قصة حقيقية : أعواد الكبريت خطر … من الأفضل الاستعاضة عنها بالولاعة !!!

Share your love

والدتهم لم تكن أقل حرصاً عليهم من أبيهم فهي أيضاً تعتني بهم عناية فائقة وتحذرهم من الإقتراب من مصادر الخطر ، مع كل هذا الحرص لم يكن الأطفال بمنأى عن الخطر فالطفلة الكبيرة دائماً ما تستغل إنشغال والدتها فتستل علبة الكبريت من المطبخ لتلهو بها وتستخرج الضحكات من جوف أخيها الصغير حيث تشعل له أعواد الكبريت فتتعالى ضحكاته عندما يشاهد منظر اللهب الصادر من عود الكبريت عندما يحتك بظهر علبة الكبريت.


مرت الأيام تباعاً والبنت على هذا الحال، كانت الأم في بعض الأيام تلاحظ أعواد الثقاب المسودة في غرفة الأولاد لكنها لم تتعامل مع الموضوع بالشكل الذي ينبغي فكانت تكتفي بتوبيخ البنت وتحذرها من الإستمرار بهذا العبث.
هزت البنت رأسها ووعدت أمها بعدم العودة لمثل هذه التصرفات.


وفي أحد الأيام وبينما كانت الأم منشغلة بإعداد طعام العشاء تسللت البنت إلى المطبخ وأخذت علبة الكبريت وإنطلقت مسرعة إلى غرفتها بعد أن أخذت أخاها الصغير معها فبدأت تشعل له أعواد الكبريت واحدا تلو الآخر وعندما يصل مستوى النار إلى منتصف العود تطفئه بسرعة والولد الصغير تتعالى ضحكاته من هذا المشهد وهكذا مضى الوقت والأم لاهية في مطبخها وبينما البنت على هذا الحال أشعلت احد أعواد الكبريت وعندما وصل اللهب إلى منتصف العود نفخت عليه نفخه ثم رمته ظانة أنه إنطفأ إلا أن هذا العود مازال فيه بقايا من اللهب اليسير الذي بدأ يزداد تدريجيا عند سقوطه على الفرش حيث لم تنتبه له البنت إذ كانت لاهية في عبثها مع أخيها الصغير.


وبعد لحظات يسيرة ازداد اللهب وتصاعد الدخان فإرتعبت البنت وإنطلقت مسرعة خارج الغرفة وأخذت تصرخ أمي أمي النار النار.
إخترقت صرخات الصغيرة مسامع أمها التي إضطربت وخافت فخرجت مسرعة لترى ما الذي حدث تاركة الموقد في حالة تشغيل في المطبخ.
إنطلقت الأم إلى غرفة الأولاد فوجدت ألسنة اللهب تتطاير والأدخنة تتصاعد فدخلت الغرفة لإخراج الولد الصغير الذي ما يزال داخل الغرفة.
إنتشلت الأم طفلها وإبنتها الكبيرة وهرعت خارج المنزل في الفناء، وبعد خروجها تذكرت أن ابنتها الصغيرة مازالت داخل المنزل، كانت البنت الصغيرة تلهو بعرائسها الصغيرة في غرفة أمها حيث لم تشعر بما حصل فقد كانت منسجمة مع عرائسها الصغيرة فتسرح شعرها تارة وتحملها تارة أخرى.


عندما عادت الأم لإنقاذ طفلتها الصغيرة كانت كمية الدخان كبيرة وبدأت تتسرب إلى كافة أرجاء المنزل إلا أن عاطفة الأمومة كانت أقوى من كل شيء، إقتحمت الأم المنزل لتبحث عن إبنتها الصغيرة فأخذت تفتح أبواب الغرف واحدا تلو الآخر فلم تعثر عليها حتى وصلت إلى باب غرفتها الذي تفاجأت به مغلقاً فأخذت تطرقه بشدة وهي تصرخ إفتحي الباب يا سارة إفتحي الباب يا سارة إرتعبت البنت وحاولت فتح الباب فلم تستطع فأخذت تصرخ يا أمي الباب لا يفتح.
في هذه الأثناء عاد الأب إلى المنزل وتفاجأ بوجود إبنته الكبرى وأخيها الصغير في الفناء فدخل مسرعا إلى المنزل فأصيب بالذهول فالدخان يملأ المكان والأم تطرق باب غرفتها وتنادي ابنتها بحرقة.


اخرج الأب زوجته إلى الخارج وعلى الفور اتصل في عمليات الدفاع المدني … تحركت على الفور فرق الإطفاء والإنقاذ إلى الموقع وبعد وصول الفرق إستقبلهم أبو أسامة وأخبرهم بأن إبنته الصغيرة مازالت داخل المنزل بعد أن أغلقت الباب وعجزت عن فتحه وعلى الفور باشرت فرق الإطفاء والإنقاذ مهامها حيث قامت فرقة الإطفاء بفتح الطريق أمام فريق الإنقاذ لكي تسهل لهم القيام بعملية فتح الباب دون أن تضايقهم الأدخنة والنيران.


تم فتح الباب بسرعة وتم إنتشال الطفلة الصغيرة التي كانت مصابة بالإغماء وتم على الفور نقلها إلى المستشفى حيث تم إجراء العناية الطبية اللازمة لها هناك ، أكملت فرق الإطفاء أعمالها حيث قامت بإطفاء النار التي أتت على مساحة كبيرة من المنزل.
أيها الأحبة من خلال هذا الحادث المؤلم يتبين لنا ما يلي:
• أهمية مراقبة الأطفال وإبعادهم عن مصادر الخطر.
• خطر أعواد الكبريت ومن الأفضل الاستعاضة عنها بالولاعة التي تعمل بتقنية الشرر الذي لا يصدر عنه لهب.
• التأخر في إبلاغ الدفاع المدني يسبب تطور الحريق ويودي بحياة المحتجزين بالخطر.

أتمنى السلامة للجميع …

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!