطالبت بأن يفضي أي اتفاق جديد إلى رفع كل العقوبات الأميركية، مستبعدة في الوقت نفسه محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
خطيب زاده قال إن على واشنطن والثلاثي الأوروبي اتخاذ قرارات (الأوروبية)

أكدت إيران اليوم الاثنين إحراز تقدم مهم في مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وطالبت بأن يفضي أي اتفاق جديد إلى رفع كل العقوبات الأميركية، واستبعدت في الوقت نفسه محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، ويأتي ذلك وسط توقعات بأن تكلّل المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى بالنجاح قريبا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن المحادثات المستمرة منذ أشهر في العاصمة النمساوية أحرزت تقدما واضحا جدا في الأيام الأخيرة.

وأضاف خطيب زاده أن أي اتفاق قادم في فيينا يجب أن يتضمن رفع جميع العقوبات الأميركية بغض النظر عن تسميتها.

وتابع أن رفع العقوبات في مفاوضات فيينا ينبغي أن يضمن مصالح إيران الاقتصادية بوضوح، مؤكدا أن لا مساومة بشأن ما سماه الخطوط الحمر لبلاده وحقوقها.

ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن على الطرف المقابل اتخاذ الخطوات الصعبة والجدية وإثبات وجود إرادة حقيقية لذلك، لافتا إلى أن طهران تنتظر اتخاذ قرارات من واشنطن والثلاثي الأوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في فيينا.

وأكد المسؤول الإيراني أنه لن يكون هناك اتفاق على أي شيء في فيينا قبل الاتفاق على كل شيء، مشيرا إلى أن الوفد الإيراني المفاوض في فيينا قدم مقترحات مكتوبة بشأن العقوبات لبقية الأطراف.

وفي الأيام الماضية، برزت مؤشرات في فيينا على قرب التوصل إلى اتفاق جديد بين إيران والقوى الكبرى، لكن كل طرف يطالب الطرف الآخر باتخاذ قرارات حاسمة بشأن بعض القضايا العالقة.

المحادثات المباشرة

من جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني -اليوم الاثنين- إن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة لن تؤدي إلى أي انفراجة، وليست على أجندة الوفد المفاوض الإيراني في فيينا.

وفي تغريدة له على تويتر، أضاف شمخاني أن المفاوضات في فيينا منذ البداية كانت بين إيران ومجموعة “4+1” وممثل الاتحاد الأوروبي، وستتواصل بهذه الصورة من دون أي تغيير حتى تحقيق النتيجة، حسب تعبيره.

مخاوف إسرائيل

في هذه الأثناء، قالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي -اليوم الاثنين- إن إسرائيل ستعالج مخاوفها إزاء إحياء الاتفاق النووي الإيراني من خلال ترتيبات ثنائية مستقبلية مع الولايات المتحدة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال أمس الأحد إن من المحتمل التوصل في مدة وجيزة إلى اتفاق نووي بين الدول العظمى وإيران.

وأشار بينيت في الجلسة الأسبوعية لحكومته إلى أن الاتفاق المحتمل سيكون لعامين ونصف العام، وأن إيران ستحصل مقابل الاتفاق على عشرات مليارات الدولارات، ورفع القيود والعقوبات.

لكن المندوب الروسي بمحادثات فيينا ميخائيل يوليانوف رد بالقول إن النسخة الجديدة من الاتفاق النووي الإيراني ستكون مماثلة للنسخة الأصلية الموقعة عام 2015.

 

شروط إيرانية

في غضون ذلك، نقل موقع “أكسيوس” (Axios) عن بينيت قوله، في كلمة أمام ممثلي المنظمات اليهودية الأميركية في القدس، إن إيران تطالب الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا برفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية كشرط للتوصل إلى اتفاق.

ووفق أكسيوس، لم يقل بينيت إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد وافقت على رفع الحرس الثوري الإيراني من تلك القائمة، مضيفا أن الخارجية الأميركية رفضت التعليق على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أن أغلب الأعضاء في البرلمان الإيراني أصدروا أمس الأحد بيانا يتضمن شروطا يجب الوفاء بها إذا عادت طهران للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى العالمية.

واتفق 250 من أعضاء البرلمان على أنه يتعين على الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية في الاتفاق تقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق بعد إحياء العمل به، وبعدم تفعيل آلية لإعادة فرض العقوبات على طهران.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *