الارتجاع المعدي المريئي – Gastro esophangeal reflux disorder
مرض الارتجاع المَعِديّ المريئيّ شائع جدا في جميع أنحاء العالم ويصيب حوالي 15٪ من السكان البالغين في الولايات المتحدة. الارتجاع المَعِديّ المريئيّ يؤدي إلى تدنٍ ملموس في جودة الحياة وإلى الحاجة المستمرة للخدمات الطبية ويشكل عبئا اقتصاديا ثقيلا على ميزانيات الصحة.
يتم التمييز، عادة، بين المرض الخفيف (شكاوى تظهر مرتين في الأسبوع)، المرض المعتدل (أكثر من مرتين في الأسبوع) والمرض الحاد (عندما تظهر الأعراض كل يوم).
إذا ظهرت علامات مثيرة للقلق، مثل اضطرابات في البلع (عسر البلع – Dysphagia)، انخفاض الوزن، النزف أو فقر الدم (أنيميا – Anemia)، فمن الضروري التوجه إلى الطبيب على الفور.
أعراض الارتجاع المعدي المريئي
الأعراض المميزة للارتجاع المَعِديّ المريئيّ تشمل حرقة (Heartburn) بعد تناول الوجبات الغذائية ورفع الغذاء (قلس – Regurgitation).
كما يمكن أن تظهر، أيضا، علامات غير نموذجية عند إصابة أجهزة أخرى في الجسم. على سبيل المثال، الربو (Asthma)، السعال المزمن، آلام الصدر، آلام الحلق، كثرة البلغم وما شابه.
تشخيص الارتجاع المعدي المريئي
[content-egg module=GoogleImages next=1]
لتشخيص مرض الارتجاع المريئي المعدي، لا حاجة إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية (رنتجن – X – ray)، ولكن هنالك حاجة إلى فحص التنظير الداخلي (Endoscopy)، ويفضل أن يتم ذلك في غضون أشهر قليلة من ظهور الشكوى. في هذا الفحص، يمكن تحديد مدى خطورة المرض والتي تتراوح بين A و D، وفي حالات خاصة يمكن إجراء فحص الاختزاع (Biopsy).
مؤخرا، تم إدراج اختبار علاجي يتلقى خلاله المريض جرعات كبيرة من دواء لمرض الارتجاع المعدي المريئي، لمدة أسبوعين، ثم يتم بعد ذلك فحص مدى الاستجابة السريرية.
حوالي 15٪ من المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي تجرى لهم فحوصات أكثر تطورا، يتم خلالها فحص حركية المريء – قياس ضغط (Manometry) المريء، إذ يتم فحص ضغط مصرة المريء والأداء الوظيفي لجسم المريء.
بواسطة فحص رصد درجة الحموضة في المريء يتم تحديد كمية الارتجاع، العلاقة بين شكاوى المريض وظهور حالات الارتجاع في التسجيل.
علاج الارتجاع المعدي المريئي
في المرحلة الأولى من علاج الارتجاع المَعِديّ المريئيّ ينصح بإجراء تغييرات في نمط الحياة، وقف التدخين، خفض الوزن وعدم تناول الأطعمة الدهنية، المقلية، الحمضيات، الشوكولاته، الأطعمة الحارة، شرب القهوة والشاي المركّز. يجب الالتزام بالامتناع عن الأكل والشرب (ما عدا الماء) قبل أربع ساعات تقريبا من موعد الخلود إلى النوم. من المفضل النوم بحيث يكون الجزء العلوي من الجسم بزاوية 30 درجة تقريبا.
بالنسبة لبعض المرضى، ليس كافيا مجرد التغيير في نمط الحياة وإنما هنالك حاجة إلى إعطائهم أدوية. هذه الأدوية توقف إنتاج الحمض في المعدة. من المتبع اليوم إعطاء العلاج تدريجيا – بجرعة كبيرة في البداية، ثم يتم خفض الجرعة بعد 4 – 8 أسابيع. الأدوية الفعالة هي من مجموعة مثبطات مضخة البروتونات (Proton Pump Inhibitors – PPI) وتشمل: اومبرازول (Omeprazole)، لانسوبرازول (Lansoprazole)، بانتوبرازول (Pantoprazole). هذه الأدوية تسبب وقف إنتاج الحمض في المعدة خلال 60 ٪ – 70 ٪ من ساعات اليوم. بعدها، يمكن خفض الجرعة تبعا لمدى الاستجابة السريرية.
عدد قليل من مرضى الارتجاع المعدي المريئي، وخاصة أولئك الذين أصيبوا بالتهاب المريء الحاد في البداية، يحتاجون إلى مواصلة العلاج والمتابعة لفترات متفاوتة. الغرض من هذا العلاج هو الوصول إلى الحد الأدنى من جرعة الدواء التي تتيح لمريض الارتجاع المعدي المريئي جودة حياة جيدة. يمكن إعطاء العلاج مرة واحدة، مرتين في اليوم، أو مرة واحدة كل يومين.
في الآونة الأخيرة انتشرت طريقة يقوم خلالها المريض نفسه بتحديد الجرعة الدوائية وفقا لإحساسه السريري. بهذه الطريقة، يمكن تخفيض ثلثي جرعة الدواء التي يتناولها المريض.
أدوية أخرى لمعالجة الارتجاع المعدي المريئي تشمل: محصرات مستقبلات الهيستامين (مثل: زانتاك – Zantac، فاموتدين – Famotidine، سيميتاج – Cimetag)، هذه الأدوية لا يتم وصفها اليوم لمرضى الارتجاع المعدي المريئي بشكل عام، بل تتناولها فقط مجموعة صغيرة من مرضى الارتجاع المعدي المريئي الذين يكون إفراز الحمض لديهم مرتفعا في ساعات الليل وهم الذين يستفيدون من إضافة هذه الأدوية.
لا تتوفر، حاليا، أدوية لتحسين حركية المريء، باستثناء دواء موتيليوم (Motilium)، ذي التأثير الضئيل.
مجموعة أخرى من مرضى الارتجاع المعدي المريئي، والتي تحظى بدرجة كبيرة من الاهتمام في الكتابات الطبية في السنوات الأخيرة، هي مجموعة المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي ولكن لا يمكن تشخيص المرض لديهم بواسطة التنظير الداخلي (Endoscopy) الذي لا يُظهر عيوب (NERD). هؤلاء المرضى يعانون من أعراض الارتجاع المعدي المريئي دون أدلة بالتنظير الداخلي على إصابة الغشاء المخاطي للمريء. هم، أيضا، يحتاجون للعلاج بالدواء أحيانا، وحتى بجرعة كبيرة.
هنالك إمكانية لإجراء عملية جراحية (تثنية القاع – Fundoplication) يتم إجراؤها بتنظير البطن (Laparoscopic surgery).
لدى نسبة قليلة من المرضى، قد تحصل مضاعفات، مثل تضيّق المريء أو ظهور تغيرات خاصة (مري باريت – Barrett’sesophagus)، في مخاطية المريء، والتي تتطلب مراقبة دقيقة من قبل طبيب الجهاز الهضمي. ظهور مخاطية باريت مرتبط بتعرض مخاطية المريء، على مدى وقت طويل، إلى محتوى المعدة الذي يحتوي على الحمض، الصفراء وإنزيمات الجهاز الهضمي العلوي. هؤلاء المرضى يحتاجون إلى المتابعة الطبية عن كثب مع أخذ خزعات (Biopsy) متكررة.