}
الأردن
تقع المملكة الأردنيّة الهاشميّة في غرب قارّة آسيا في منطقة الشّرق الأوسط، وتبلُغ مساحتها الكُليّة 89 ألف كيلومتر مُربّع، وعدد سُكّانها الإجماليّ حوالي 10 ملايين نسمة حسب إحصائيّات سنة 2015.[١] للأردنّ تاريخ طويل الامتداد عبر الأزمنة، يصل لآلاف السّنين قبل الميلاد، تعاقبت عليه الكثير من الممالك والإمبراطوريّات، وجَرَت عليه العديد من المعارك المُهمّة، كلّ ذلك جعل من الأردنّ منطقة ذات أهميّة تاريخيّة وجغرافيّة. في سنة 1946 أُعلن عن تأسيس المملكة الأردنيّة الهاشميّة وعاصمتها عمّان، ونظام الحُكم فيها مَلَكيّ وراثِيّ.
الحدود الإدارية
للأردن حدودٌ دوليّةٌ برِّيةٌ في مُعظمها، حيث يَحدُّها من الشّمال الجمهوريّة العربيّة السوريّة، ومن الغرب فلسطين، ومن الجنوب المملكة العربيّة السعوديّة، ومن الشّرق العراق والسعوديّة أيضاً. وللأردن منفذٌ بحريّ وحيد يتمثّل بخليج العَقَبة، والذي يُعتبر ذا أهميّة اقتصاديّة وسياحيّة كبيرة للأردنّ.
‘);
}
التقسيم الإداري
تُقسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة إداريّاً إلى 12 مُحافظة، وكلّ مُحافظة تُقسم إلى ألوية تتبع لها عدّة مُدن وقُرىً. ويُعيَّن على رأس كلّ مُحافظة حاكمٌ إداريّ يُدعى المُحافِظ، وهي أعلى رُتبة أمنيّة في المُحافظة. تختلف المُحافظات فيما بينها بالكثافة السُكانيّة، والمساحة، والمناخ، والغطاء النباتيّ، واللّهجات، والحالة الاقتصاديّة. تُعتبر مُحافظة معان أكبر المُحافظات الأردنيّة مساحةً، وأصغرها مُحافظة جرش.[٢] أما أكثر المُحافظات اكتظاظاً هي مُحافظة العاصمة عَمّان، وأقل عدد للسُّكان هي مُحافظة الطّفيلة. تُقسم مُحافظات الأردنّ إلى ثلاثة أقاليم: إقليم الشّمال، وإقليم الوسط، وإقليم الجنوب، ولكلّ مُحافظة مُميّزات وآثار ومعالم تُميّزها عن غيرها، وهي كما يأتي:
إقليم الشمال
- مُحافظة إربد: وتقع أقصى شمال الأردنّ على الحدود مع سوريا حتّى نهر اليرموك شمالاً ونهر الأردن غرباً، كما تُطلّ على هَضَبة الجولان وبُحيرة طبريّا. بلغ عدد سُكّان المحافظة 1.7 مليون، بنسبة 18.5% من سُكّان المملكة سنة 2015،[١] وهي بذلك تُحقّق أعلى كثافة سُكانيّة في جميع مُحافظات المملكة. لمُحافظة إربد عدّة تضاريس مُختلفة، منها الأغوار المُنبسطة والمُنخفظة، والمُرتفعات الجبليّة، والغابات الحُرجيّة. وتضمّ المُحافظة العديد من المناطق الأثريّة أهمّها: أم قيس، وطبقة فحل، وكهف السيّد المسيح، كما يوجد بعض مقامات الصّحابة فيها، مثل مقام الصحابيّ شُرَحبيل بن حسنة، ومقام الصحابيّ مُعاذ بن جبل.[٣]
- مُحافظة عجلون: في الجنوب من إربد وفي أقصى شمال المملكة تقع مُحافظة عجلون، والتي تُعتبر ثاني أصغر المُحافظات مساحةً، حيث تبلغ مساحتُها 420 كم2، ويبلغ عدد سُكانّها 176 ألف نسمةٍ تقريباً سنة 2015.[١] تتميّز المُحافظة بغاباتها الكبيرة، وجبالها المُرتفعة، ومناظرها الخلّابة. وفيها قلعة عجلون التي تُعتبر من أهمّ المواقع الأثريّة في الأردن، كما توجد فيها محميّة عجلون.[٤]
- مُحافظة جرش: أصغر المُحافظات مساحةً، حيث تبلُغ مساحتها 400 كم2، وتقع في الجنوب الشرقيّ من عجلون، ولها حدود مع مُحافظتَي الزّرقاء والمفرق. بلغ عدد سُكّانها 237 ألف نسمة سنة 2015.[١] تتميّز جرش بأثارها الرومانيّة القديمة، ففيها سبيل الحُوريّات، والمسرح الجنوبيّ والشماليّ، وشارع الأعمدة، والمُدرّج الرومانيّ، وهي إحدى مُدن الدّيكابوليس الرومانيّة، وكانت تُسمّى جراسا.[٥]
- مُحافظة المفرق: وهي المُحافظة الأردنيّة التي تقع أقصى شمال شرق المملكة، لها حدود دوليّة مع كلٍ من المملكة العربيّة السعوديّة والعراق وسوريا، وحدود مع مُحافظات الزّرقاء وإربد وجرش. مساحة المفرق كبيرة بحيث تصل إلى 26.5 ألف كم2، لكن عدد سُكّانها لا يتجاوز 550 ألف نسمة،[١] وهو عدد قليل بالنّسبة لمساحتها. المفرق مُحافظة صحراويّة بالكامل، وكان سُكّانها من البدو الرُحَّل قبل تأسيس مدينة المفرق، وتنتشر في المدينة مِهنة رعي الماشية. للمفرق مواقع أثريّة قديمة، مثل أم الجِمال، وموقع الفدين.[٦]
إقليم الوسط
- مُحافظة العاصمة (عَمّان): تُعتبر عَمّان هي عاصمة المملكة الأُردنيّة الهاشميّة وشريان حياتها، وتتركّز جميع الوزارات والسّفارات فيها. تبلغ مساحة مُحافظة العاصمة 7.5 ألف كم2، وهي أعلى المُحافظات عدداً بالسُكّان، حيث بلغ عدد سُكّانها سنة 2015 أكثر من 4 ملايين نسمة،[١] ولسُكّان مُحافظة عَمّان عدّة أعراقٍ وأصول يسكنون بعدّة مُدن رئيسة، منها مدينة عمّان، وسَحَاب، والمُوقّر، والقويسمة، وناعور، والجيزة، وصويلح. تشتهر مُحافظة عَمّان بعدّة آثار قديمة جداً نتيجةً لمرورها بحِقَبٍ زمنيّة مُختلفة توافد عليها العديد من الإمبراطوريّات والممالك، ومن هذه الآثار المُدرّج الرومانيّ، وجبل القلعة، وسبيل الحُوريّات في وسط البلد، وقصر عِراق الأمير، وقصر المشتى، وقصر القسطل، وقصر الحرّانة، وكهف الرّقيم.[٧]
- مُحافظة الزّرقاء: لفظ الزّرقاء لفظٌ أكاديٌّ مأخوذ من كلمة (زار-كي) وتعني منطقة المياه، تقع مُحافظة الزّرقاء في الجهة الشرقيّة من عَمّان وتبعد عنها 50 كم، وتبلغ مساحة أراضيها 4761 كم2، وتُعتبر ثالث أكبر المُحافظات من حيث عدد السُكّان، حيث يبلغ عدد سُكّانها 1.3 مليون نسمة يُشكّلون عدّة أعراق وديانتين، وذلك حسب إحصائيّات عام 2015.[١] تتّسم المُحافظة بالنّشاط الصناعيّ، والتجاريّ، والزراعيّ، ففيها مِصفاة البترول الأُردنيّة، وعدّة مصانع تتركّز في مناطق الهاشميّة، والضّليل، والرّصيفة. وفي المدينة عدد من المعالم الأثريّة مُتمثّلة في القصور، مثل قصر شبيب، وقُصير عمرة، وقصر عين السلّ، وقصر الحلّابات، وقصر حمام الصّرح، وقلعة الأزرق. تحتوي المدينة على عدّة مُدن رئيسة كمدينة الزّرقاء، والرّصيفة، والأزرق، والهاشميّة.
