يجب أن تعترف أنت بإنجازاتك أولاً قبل توقُّع ذلك من الآخرين

كي يعترف الآخرون بإنجازاتنا ويلحظوننا، من الضروري للغاية أن نعترف نحن أولاً بعملنا ونُروِّج له دون خوف أو إجحاف في حقه. هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "باولا كوينتال" (Paola Quintal)، والذي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في مشاركة عملها دون الشعور بالخجل.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة “باولا كوينتال” (Paola Quintal)، والذي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في مشاركة عملها دون الشعور بالخجل.

أدركتُ مع مرور الوقت أنَّه نادراً ما يتحدث أحد في عالم ريادة الأعمال عن تجاربه، أو فشله، أو مخاوفه، أو شكوكه، ولا أعرف السبب وراء ذلك؛ إذ إنَّنا كروَّاد أعمال نتاج هذه الأمور الصغيرة التي تُكوِّن شخصياتنا، ورغباتنا، وشغفنا، والتزاماتنا، ومسؤولياتنا، وغيرها الكثير من الصفات التي نُطوِّرها خلال حياتنا؛ حيث أذكر هذا لأنَّني أودُّ بدء حوار حول موضوع يعيشه العديد منا، ولكن قليلون هم مَن يتحدثون عنه؛ ألا وهو الأسى الذي يعايشه رائد الأعمال.

حثَّني أحد زملائي مؤخراً على مشاركة مقالاتي التي أنشرها عادةً في غرفة محادثة تضمُّنا نحن ومجموعة من رواد الأعمال الآخرين، فعلى الرغم من أنَّني أنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي خاصتي، ويمكِن إيجادها على “تويتر” (Twitter)، لكنَّني لا أشاركها مع شبكة علاقاتي المهنية بشكل مباشر، حيث كانت ردة فعلي الأولى حينها: “لا أريد أن أبدو مهووسةً بنفسي، على الرغم من أنَّني أحب مقالاتي”، لكنَّ جوابي الفعلي كان: “سأتخلص من تلك الأفكار السلبية، وأبدأ بمشاركتها”.

بعد هذه المحادثة ببضعة أيام، أدركتُ أمراً هاماً جداً بالنسبة إلى كل رائد أعمال؛ فمِن الضروري أن نروِّج لعملنا، وأود أن أطرح أسئلةً عدَّة هنا، وهي الأسئلة نفسها التي طرحتُها على نفسي خلال هذه العملية التي مررتُ بها خلال تلك الأيام وهي: لماذا نشعر بالأسف حين نشارك إنجازاتنا؟ ولماذا نشعر بالخزي حين نتحدث عن أنفسنا؟ ولماذا نخجل من عرض عملنا حتى حين نعلم أنَّه جيد؟ ولماذا قد يعتقدون أنَّنا أنانيون؟

ملخَّص كل ذلك هو عبارةٌ واحدة: كي يعترف الآخرون بنا، فلا بُدَّ من أن نعترف نحن أولاً بعملنا ونروِّج له دون خوف أو إجحاف في حقه، وأعني بالخوف هنا تلك الأفكار السخيفة التي تراودنا مثل: “ماذا لو لم يعجبهم العمل؟” أو “ماذا لو لم يوافقوني الرأي؟” أو “ماذا لو سخروا مني؟”، ولكن عليك أن تتوقف عن ذلك، ففي الحياة الواقعية، لا يُحبِّنا الجميع ولا يوافقوننا بالرأي، وهنالك شخص لديه شيء ليقوله دوماً؛ لذا لمَ لا تركز على الإيجابيات عوضاً عن ذلك؟

أشارك هنا حالات عدَّة يمكِنك الاستفادة منها لمشاركة عملك بشكل مباشر أو غير مباشر، وبطريقة تضمن تذكُّر الناس لك دون أن تشعر أنَّك أناني، ومن غير إحراج:

1. عدم تقييد نفسك بوسائل الإعلام الرقمية:

