10 علامات تدل على شعورك بالإرهاق وطرق التخلص منه

حتى أفضل الوظائف يمكِن أن تدفعك إلى الشعور بالإرهاق، فكلَّما عملتَ بجهد أكبر وزاد دافعك للنجاح، واجهتَ مواقف صعبةً أكثر. يتزايد انتشار الإرهاق بين الناس؛ وذلك لأنَّ التكنولوجيا أزالت الحدود الفاصلة بين العمل والمنزل، قبل أن تتمكن من علاج الإرهاق ومنع حدوثه، أنت تحتاج للتعرُّف إلى بعض العلامات التي تؤكد شعورك بالإرهاق وما هي الإجراءات اللازمة للتخلص من الإرهاق.

Share your love

وأظهرَ بحث جديد أجراه كل من “الجمعية الأمريكية لعلم النفس” (American Psychological Association) و”المركز الوطني لأبحاث الرأي” (National Opinion Research Center) في جامعة “شيكاغو” (University of Chicago) ما يلي:

  • واجه 48% من الأمريكيين توتراً متزايداً خلال السنوات الخمس الماضية.
  • يواجه 31% من البالغين العاملين صعوبةً في إدارة مسؤوليات العمل والعائلة.
  • يذكر 53% من الأشخاص أنَّ العمل يدفعهم إلى الشعور بالإرهاق والإنهاك.

كما وجد استطلاع أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية (Society for Human Resource Management) أنَّ الإرهاق المرتبط بالعمل الحالي كان أحد الأسباب الرئيسة التي دفعَت الناس إلى الاستقالة من أعمالهم.

يمكِن أن يتغلب عليك الإرهاق، حتى عندما تمتلك شغفاً كبيراً بعملك. جرَّبَت الصحفية “أريانا هافينغتون” (Arianna Huffington) هذا الأمر بشكل مباشر عندما كادت أن تفقد إحدى عينيها بسبب الإرهاق، فقد كانت متعبةً جداً في العمل لدرجة أنَّه أُغمِيَ عليها، واصطدم وجهها بمكتبها، وكُسِرَت عظمة خدها ووُضِع لها أربع قطب في عينها.

تقول “أريانا”: “أتمنى لو يمكِنني العودة إلى الوراء لأخبر نفسي أنَّه لا يوجد مجال للمقايضة بين عيش حياة جيدة وتحقيق أداء عالٍ في العمل، وإنَّما يتحسن الأداء في الواقع عندما نخصص جزءاً من حياتنا للتجديد والحكمة والتفكُّر والعطاء، ولقد أنقذني هذا من الشعور بالتوتر غير الضروري والإرهاق”.

غالباً ما ينتج الإرهاق بسبب عدم التوافق بين الجهد المبذول والنتائج؛ فالإرهاق يحدث حينما تشعر بأنَّك تبذل في عملك جهداً يفوق المكاسب التي تحصل عليها. وقد يحدث هذا الأمر عندما لا تكون الوظيفة التي تعمل فيها مُجزيةً، ولكن يكون سبب ذلك أحياناً أنَّك لا تعتني بنفسك.

قبل أن تتمكن من علاج الإرهاق ومنع حدوثه، أنت تحتاج للتعرُّف إلى بعض العلامات التي تؤكد شعورك بالإرهاق وما هي الإجراءات اللازمة للتخلص من الإرهاق:

علامات الشعور بالإرهاق:

1. مشكلات صحية:

مشكلات صحية

للإرهاق تأثير سلبي كبير في صحتك الجسدية والعقلية، سواءً كنتَ تعاني من آلام الظهر أم الاكتئاب أم أمراض القلب أم السمنة أم كنتَ تمرض كثيراً، فأنت تحتاج إلى التفكير في الدور الذي يؤديه عملك في هذا الأمر، وستكتشف في لحظةٍ من اللحظات أنَّ الإرهاق يؤثِّر في صحتك، وعندها يجب أن تُقرِّر فيما إذا كان نهجك في العمل يستحق تلك الآثار الناجمة عنه.

2. الصعوبات الإدراكية:

الصعوبات الإدراكية

تُظهِر الأبحاث أنَّ التوتر يضر بقشرة الفص الجبهي (القشرة المخية)، وهي جزء من الدماغ مسؤولٌ عن الوظائف التنفيذية؛ حيث تؤثر هذه الوظائف في ذاكرتك وقدراتك على اتخاذ القرار والسيطرة على العواطف والتركيز، وعندما تلاحظ أنَّك ترتكب أخطاء سخيفة، أو تنسى أموراً هامةً، أو تصيبك نوبات الغضب، أو تتخذ قراراتٍ سيئة، فمن المحتمل أنَّك تشعر بالإرهاق.

3. مواجهة صعوبات في العمل والعلاقات الشخصية:

مواجهة صعوبات في العمل والعلاقات الشخصية

يؤثر التوتر سلباً في كل ما تفعله – تحديداً طريقة تفاعلك مع الناس – حتى عندما تشعر أنَّك قادر على السيطرة على توترك في العمل، فإنَّك ستواجه المتاعب، وغالباً علاقاتك هي التي ستتأثر، ويزيد التوتر احتمال تصرُّف معظم الناس بانفعالٍ مع الآخرين، ويدفعهم إلى فقدان أعصابهم، والدخول في نزاعات سخيفة وغير ضرورية، ويميل بعضهم الآخر إلى الانسحاب وتجنُّب الأشخاص الذين يعتنون بهم.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/y_-M7MK03jU?rel=0&hd=0″]

4. إحضار عملك إلى المنزل:

إحضار عملك إلى المنزل

أنت تعرف هذا الشعور السيء عندما تكون مستلقياً على السرير وتفكر في العمل الذي لم تنجزه وتتمنى ألا يفوتك أي أمر هام، فعندما لا يمكِنك التوقف عن التفكير في العمل عندما تكون في المنزل، فهذا دليل قوي على أنَّك تشعر بالإرهاق.

5. التعب:

التعب

غالباً ما يؤدي الإرهاق إلى الشعور بالإنهاك بسبب التوتر الذي يحدث في العقل والجسم، وتتمثل الصفات المميَّزة للتعب الناتج عن الإرهاق في الاستيقاظ دون طاقة بعد النوم جيداً في الليل، أو شرب كميات كبيرة من الكافيين لمساعدتك على تجاوز يومك، أو مواجهة صعوبة في البقاء مستيقظاً في العمل.

6. السلبية:

السلبية

يمكِن أن يجعلك الإرهاق شخصاً سلبياً جداً، حتى لو كنتَ إيجابياً في العادة، فإذا وجدتَ نفسك تركِّز على الجانب السلبي من المواقف، وتحكم على الآخرين وتشعر بالشك، فمن الواضح أنَّ السلبية قد سيطرَت عليك وأنَّ الوقت قد حان لكي تفعل شيئاً حيال ذلك.

7. انخفاض الرضا:

انخفاض الرضا

يؤدي الإرهاق دائماً إلى شعور مزعج بعدم الرضا، حتى المشاريع والأشخاص الذين اعتادوا إثارة حماستك لم يعودوا يؤثرون فيك، ويجعل هذا الانخفاض في الرضا العمل صعباً جداً؛ لأنَّه بغضِّ النظر عن الجهد الذي تبذله في وظيفتك، فإنَّك لا تشعر أنَّك تستفيد منه كثيراً. 

8. فقدان الحافز:

فقدان الحافز

عندما نبدأ في عمل ما، نشعر بالحماس والتحفيز بصورة طبيعية، ولكن عندما تشعر بالإرهاق، فإنَّك تجد صعوبةً في العثور على حافزٍ لإنجاز مهامك، فقد تنجز مهامك، وحتى بطريقة جيدة، لكنَّ الحافز الذي كان يدفعك للقيام بذلك قد ولَّى، وبدلاً من القيام بالعمل من أجل العمل نفسه، فإنَّ حافزك ينشأ من الخوف من فقدان المواعيد النهائية أو خذلان الناس أو حتى طردك من العمل.

9. المشكلات المتعلقة بالأداء:

المشكلات المتعلقة بالأداء

غالباً ما يكون الأشخاص الذين يعانون الإرهاق أصحاب إنجازات عالية؛ لذلك عندما يتراجع أداؤهم، لا يلاحظ الآخرون ذلك دائماً، ومن الضروري مراقبة تراجعك، ومعرفة مستوى أدائك قبل شهر وقبل ستة أشهر وقبل عام، وإذا لاحظتَ تراجعاً، فقد حان الوقت لتحديد فيما إذا كان الإرهاق سبباً لذلك.

10. ضعف الرعاية الذاتية:

ضعف الرعاية الذاتية

تُعَدُّ الحياة صراعاً مستمرَّاً مع الأمور التي تمنحك شعوراً مؤقتاً بالرضا لكنَّها ليست مفيدةً لك، فعندما تشعر بالإرهاق، تنخفض قدرتك على ضبط نفسك وتستسلم للإغراءات بسهولة أكبر، ويرتبط ذلك كثيراً بالطريقة التي يؤثر فيها التوتر في عملية صنع القرار وضبط النفس، ويرتبط جزئياً بانخفاض مستويات الثقة والتحفيز.

طرق محاربة الإرهاق:

طرق محاربة الإرهاق

إذا كنتَ تعاني من معظم الأعراض المذكورة أعلاه، فلا يوجد داعٍ للشعور بالقلق؛ لأنَّ محاربة الإرهاق مسألةٌ بسيطة تتعلق بالرعاية الذاتية، وكل ما تحتاج إليه هو طرائق جيدة لتُبعِدَ نفسك عن عملك حتى تتمكن من استعادة نشاطك وتحقيق التوازن، وسيساعدك ما يلي على تحقيق ذلك:

1. الابتعاد عن الإنترنت:

الابتعاد عن الإنترنت

يُعَدُّ الابتعاد عن الإنترنت من أهم استراتيجيات محاربة الإرهاق ضمن هذه القائمة؛ لأنَّك إذا لم تتمكن من العثور على وقت لإبعاد نفسك إلكترونياً عن عملك، فلن تبتعد عن العمل أبداً، ويعرضك العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لتوتر مستمر، ممَّا يمنعك من استعادة التركيز والنشاط، وإذا لم يكن التوقف عن التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات طوال المساء أو عطلة نهاية الأسبوع أمراً ممكناً، فحاوِل تخصيص أوقات محددة للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد على رسائل البريد الصوتي، على سبيل المثال: يمكِنك التحقق من رسائل البريد الإلكتروني بعد تناول طعام العشاء، أو في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تُخفِّف هذه الفترات القصيرة التوتر دون التضحية بالعمل.

