السلس البولي
Urinary incontinence
يتم تعريف السلس البولي على أنه تدفق البول اللا إرادي. وفي استطلاعات كثيرة ومتكررة أجريت في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، تبين أن ما بين 10% – 35% من مجمل الجمهور البالغ يعانون من السلس بدرجات متفاوتة. أما نسبة من يعانون من السلس بين نزلاء المؤسسات المختلفة، كبيوت المسنين والأقسام التمريضية في المستشفيات، فإنها قد تصل إلى 50%.
خلال العقدين الأخيرين، تم تسجيل ارتفاع حاد بانتشار هذه الظاهرة بين الأشخاص البالغين، وذلك لسببين أساسيين:
- ارتفاع الوعي بكل ما يتعلق بهذه الظاهرة.
- ارتفاع بنسبة المسنين وعددهم من إجمالي السكان.
تأثير سلس البول يفوق بشكل أوسع واكبر موضوع النظافة الشخصية. فالسلس البولي يؤثر على كل جانب من جوانب حياة من يعاني منه، ويتضمن ذلك الأداء في العمل، في البيت، الأداء الجنسي، النشاط الجسماني، وحتى الوضع النفسي والصحي.
يميل الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة السلس البولي للقلق أكثر، كما يكون لديهم تقييم ذاتي متدن، وشعور بالخجل والذنب. بالإضافة لذلك، فإنهم يميلون للامتناع عن إقامة العلاقات الاجتماعية ويقلصون نشاطهم الجسماني الحيوي عند الكبر.
أسباب وعوامل خطر السلس البولي
من العوامل التي تزيد من حدّة المشكلة: الوزن الزائد، التدخين، السكري، وصعوبة الحركة. يجب الأخذ بعين الاعتبار، خصوصا مع التقدم بالسن، عوامل الخطر القابلة للتغيير والتي من شأنها أن تسبب السلس البولي.
- التلوث – من الممكن أن يؤدي تلوث المسالك البولية للسلس البولي. وفي بعض الأحيان، يكون تدفق البول اللا إرادي هو العلامة التي تشير لوجود التلوث.
- العلاج الدوائي – من الممكن أن تؤدي العلاجات الدوائية المختلفة للسلس البولي. سواء بسبب التركيبة الكيميائية للدواء، أو بسبب توقيت تناول هذا الدواء.
- كذلك من الممكن أن يحصل تسرب البول بسبب عيوب ومشاكل في المسالك البولية ذاتها. فالمسالك البولية السفلى تتألف من وحدتين تعملان بتناسق: المثانة التي يتم تخزين البول فيها، والإحليل – بكل الصمامات الموجودة فيه. من الممكن أن يكون سبب تسرب البول نابعا من أداء غير سليم للمثانة أو الإحليل. وفي بعض الأحيان تكون المشكلة مشتركة.
علاج السلس البولي
من خلال الحديث مع المريض، الفحص الجسدي وغير ذلك من الفحوص، سيحاول الطبيب أن يفهم أصل الخلل ويقترح الحل وطريقة علاج السلس البولي الملائم. في بعض الأحيان، وعندما لا يكون سبب التدفق مفهوما وواضحا بشكل كاف، تكون هنالك حاجة لإجراء تقييم إضافي للمسالك البولية السفلية، إما من خلال مختلف أنواع التصوير، أو من خلال الفحص الحركي للجهاز البولي (Urodynamic testing) من أجل علاج السلس البولي.
من الممكن أن يتم علاج السلس البولي على عدة مستويات. ابتداءً من تغييرات بالتصرفات والعادات، مثل تقليل كمية السوائل المستهلكة ونوعياتها، تغيير العلاجات الدوائية المستخدمة من حيث نوع العلاج أو توقيت تناوله، وكذلك بعض العلاجات التي من الممكن أن تخفف، من الناحية التشريحية، نشاط المسالك البولية ذاتها.
العلاجات الفيزيائية (Physiotherapy) لوحدها، أو بمصاحبة عوامل مساعدة مثل الأثر الحيوي الرجعي (Bio – feedback) من الممكن أن تساعد في حالات تدفق البول الناتج عن التعاقب أو الإلحاح، وكذلك من خلال تقوية عضلة قاعدة الحوض. هنالك عدد من العمليات الجراحية التي من الممكن أن تقوم في علاج السلس البولي، لكن يتم اللجوء لهذه العمليات , من أجل علاج السلس البولي, فقط بعد استنفاذ مختلف الإمكانيات الأخرى غير الباضعة/الغازية (invasive). يحتم كل تدخل جراحي فهما عميقا للأساس التشريحي، وذلك من أجل اختيار نوع التدخل الجراحي الذي سيؤتي أفضل النتائج. كل هذه الطرق من أجل علاج السلس البولي جاءت لتمنح المريض جودة حياة أكبر وأعلى.