هلال رمضان.. فرحة غائبة بالأردن تحت وطأة كورونا (تقرير)

هلال رمضان.. فرحة غائبة بالأردن تحت وطأة كورونا (تقرير)

Jordan

إربد/ ليث الجنيدي/ الأناضول

– فرحة استطلاع هلال رمضان والشوق لصلاة التراويح استحالت إلى مشاعر حزن بسبب كورونا
– أمل الأردنيين لا ينقطع بزوال الوباء خلال وقت قريب وعودة الحياة لطبيعتها
– الثمانيني “النمر”: اعتدنا في رمضان على الصلاة بالمساجد ولكن هذه السنة نحن في حسرة
– المواطنة “أبو الرب”: أتمنى أن يزول الوباء وتفتح المساجد أبوابها ونعود لصلاة التراويح

بهجة ترقب هلال رمضان لن ترتسم على وجوه الأردنيين هذا العام، فالإجراءات المشددة التي تفرضها حكومة المملكة لمواجهة انتشار فيروس كورونا ستعطل طقوسهم التقليدية لاستقبال شهر الصيام.

ففرحة استطلاع الهلال والشوق لأداء صلاة التراويح في المساجد التي ينتظرونها يوما بيوم، طغت عليها مشاعر حزن وحسرة مع أمل لا ينقطع بزوال الوباء خلال وقت قريب وعودة الحياة لطبيعتها.

في إربد (شمال) كان الألم مضاعفا، فإضافة إلى غياب فرحة استقبال رمضان، فإن المحافظة شهدت إجراءات استثنائية شملت عزلها عن بقية المحافظات؛ لكثرة الإصابات بالفيروس القاتل فيها.

مراسل الأناضول أجرى جولة في شوارع مدينة “إربد” (مركز المحافظة)، استطلع خلالها آراء ومشاعر قاطنيها حول الظروف الاستثنائية التي تصادفت مع حلول شهر رمضان.

وبهذا الخصوص، يقول الثمانيني “وحيد النمر” لمراسل الأناضول: “كورونا رسالة من رب العالمين إلى الأمة بأن تعود إلى دينها. نحن مقدمون على شهر رمضان والمساجد مغلقة لكن هذه إرادة الله وعلينا تقبلها”.

ويتابع الرجل الذي كان متوجها إلى منزله بعد اقتناء بعض الاحتياجات من سوق المدينة: “إن شاء الله لا يمرّ شهر رمضان إلا وقد انقضى هذا المرض”.

ويضيف: “اعتدنا كل عام في رمضان أن نصلي بالمساجد ونقيم صلاة التراويح، ولكن هذه السنة نحن في حسرة وحزن بسبب توقف كل ذلك، لكن علينا تقبل الأمور من أجل المحافظة على سلامة الأمة”.

ويختم “النمر” حديثه بنبرة حزينة قائلا: “أتمنى أن نكون قادرين على استيعاب هذه التجربة الصعبة”.

ورغم مشاعر الحزن، يبدي المواطن فواز الشوبكي، نبرة تفاؤل قائلًا: “شهر رمضان مميز بالعبادة وصلة الأرحام ولمة العائلة، حيث كنا نجتمع بعد صلاة التراويح”.

ويضيف الشوبكي الذي كان يتسوق احتياجات أسرته: “نسأل الله أن يزول الوباء ونلحق كل هذه الطقوس الدينية والاجتماعية الجميلة، حتى ولو في العشر الأواخر من رمضان”.

ويتابع: “مع وجود كورونا اختلف كل شيء فقد نغصّ الفيروس علينا حياتنا”.

من جانبها، تصف المواطنة رائدة أبو الرب، وباء كورونا بأنه “الأكثر سوءاً”.

وتقول لمراسل الأناضول: “أهم ما أريده في شهر رمضان أن نتمكن من أداء صلاة التراويح. أتمنى أن يزول الوباء وتفتح المساجد أبوابها”.

وكانت الحكومة قد أعلنت مؤخرا، أن صلاة التروايح ستكون في البيوت وليس بالمساجد التي أغلقتها منتصف مارس/ آذار الماضي، ضمن تدابير منع تفشي وباء كورونا.

وأما محمود الزعبي، الذي كان يتجول في السوق على متن دراجته الهوائية لتلبية احتياجات منزله، لم يختلف عن سابقيه، فكل ما يتمناه أن يتم إيجاد علاج للفيروس وتعود الحياة لطبيعتها ليتمكن الناس من الاحتفال بقدوم شهر رمضان.

ومن أمام محله الخاص بالمواد التموينية في مدينة إربد، يقول إبراهيم الزيتاوي: “كل عام ننتظر رمضان بفرحة كبيرة، لكن هذا العام قدر علينا هذا الوباء وغابت البهجة”.

ويستدرك الزيتاوي في حديثه للأناضول: “صحتنا أولى من أي شيء في هذا الوقت وعلينا الصبر حتى تنتهي الأزمة وتعود الحياة لطبيعتها لنعود كذلك ونحتفل برمضان في السنوات القادمة”.

بدورها، رفعت أم يوسف شاهين، يديها متضرعة إلى الله أن يزيل هذا المرض مع قدوم رمضان، قائلةً: “كورونا “ابتلاء من الله وعلى الإنسان أن يصبر حتى نتجاوز هذه المحنة”.

ويتفق محمد خزاعلة، صاحب أحد متاجر المواد الغذائية، مع سابقيه، ويعتبر أن “وباء كورونا أفسد حياة الناس”.

ويتابع: “رمضان هذا العام مختلف كليا فلن تجمعنا صلاة التراويح بالمساجد ولا لمة الأصدقاء والأقارب، نتمنى أن ينتهي كل هذا قريبا”.

وحتى الإثنين، بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في الأردن 417 إصابة، منها 7 حالات وفاة، بينما سجل حتى مساء السبت نحو 276 حالة تعافي.

ولمواجهة انتشار كورونا، أقر الأردن منتصف الشهر الماضي، تفعيل قانون “الدفاع” (الطوارئ)، فيما يفرض حظر تجوال جزئي، يسمح خلاله للمواطنين بتلبية احتياجاتهم من الساعة العاشرة صباحاً، وحتى الساعة السادسة مساءً، سيراً على الأقدام.

كما أغلقت السلطات العاصمة عمان وباقي محافظات المملكة أمام حركة الدخول إليها والخروج منها، وعزلت مدينة إربد بشكل كامل.

Source: Aa.com.tr/ar

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *