ارتجاع المريء عند الاطفال وفتق الحجاب الحاجز من أكثر المشاكل انتشارا في الأطفال الرضع بعد الولادة، وليتم تشخيص هذه الحالات بعد أن تظهر أعراضها، يجب القيام ببعض الفحوصات والأشعة، في هذا المقال ستتعرف على أعراض ارتجاع المريء عند الاطفال وفتق الحجاب الحاجز والفحوصات اللازمة لتشخيص كل منهما.
ما هو ارتجاع المريء عند الاطفال ؟
يمتد المريء من نهاية البلعوم إلى فتحة المعدة، وتُحاط نهايته بالعضلة العاصرة السفلى، والتي بدورها ترتخي لتسمح بمرور الطعام إلى المعدة، ثم تنقبض لتمنع التدفق العكسي للعصارات الحمضية من المعدة إلى المريء، وعند اعتلال هذه العضلة، يحدث ما يسمى بارتجاع المريء، وهو مرض مزمن يتسبب فيه صعود العصارات الحمضية إلى المريء، وتهييج بطانته.
أعراض ارتجاع المريء عند الاطفال
يُعاني المصاب بارتجاع المريء من:
- ألم حارق في الصدر وعند فم المعدة.
- ألم الحلق أو تغير الصوت، نظراً لالتهاب الحنجرة بهذه العصارات.
- ارتجاع الطعام أو العصارات للفم.
- السعال.
اقرأ أيضا: ما هو علاج ارتجاع المريء عند الأطفال؟
ما هو فتق الحجاب الحاجز عند الاطفال ؟
يفصل الحجاب الحاجز بين تجويفي الصدر والبطن، ويلعب دوراً مهماً في عملية التنفس، فتوجد عدة فتحات بالحجاب الحاجز تسمح بمرور المريء وبعض الأوعية الدموية من الصدر إلى البطن أو العكس.
يحدث فتق الحجاب الحاجز في حالة انزلاق الجزء العلوي من المعدة مع العضلة العاصرة السفلى والمريء وصعودهم جميعاً إلى التجويف الصدري، وهو النوع الأكثر شيوعاً، أو عند انزلاق الجزء العلوي من المعدة إلى التجويف الصدري مع بقاء العضلة العاصرة السفلى والمريء في مكانهما بتجويف البطن، قد لا يُعاني المصاب بفتق الحجاب الحاجز بأية أعراض، ولكنه يُعد واحداً من أسباب حدوث ارتجاع المريء.
اقرأ أيضا: كيف يمكن اكتشاف فتق الحجاب الحاجز وما هو علاجه؟
الفحوصات اللازمة لتشخيص ارتجاع المريء عند الاطفال
الأشعة السينية – X rays بدون صبغة
لا يُفيد استخدام هذه الأشعة في تشخيص ارتجاع المريء، ولكنه قد يساعد في تقييم حالة الجهاز التنفسي للمريض ومدى تأثره بالارتجاع المريئي، كما أنه قد يُظهر فتق الحجاب الحاجز إذا كان كبيراً في حجمه.
اقرأ أيضا: اضرار الاشعة السينية على الاطفال وطرق تقليل مخاطرها
الأشعة بصبغة الباريوم
- يعطى للطفل المُصاب سائل أبيض يسمى الباريوم ليشربه، والذي بدوره يُبطن الجهاز الهضمي، ثم يقوم أحد أفراد الطاقم الطبي بأخذ صورة بالأشعة السينية للصدر والجزء العلوي من البطن، حيث يعمل الباريوم كوسط تبايني لإظهار الجهاز الهضمي بوضوح.
- يُفيد هذا الفحص في إظهار التركيب التشريحي للجهاز الهضمي العلوي، كما يُظهر أية اختلافات أو مضاعفات فيه، مثل القرح والاختناقات وفتق الحجاب الحاجز.
- قد لا يستطيع هذا الفحص كشف الالتهاب المريئي من الدرجة البسيطة، فكلما كان التهاب المريء أشد درجة، كلما استطاع هذا الفحص تشخيصه.
