الاضطراب ثنائي القطب
٠٨:٥٢ ، ٣١ يوليو ٢٠١٩
‘);
}
اضطرابات المزاج
يُقصد باضطرابات المزاج عدم مناسبة شدّة أو نوع الانفعال مع الموقف الذي يتعرض له الفرد، فمن أعراض هذه الاضطرابات عدم الاستقرار الانفعاليّ، ويكون في عدم قدرة الفرد على السيطرة على انفعالاته، ومن الاضطرابات الوجدانية الاضطراب الهوسي الذي يبدو فيه الشخص مرحًا ومتفائلًا وسعيدًا وروحه المعنوية مرتفعة جدًا، وهناك اضطراب على العكس تمامًا وهو الاكتئاب الذي يبدو فيه الشخص حزينًا ومتشائمًا، ويمكن أيضًا اعتبار التبلّد الانفعالي شكل من أشكال اضطرابات المزاج، حيث تبدو انفعالات الفرد متبلدة لا تتناسب مع الموقف التي تحدث معهن، ويعرّف الطب النفسي اضطراب الوجدان بأنّه انفعالات مسيطرة على الفرد تمتد من الحزن إلى الانتعاش، وتتصف بظهور سلوكات غير سوية وتصاحبها سمات ذُهانيّة.[١]
‘);
}
الاضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب يتميّز بحدوث نوبات متكرّرة من الاكتئاب و الهوس، أو ما يُعرف بالهوس الخفيف أيْ الابتهاج غير الطبيعيّ، ويعد الهوس عامل مهم في تشخيص الاضطراب ثنائي القطب فيشعر الفرد بالابتهاج بالمواقف الاعتيادية أو مواقف المرض، ففي تلك الحالة يشعر بسعادة وتهيّج غير طبيعي، فيُقدم على أعمال طائشة غير مسؤولة، ويرافق اضطراب الهوس الخفيف الاكتئاب الذي يتميّز بالنظرة السوداوية للحياة، ويكون الاضطراب ثنائي القطب على نوعين، إمّا أن تسيطر نوبات الاكتئاب وترافقها بعض نوبات الهوس، أو أن تسيطر نوبات الهوس وترافقها نوبات من الاكتئاب، يتساوى الجنسان في معدل الإصابة بهذا الاضطراب، ويمكن أن تحدث النوبات في أي مرحلة من مراحل الحياة من سنّ الطفولة إلى الشيخوخة، ويصبح الاكتئاب أكثر شيوعًا وأطول دوامًا بعد منتصف العمر.[٢]
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
أعراض الاضطراب ثنائي القطب
يتّسم الاضطراب ثنائي القطب بتواجُد اضطرابين متضادّين عند الفرد نفسه، هما: الهوس الخفيف والاكتئاب، ولكلٍّ منهما أعراض مختلفة وتكون تلك الأعراض حسب كل اضطراب كالتالي:[٣]
- أعراض الهوس: تظهر نوبة الهوس على الفرد عندما يبدو عليه الإبتهاج والهذيان، ولفترة لا تقلّ عن أسبوع والمظاهر السلوكية التي ترافقها تكون بالهيجان النفس حركيّ والسرعة بالكلام وتطايُر الأفكار وإظهار عدم الحاجة للنوم والقيام بسلوكات غير محسوبة العواقب، مثل الإسراف والتبذير، ولتشخيص اضطراب الهوس الخفيف يجب على هذه الأعراض المذكورة أن تعمل خللًا في وظائف الفرد المختلفة.
- أعراض الاكتئاب: تشمل نوبة الاكتئاب مشاعر مستمرّة ومتواصلة من الحزن والسوداوية وانعدام التلذذ والشعور غير المفسر بالذنب والغضب، ويعاني المضطرب من مشاكل بالنوم مثل الأرق أوالنوم المفرط وكذلك مشاكل في الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره ويعاني من مشاكل في التركيز وآلام جسدية، وتستمرّ حالة الاكتئاب لأكثر من أسبوعين مع إمكانيّة الاستمرار لأكثر من ستة أشهر إذا لم يتم التدخّل العلاجي، وفي هذه الحالة ترتفع نسبة الاقدام على الانتحار.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
تتعدّد النظريات والآراء التي تفسّر الاضطراب ثنائي القطب، فقد تناولت كلّ نظرية الاضطراب من وجهة نظرها الخاصّة في تحليل الاضطرابات، وتكون الأسباب حسب النظريات كالآتي:[٤]
- النظرية البيولوجية: ويفسّر الاضطراب هنا بأنّه خلل بيولوجي مثل خلل في الغدد كزيادة نشاط الغدة النخامية والكظرية في حالات الاكتئاب، وينخفض عند زيادة الغدة الدرقية، كما تؤثّر أيضًا العوامل الوراثية، فتكون احتماليّة إصابة الطفل 75% إذا كان الوالدان مصابيَن بالاضطراب ثنائي القطب.