لقد سمعنا كلُّنا العبارة التالية: “إن لم يكن لك وجود في العالم الافتراضي، فأنت غير موجود”، ولكن ماذا بشأن الاجتماعات؟ هل جرَّبتَ مرَّة استثمار تلك الفترات حين يتحدث الجميع عن العمل، وأنت تُفضِّل عدم المشاركة بدافع الخجل؟ أنصحك في أي وقت كان، وسواء لديك التزام رسمي أم غير رسمي، أن تصغي، وحين تتسنى لك الفرصة لذكر عملك، افعل ذلك، فلا يجب أن تتحدث عن نفسك وعن عملك فقط، أو أن تزعج الآخرين بالحديث المستمر عن مشكلات العمل، فذلك ليس ما أقصده على الإطلاق؛ وما أعنيه هو أنَّه عليك جذب الانتباه إلى نفسك وإلى ما تعمل عليه حالياً أنت أو شركتك، وبهذا يذكرك الآخرون دوماً، فدعني أعطيك مثالاً عن ذلك:

في أثناء محادثة عمل يضيف أحد المشاركين في نهاية عبارته: “ليس لدي الوقت لذلك؛ لذا أرغب بالعثور على شخص يتولَّى كتابة المحتوى لمدوَّنة شركتي”، ثمَّ يستمر في الحديث، ولكن بعد ملاحظة هذا التفصيل، أبحثُ عن فرصة لأقترب من الشخص وأقول له: “أفهم تماماً ما تعاني منه، فأنا أيضاً أشعر في الكثير من الأحيان أنَّ وقتي ضيق وغير كافٍ؛ لذا أعتقد أنَّ الخدمة التي تُقدِّمها شركتي قد تثير اهتمامك، فهل بإمكاننا التقابل غداً لنتحدث؟” وبهذه الطريقة عرضتُ إحدى خدمات شركتي، وهي كتابة المحتوى لمدوَّنات الشركات.

2. نشر المقالات أو المحتوى الذي تكتبه:

فلتكن تجربتي درساً لك، إن كان لديك مدوَّنة تحوي مقالات عن عملك أو المنتجات، والخدمات التي تُقدِّمها، فشارِكها إن كنتَ تكتب في صحيفة أو مجلة، وانشر ذلك الخبر، أو تحدَّث عنها وأرسِلها عبر تطبيق “واتساب” (WhatsApp) للأشخاص الذين تعتقد أنَّها قد تفيدهم في عملهم، ولا تنسَ مشاركتها على شبكة الأعمال “لينكد إن” (LinkedIn).

3. مشاركة المهارات الجديدة التي تتعلَّمها:

من الضروري في هذا العصر أن تكون متعدد المهارات؛ فإن كنتَ كاتباً، فيجب أن تتعلم استخدام برامج التصميم، وكيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، والتقاط الصور الفوتوغرافية وغيرها؛ لذا إن كنتَ تجيد مهارةً مختلفة، أو تتعلم واحدةً جديدة رديفة لمجال عملك، فأخبِر الجميع بذلك، والفكرة من هذا الأمر ليست التبجُّح؛ بل إعلام الآخرين بالمهارات التي تمتلكها أو التي يتميز بها عملك.

4. التحدُّث عن عملك:

حصل ذلك مع العديد منا، حين نُسأَل عن عملنا، فنتجمد ونحن نفكر بماذا سنجيب أو كيف سنشرحه، ولكن أرجوك لا تفعل ذلك؛ فهذه الفرص فريدة لأنَّها تسمح للآخرين بالتعرف إليك وإلى ما تفعله وما تُقدِّمه، ونصيحتي لك أن تتمرن على تقديم نفسك خلال مدة لا تتعدى 40 ثانية تذكُر خلالها اسم شركتك والخدمات أو المنتجات التي تُقدِّمونها وأخيراً – وهو أهم جزء – الفوائد، فتدرَّب حتى تتمكن من قولها بسهولة وبحيث تبدو عفويةً، كما يمكِنك أن تبدع في تقديمك كي تجذب الانتباه.

باختصار، لا تلتزِم بطريقة واحدة للتعريف عن نفسك، وتعلَّم أن تكون انتقائياً، ووفِّر طاقتك للحظات التي يكون فيها التواصل يستحق الجهد الذي ستبذله، وتذكَّر، لا أحد يعرف من أين تأتي أفضل فرص العمل.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!