2. الانتباه لإشارات الجسد:

الانتباه لإشارات الجسد 

من السهل الاعتقاد أنَّ الصداع يحدث بسبب جفاف الجسم، وأنَّ ألم المعدة يرتبط بنوع من الطعام قد أكلتَه، وأنَّ آلام الرقبة ناتجة عن النوم بطريقة خاطئة، ولكنَّ الأمر ليس كذلك دائماً، فغالباً ما تحدث الأوجاع والآلام بسبب تراكمات متعلقة بالتوتر والقلق، ويظهر الإرهاق واضحاً على جسدك؛ لذا تعلَّم أن تنتبه إلى إشارات الجسد حتى تتمكن من التخلص من الإرهاق مباشرةً. يتحدث جسدك دائماً؛ لذا يجب عليك أن تلاحظ ذلك.

3. تحديد موعد للاسترخاء:

 تحديد موعد للاسترخاء

من الهام تخصيص وقتٍ للاسترخاء مثلما تفعل مع العمل؛ حيث يُعَدُّ تخصيص وقتٍ لعملٍ بسيط مثل قراءة كتاب لمدة 30 دقيقةً أمراً مفيداً كثيراً، وإنَّ تخصيص وقتٍ لممارسة أنشطة للاسترخاء يُعَدُّ مفيداً ويمنحك شيئاً تتطلع إليه.

4. الابتعاد عن الحبوب المنومة:

الابتعاد عن الحبوب المنومة
 

عندما نتحدث عن الحبوب المنومة، فنحن نعني أي شيء تتناوله ويساعدك على النوم، حيث إنَّ المواد المستخدمة في ذلك تُعطِّل بصورة كبيرة عملية النوم الطبيعية لديك، فهل سبق لك وأن لاحظتَ أنَّ المهدئات يمكِن أن تُسبِّب بعض الأحلام الغريبة فعلاً؟ عندما تنام ويتخلص عقلك من السموم الضارة، فإنَّه يمرُّ بسلسلة معقدة من المراحل، وأحياناً يخلط بين ذكريات اليوم ويخزنها أو يتخلص منها؛ ممَّا يسبب الأحلام، وتتعارض المواد المهدئة مع هذه الدورات، وتُغيِّر العملية الطبيعية للدماغ، فأيُّ أمر يتعارض مع عملية النوم الطبيعية للدماغ له عواقب وخيمة على جودة النوم، وفي هذه الحالة، تحتاج إلى كمية نوم كافية لتجنُّب الإرهاق.

5. التنظيم:

التنظيم 

لا يحدث معظم التوتر الذي نعاني منه يومياً بسبب كثرة العمل؛ وإنَّما بسبب عدم التنظيم بحيث لا يمكِننا العمل بفاعلية، فعندما تُخصِّص وقتاً للتنظيم، تشعر بأنَّه يمكِنك التحكم بالضغط الذي تعاني منه بصورة أكبر.

6. أخذ استراحات منتظمة خلال يوم العمل:

أخذ استراحات منتظمة خلال يوم العمل 

من الناحية الفيزيولوجية، نحن نعمل بصورة أفضل خلال فترات تتراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف، تليها استراحة لمدة 15 دقيقةً، وإذا انتظرتَ حتى تشعر بالتعب لتأخذ قسطاً من الراحة، فقد فات الأوان وفاتتك بالفعل ذروة الإنتاجية وأرهقتَ نفسك بلا ضرورة. يضمن الالتزام بجدول زمني ارتفاع الإنتاجية في أثناء العمل، بحيث يمكِنك أخذ استراحة خلال الأوقات التي قد تكون فيها غير منتج.

7. الاعتماد على الآخرين للتخلص من الإرهاق:

الاعتماد على الآخرين للتخلص من الإرهاق 

من المغري الابتعاد عن الآخرين عندما تشعر بالتوتر، ولكن يمكِن أن يساعدك الآخرون عندما تشعر بالإرهاق؛ حيث يستطيع كلٌّ من أفراد العائلة والأصدقاء المتعاطفين مساعدتك، كما يساعدك قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يعتنون بك على التخلص من ضغوط العمل والاهتمام بنفسك والاستمتاع بحياتك قليلاً.

في الختام:

إذا لم تنجح معك هذه الاستراتيجيات، فقد تكمن المشكلة في وظيفتك، حيث يمكِن أن تُسبِّب الوظيفة الخاطئة الشعور بالإرهاق، وفي هذه الحالة يجب عليك أن تُقرر ما هو الأكثر أهمية، عملك أم صحتك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!