- نظرية التحليل النفسي: يفسّر التحليل النفسي الاكتئاب بأنّه عدوان موجّه نحو الذّات فيكون الغضب الموجّه نحو الأشخاص غير معبّر عنه فينتقل إلى الذات ومنجهة أخرى يعدّ الهوس كرد فعل ووسيلة دفاعية ضد الاكتئاب المزمن.
- نظريات التعلم: ويُعزى الاضطراب هنا إلى نظرية العجز المتعلم، والذي أكّد في هذه النظرية أن الاكتئاب كمثال هو استجابة متعلمة يتعلمها الفرد عندما يجد نفسه في موقف مهدّد ولا يوجد مهرب منه، كما يتعلم الهوس للتعامل مع تلك المواقف.
- النظريات المعرفية: وتعد النظرة السلبية للذات والتفسير السلبي للخبرات والتوقع المستمر للفشل، إضافةً إلى تبنّي أفكار لا عقلانية تقود جميعها إلى اضطرابات الوجدان، ومنها الاضطراب ثنائي القطب.
علاج الاضطراب ثنائي القطب
يعدّ الاضطراب ثنائي القطب من الاضطراب الخطيرة إذا لم يتمّ التدخل العلاجيّ في الوقت المناسب، ويستطيع الفرد أو عائلته أوالطبيب أن يقرّر العلاج المناسب، وفقًا لخطورة الحالة والإيذاء المتوقّع، وتكون العلاجات المتبعة كالآتي:[٥]
- العلاج الدوائي: حيث يتم التدخل بالعلاج الدوائي عند الحالات الحادّة باستخدام مضادات الذهان ومثبتات الانفعال، وفي حالة الاكتئاب يتم استخدام مضادات الاكتئاب الليثوويزن، ويستخدم هذا الدواء بعد وصف الطبيب له لمدّة ستة أشهر على الأقلّ من وصفه، وقد يستمر بجرعات مساندة لسنوات.
- العلاج بالصدمات الكهربائية: ويستخدم هذا العلاج فقط في حالات الاكتئاب المستعصية والحالات ذات السمات الذهانية، وقد يكون العلاج أثبت أثره في علاج وإزالة أعراض الهوس والاكتئاب، ولكن لا يتم استخدامه إلا في حالات قليلة جدًا.
- العلاج المعرفي: ويتم تكليف المريض في العلاج المعرفي بواجبات من شأنها دحض وتفنيد الافكار اللاعقلانية التي يتبنها الفرد واستبدالها بأفكار أكثر عقلانية تقوم على إعطاء الفرد الأمل والطمأنينة، فيمكن استخدام استراتيجية أليس في العلاج المعرفي التي تعرف بنظرية ABC والتي تقوم بالأساس على الوعي بالأفكار التي تسبب الاضطراب.
- العلاج السلوكي: ويعرف أن هذا العلاج قصير الأمد، فيمكن استخدام الإشراط الإجرائي ونظريات التعلم والنّمْذَجة لتغيير السلوكات، وبالتالي تغيير عادات الاضطراب، وتمثل فنية التعزيز وسيلة مساعدة للتخلص من الاكتئاب.
- العلاج التحليلي: ويهدف إلى زيادة مساحة الاستبصار للفرد والتخلص من المكبوتات، عن طريق التداعي الحر وتحليل الأحلام، وتساعد الفرد على أن يفهم صراعاته ودوافعها اللاشعورية واحتياجاته غير المُعبَّر عنها، والتي أدّت إلى الاضطراب.
المراجع[+]
- ↑محمد غانم (2006)، الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: مكتبة أنجلو المصرية، صفحة 105،106. بتصرّف.
- ↑أساتذة الطب النفسي في اليمن (2009)، الكامل دليل الطب النفسي العام وطب نفس الطفل، اليمن: الصندوق الاجتماعي للتنمية، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑الجممعية الأمريكة للطب النفسي (2013)، الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات النفسية، صفحة 55،56. بتصرّف.
- ↑محمد غانم (2010)، المرأة واضطرابتها النفسية والعقلية (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: إيتراك، صفحة 165،166،167،168. بتصرّف.
- ↑محمد غانم (2006)، الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية ، القاهرة-مصر: مكتبة أنجلو، صفحة 124،125. بتصرّف.