‘);
}
أسباب الشرك بالله
هناك أسباب توصل إلى الشرك بالله، وتنقسم إلى شرك أكبر وأصغر، هي:[١]
- الغلو
هو المبالغة في المدح والإطراء، وقد يكون الغلو قولاً أو فعلاً أو اعتقاداً، ويكون الغلو في تقريب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو أحد الصالحين من مقام الألوهية، ودرجة من التعظيم؛ لأنه لا يصح أن يكون لغير الله -عز وجل-، وهذا شرك أصغر.
والغلو أيضاً يكون في الطلب من الأموات، كأن يقول: أيها الميت اغفر لي ذنبي، وهذا شرك أكبر؛ لأن فيه استعانة وطلب من غير الله -عز وجل-، أما طلب الدعاء من الأموات، كأن يأتي إلى الميت ويقول له: أيها الميت ادعو الله أن يغفر لي ذنبي؛ وهذا شرك أصغر؛ لأنه ليس به عبادة لغير الله.
‘);
}
- التطير والتشاؤم
كانوا قديماً يتشائمون بالتطير؛ أي أنه نحس عليهم، وسمي تطير؛ لأنهم في الجاهلية كان أكثر التشاؤم عندهم من الطير، وقد يكون التشاؤم عند البعض من لون، أو حلم معين، أو من شخص مثلاً أن يكون أعور، وهذا التشاؤم كله من وسائل الشرك بالله؛ لأنه ضعف توكل على الله، وعدم وضع الأسباب الشرعية في مكانها الصحيح، وكلها خرافات وأسباب وهمية لا وجود لها.
قال -تعالى-: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾،[٢] ذم الله -عز وجل- التطير، وأخبرهم أن الحوائج ليست عند الطيور أو الألوان أو الأشخاص، وهذه من خصال المشركين.
- التصوير
تصوير وتجسيم كل شيء له روح، وهذا من الشرك الأكبر، كتصوير الصالحين من قوم نوح، قال -تعالى-: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾.[٣]
- تعليق التمائم؛ والإيمان بأنها سبب شفاء، وصد للعين.
- السحر والكهانة
السحر والكهانة شرك؛ لما فيه من تعلق وتقرب لغير الله عز وجل من الشياطين، وادعاء علم الغيب، قال -تعالى-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).[٤]
- نسبة نزول المطر بظهور نجم، وهو ما يسمى بالتنجيم، وهذا شرك؛ لأن نزول المطر بيد الله فقط.
- نسبة النعم لغير الله.
أنواع الشرك بالله
الشرك ضد التوحيد وهو عدة أنواع هي:[٥]
- الشرك الأكبر
هو شرك في الدعوة، والطاعة، والنية والقصد، والمحبة، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ).[٦]
- الشرك الأصغر
هو الرياء، قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.[٧]
- الشرك الخفي
الذي يكون من صغائر الأمور في الأعمال، ويندرج ضمن الشرك الأصغر الذي لا يخرج صاحبه من الملة.
التحذير من الشرك
إن الشرك سواء كان كبير أو صغير أو خفي، ظلم عظيم، وإفك مبين، قال -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾،[٨] ولن يغفر الله للمشرك إلا إذا تاب ورجع إلى الله، وأقلع عنه، والشرك أمر خطير وجب على المسلم البعد عنه، والابتعاد عن كل سبب يؤدي إليه، وعدم الغفلة عن ذكر الله -عز وجل-.[٩]
المراجع
- ↑محمد بن ابراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 32-35. بتصرّف.
- ↑سورة الاعراف، آية:131
- ↑سورة نوح، آية:23
- ↑سورة البقرة، آية:102
- ↑محمد بن عبدالوهاب، الرسالة المفيدة، صفحة 42-45. بتصرّف.
- ↑سورة النساء، آية:48
- ↑سورة الكهف، آية:110
- ↑سورة لقمان، آية:13
- ↑خالد المصلح، شرح كشف الشبهات لخالد المصلح، صفحة 4. بتصرّف.