- مُحافظة البلقاء: وهي من مُحافظات الوسط التي تقع غرب الأردن وعّمان، وهي من أقرب المُحافظات على فلسطين. تبلغ مساحة البلقاء 1.1 ألف كم2، وبلغ عدد سُكّانها نصف مليون نسمة تقريباً سنة 2015.[١] تُعتبر مدينة السّلط مركز المُحافظة وأهمّ مُدنها، وهي من أقدم المُدن النّاشئة في تاريخ الأردنّ الحديث؛ فهي أوّل مدينة تُبنى فيها مدرسة وسُمِّيَت مدرسة السّلط الثانويّة، وتُعتبر وسط مدينة السّلط، وأبنيتها القديمة مَعالم أثريّة وتُراثيّة مُهمّة جدّاً. تحتوي مُحافظة البلقاء على آثار مُختلفة مثل: تلّ دير علّا، وخِربة الدّير. كما تضمّ المدينة ضِفاف نهر الأردنّ التي فيها موقع المغطس حيث كان عِماد السيّد المسيح.[٨]
- مُحافظة مأدبا: تبلغ مساحتها 9.3 ألف كم2، وبلغ عدد سُكّانها 189 ألف نسمة سنة 2015.[١] مُحافظة مأدبا تُعتبر من المدن المُهمّة في الدّيانة المسيحيّة، فقد ذُكِرَت بالعهد القديم باسم “ميديا”، وفيها عدّة كنائس قديمة، مثل كنيسة الخارطة التي تحتوي على لوحات فُسيفسائيّة نادرة جدّاً، كما يوجد في المحافظة جبل نيبو ذو الأهميّة الدينيّة والثقافيّة عند المسيحيّين؛ إذ يُعتَقَد أنّ النبيّ موسى وقفَ عليه ليرى فلسطين ومات عليه ثم دُفِنَ هناك. كما يوجد فيها منطقة أم الرّصاص التي تحتوي أفضل فُسيفساء بعد فُسيفساء كنيسة الخارطة.[٩]
إقليم الجنوب
- مُحافظة الكرك: أول مُحافظات الجنوب ومساحتها 3.2 ألف كم2، وبلغ عدد سُكّانها 316 ألف نسمة سنة 2015.[١] من أهمّ المواقع الأثريّة في الكرك قلعة الكرك التي كانت تُستخدَم كحصن بيزنطيّ، وقصر القطرانة. وتَنتشر النّشاطات الزراعيّة الحيوانيّة والنباتيّة في الكرك.
- مُحافظة الطفيلة: مساحتها 2.1 ألف كم2، وبلغ عدد سُكّانها 96 ألف نسمة سنة 2015،[١] وهي بذلك أقلّ المُحافظات بعدد السُكّان. يغلب على الطّفيلة الطّابع الجبليّ الوَعِر، وتشتهر بوجود حمّامات عفرا فيها، ووجود قلعة الحَسا، ووادي فينان الذي يعود لعصور ما قبل الميلاد. وتتميّز مُحافظة الطّفيلة بموقعها في الجهة الغربيّة للأردنّ، وهي مُحاطة بالعديد من المُحافظات من مُختلف الاتّجاهات؛ فتُحيط بها مُحافظة الكرك من الجهة الشماليّة، ومُحافظة معان والعَقَبة من الجهة الشرقيّة والجنوبيّة، بالإضافة إلى وجود العديد من المَحميّات المُهمّة والمُتميّزة على مُستوى الشّرق الأوسط كمَحميّة ضانا.[١٠]
- مُحافظة معان: وهي أكبر المُحافظات الأردنيّة مساحةً، حيث تبلغ مساحتها 32.8 كم2، وبلغ عدد سُكّانها 144 ألف نسمة سنة 2015،[١] ويغلب عليها الطّابع الصحراويّ الجافّ، كذلك الطّابع الجبليّ في غرب المُحافظة. تشتهر مُحافظة معان دوليّاً بوجود إحدى عجائب الدُّنيا السّبع مدينة البتراء الورديّة في منطقة وادي موسى،[١١] أما في شمال المحافظة وفي لواء الشّوبك توجد قلعة الشّوبك. بدأت الثّورة العربيّة الكُبرى في معان بقيادة الشّريف حسين، والتي تُعتبر إحدى أهمّ مراحل تأسيس المملكة الأردنيّة الهاشميّة، كما يوجد فيها قصر الملك عبد الله الأول.
- مُحافظة العَقَبة: تبلغ مساحتها 6.5 ألف كم2 وبعدد سُكّان يُقارب 188 ألف نسمة سنة 2015.[١] للعَقَبة أهميّة اقتصاديّة مُهمّة جدّاً لأنّها تُشكّل منفذ الأردن الوحيد على البحر الأحمر، وفيها موانئ الأردنّ الوحيدة. كما تُشكّل منطقة جذب سياحيّ. كما يوجد في مُحافظة العَقَبة وادي رم ذو الطّبيعة الرمليّة والجبليّة السّاحرة. وفي جنوب العَقَبة أعلى ارتفاع في الأردن على الإطلاق مُتمثّلأ بجبل أم الداميّ.[١٢]
المراجع
- ^أبتثجحخدذرزسش“تقرير النتائج الرئيسية للتعداد العام للسكان والمساكن 2015″، دائرة الإحصائات العامة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“اصغر المحافظات مساحة وأكثـرها كثافة سكانية 22,6″، جريدة الدستور، 4-6-2016، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“إربد”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“عجلون”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“جرش”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“أم الجمال”، موقع هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“عمان”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“السلط”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“أم الرصاص”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“محمية ضانا الطبيعية”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“البتراء”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.
- ↑“العقبة”، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2016.