‘);
}

أسباب غزوة أحد

إنّ لغزوة أحدٍ سبباً واحداً؛ فقد رأى أهل مكة من المشركين ما أصابهم من الهزيمة والذلّ في غزوة بدر، فأرادوا أن ينتقموا من المسلمين ويأخذوا بثأرهم، وخاصةً أنّ هزيمتهم وقعت على أيدي من خرجوا مهاجرين من بينهم منذ فترة قصيرة، وكان المسلمون في ذات الوقت قد بدأوا بإغلاق جميع الطرق التي كانت قريش تسير عليها في تجارتها إلى بلاد الشام، فاعتبر المشركون أنّ بقاء هذه الطرق تحت سيطرة المسلمين بمثابة الموت البطيء لهم، فوقف صفوان بن أميّة في قريش، وأخبرهم بِحصار المسلمين لطريق التجارة التي يذهبون منها، فقام الأسود بن عبد المطلب ودلّه على طريقٍ آخر من الساحل باتّجاه العراق.[١]

خرج مجموعةٌ من التّجار ومنهم أبو سفيان بن حرب، وأخذ معه الفضّة ليُتاجر بها، وجعلوا فرات بن حيّان من بني بكر دليلاً لهم على الطريق، فأرسل رسول الله إليهم زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، واستولى على بعيرهم وما عليها من البضاعة، وأخذها ورجع إلى رسول الله، وبذلك يكونوا قد فقدوا هذا الطريق مثلما فقدوا ما قبله، أمّا غطفان وسليم فقد قرّروا أن يُهاجموا، ولكنّهم فرّوا لمّا علموا أن النبيّ ومن معه سيسيرون إليهم، وعندها أدرك القرشيّون قوة المسلمين ونبيّهم، وأصبحت الطرق التجارية التي يذهبون منها غير آمنة، ولاحظ أهل مكة من المشركين أن الوثنيّين وعرب البادية واليهود يشاركونهم في عدائهم للإسلام والمسلمين، فقرّروا أن يكونوا يداً بيدٍ ضد المسلمين، فأعدّوا العدّة، وجهّزوا أنفسهم في الحرب، لتكون بذلك غزة أحد.[١]