- لإجراء هذا الفحص؛ قد يُطلب من المريض تقليل نسبة الألياف في طعامه في الأيام السابقة للفحص، كما يضطر المريض للصوم قبل الفحص.
اقرأ أيضا: أهمية أشعة الصبغة وطرق التحضير لها
الأشعة المقطعية
قد تكشف الأشعة المقطعية وجود فتق بالحجاب الحاجز وحجم هذا الفتق، ولكنها لا تستطيع تشخيص ارتجاع المريء عند الاطفال ، لذلك لا تُعتبر الأشعة المقطعية من الوسائل الأساسية في تشخيص ارتجاع المريء.
التصوير بالنظائر المشعة
- قد يساعد فحص تفريغ المعدة في تقييم المصابين بأعراض ارتجاع المريء، والتي قد تُعزى إلى التفريغ البطيء للمعدة، كما يمكن استخدام الوميض الإشعاعي أو scintigraphy في تشخيص الارتجاع المريئي، فيُطلب من المريض شرب مادة كاللبن أو عصير البرتقال مضافاً إليها مواد مشعة مثل التكنيشيوم-99م، ثم يقوم أحد أفراد الطاقم الطبي بتصوير الجهاز الهضمي العلوي للمريض.
- ويُفضل هذا الفحص في الأطفال، حيث يُعتبر من الوسائل التشخيصية غير النافذة، أما في البالغين فيُفضل اللجوء لطرق تشخيصية أخرى، فلا يمكننا الاعتماد على الوميض الإشعاعي وحده لتشخيص ارتجاع المريء، ويحتاج الطبيب عادةً إلى وسيلة أخرى مثل المنظار لتأكيد التشخيص.
- عند إجراء الفحص باستخدام الوميض الإشعاعي، يُطلب من المريض الصوم وإيقاف الأدوية بفترة يحددها الطبيب، كما يُمنع إجراء هذا الفحص في حالة الحمل.
منظار الجهاز الهضمي العلوي
يُجرى هذا الفحص باستخدام أنبوب رفيع ومرن مزوّد بمصدر ضوء وكاميرا، ويقوم الطبيب بإدخال هذا الأنبوب من فتحة الفم مروراً بالجهاز الهضمي، مما يمكّنه من رؤية جهازك الهضمي بوضوح وتشخيص مختلف الأمراض، أو أخذ عينات، أو -في بعض الأحيان- العلاج، ويضطر المريض للصوم 4 إلى 8 ساعات مع إيقاف بعض الأدوية في الأيام السابقة للفحص.
قياس الضغط بداخل المريء – Manometry
يقوم الطبيب بإدخال أنبوباً من الأنف وصولاً إلى المريء، ويُستخدم هذا الفحص لقياس الحركات الانقباضية والانبساطية للمريء والضغط بداخله، وبالتالي يُقيّم قوة العضلة العاصرة السُفلى.
وقد يُجرى هذا الفحص مع متابعة الأس الهيدروجيني للمريء، وذلك في حال استمرار الأعراض أو عودتها رغم المواظبة على العلاج، أو قبل إجراء عملية جراحية مصححة للارتجاع.
متابعة الأس الهيدروجيني للمريء خلال 24 ساعة
يُعتبر هذا الفحص واحداً من الفحوصات القوية في تشخيص الارتجاع المريئي، وكذلك متابعة فعالية العلاج الدوائي أو الجراحي، ولكن عند إثبات وجود التهاب بالمريء بواسطة منظار الجهاز الهضمي العلوي، لا يحتاج الطبيب لإجراء هذا الفحص.
على المريض أن يصوم فترة 4 إلى 6 ساعات قبل الفحص، مع إيقاف بعض الأدوية مثل مضادات مضخة البروتون، ومضادات الحموضة، ومضادات الهيستامين من النوع الثاني.
وأخيرا، بعد أن عرفت الفحوصات اللازمة لتشخيص ارتجاع المريء عند الاطفال وفتق الحجاب الحاجز، إذا كان لديك أي استفسار بخصوص هذه الفحوصات يمكنك استشارة أحد اطبائنا من هنا.
اقرأ أيضا: