توماس فريدمان: تداعيات انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كارثية بالنسبة لأميركا وإسرائيل

قال الكاتب توماس فريدمان إن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران يعد أسوأ قرارات الأمن القومي الأميركي منذ الحرب الباردة.

Share your love

ما وراء الخبر-كيف سيتعامل ترامب مع قرار تقييد الحرب ضد إيران؟
فريدمان: قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران يعد أكثر قرارات الأمن القومي غباءً وسوء تقدير في حقبة ما بعد الحرب الباردة (الجزيرة)

وصف الكاتب توماس فريدمان قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب -عام 2018- بإلغاء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 بأنه من أكثر قرارات الأمن القومي الأميركي غباءً وسوء تقدير في حقبة ما بعد الحرب الباردة.

وقال فريدمان -في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)- إن القرار الذي شجع على اتخاذه مايك بومبيو وزير خارجية ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو كانت نتائجه كارثية على الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، الذي كان قد عارض الاتفاق النووي إبان إبرامه، قال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنه “بالرغم من سوء ذلك الاتفاق، فإن قرار ترامب الانسحاب منه -بتشجيع من نتنياهو- كان أسوأ منه”. ووصف يعلون الانسحاب بأنه كان الخطأ الأكبر في السياسات المتعلقة بإيران خلال العقد المنصرم.

كما عبّر غادي أيزنكوت -الذي كان رئيسا لهيئة الأركان المشتركة الإسرائيلية عندما ألغى ترامب الاتفاق النووي مع إيران- عن موقف مماثل، مشيرا إلى أن الخروج من الاتفاق “أمر سلبي بالنسبة لإسرائيل، لأنه حرر إيران من جميع القيود، ودفع برنامجها النووي إلى موقف أكثر تقدما”.

وعلق فريدمان بأن ذلك هو ما حدث بالضبط، إذ يشير تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تمكنت في الفترة الأخيرة من جمع مخزون من سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب، يعتقد خبراء نوويون مستقلون أنه يكفي لإنتاج يورانيوم مخصب لصنع قنبلة نووية واحدة في أقل من 3 أسابيع.

وقال إن تقديرات المفتشين الدوليين قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كانت تشير إلى أن الوقت المتبقي لإيران للتمكن من إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي هو عام واحد، ووافقت إيران على الإبقاء على ذلك الحاجز لمدة 15 عاما، لكنه أصبح اليوم مجرد أسابيع.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن تصنيع رأس حربي قابل للإطلاق سيستغرق من إيران عاما ونصف العام أو عامين، الأمر الذي يرى فريدمان أنه لا يبعث على الارتياح.

وأشار المحلل السياسي الأميركي البارز إلى أن التشاؤم هو سيد الموقف في محادثات فيينا التي انطلقت الاثنين الماضي على أمل إقناع طهران بالعودة إلى الاتفاق النووي، حيث تصر الحكومة الإيرانية على ضرورة رفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما تطالب بضمانات بأنها إذا عادت للامتثال لبنود الاتفاق النووي، فإن الرئيس الجمهوري المقبل للولايات المتحدة لن يمزقه مرة أخرى، كما فعل ترامب من قبل، وتلك مطالب يرى فريدمان أن تلبيتها غير ممكنة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!