أشهر كتب الصوفية

أشهر كتب الصوفية

بواسطة:
تمام طعمة
– آخر تحديث:
١٢:٤٩ ، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠
أشهر كتب الصوفية

‘);
}

أشهر كتب الصوفية

ما هو التصوّف؟

إنّ التصوّف هو تزكيةُ النّفوس وتَهذيبها، وهو إحدى زوايا السلوك الحقيقيّ للإنسان كما يرى الإمام ابن قيّم الجوزيّة، فيرى الإمام أنّ التصوّف هو تحضير النّفس للرحلة الاخيرة للإنسان إلى الرّفيق الأعلى[١]، ويرى الإمام أيضًا أنّ التصوّف هو أشرف العلوم التي يُمكن أن يطّلع عليها العبد المؤمن بعد علم التوحيد، ومن أجل تلك الأهميّة للتصوّف فقد وَضع أئمة هذا المنهج كتبًا ترشد السالك إلى طريق الوصول.[٢]

‘);
}

الرسالة القشيرية

مُؤلفها هو الإمام أبو القاسم القُشيري، واسمه عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القُشيري، وهو من نيسابور وينتسب إلى المذهب الشافعيّ، وُلد سنة 375هـ وكان أحد أعلام التصوّف في التاريخ الإسلاميّ، تتلمَذَ على يد أبي بكر الطوسي وابن فورك وأبي إسحاق الإسفراييني، له كتب كثيرة لعلّ أشهرها تفسيره للقرآن الكريم والرسالة المعروفة بالرسالة القشيريّة[٣]، والرسالة لها طبعات عديدة لعلّ أشهرها طبعة “دار الشعب” بتحقيق الإمام الأزهري عبد الحليم محمود، وقد صدَرَت سنة 1989م.[٤]

يرجع سبب تأليف الكتاب إلى مسألة لَفَتت نظر الإمام القشيريّ في عصره في أوائل القرن الخامس الهجريّ، وهي أنّ كثيرًا من دُعاة التصوّف قد مالوا عن الطريق وانحرفوا، فشاب التصوّف الحقّ شيءٌ من الفساد والباطل، فصارت تعاليم الإسلام تُنتهك باسم التصوّف، والتصوّف من ذلك بريءٌ براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فدفَعَ ذلك الإمام القشيري إلى وضع رسالته هذه لتكون حدًّا فاصلًا بين التصوّف النقي والتصوّف الزائف.[٤]

يُصدّر القشيري الكتاب بمقدّمة يتحدّث فيها عن خصائص التصوّف بشيء من العمق، وفضح فيها منهج الذين يدّعون الالتزام بطريق التصوّف وهُم على ضلال، ويؤصّل لكلمة الصوفيّة من أين جاءت وما سبب التسمية بها، ثمّ يعرض المؤلّف أعيان التصوّف خلال القرنين الأوّل والثاني ليثبت أنّهم جميعًا كانوا يتبعون الكتاب والسنّة، ثمّ يفرد بابًا للألفاظ التي اصطلح عليها الصوفية، ثمّ يسرد بالترتيب أبواب تزكية النفس التي يحصل من خلالها الوصول إلى المعنى الحقيقي للتصوّف، مثل: باب التوبة والمجاهدة والعزلة والتقوى والورع والزُّهد وغير ذلك، وقد بلغت أبواب كتابه 56 بابًا.[٤]

المنقذ من الضلال

مؤلّف هذا الكتاب حجّة الإسلام وأعجوبة الزمان -كما يرى الإمام الذهبي- أبو حامد الغزالي، والغزاليّ من مواليد سنة 450هـ كما يظهر من كلام الإمام الذهبي في ترجمته، تتلمذ على طائفة من أئمّة الإسلام آنذاك، وقد ذاع صيته وشاع أمره وتولّى التدريس في المدرسة النظاميّة وهو بعد في الثلاثين من عمره، له مؤلّفات في الفقه وعلم الكلام والأصول والحكمة وغيرها.[٥]

من كتبهكان كتاب المنقذ من الضلال، وهو كتاب لطيف صغير الحجم جمّ الفائدة، صدرَ عن دار التقوى في دمشق سنة 1992م بعناية من شيخ علماء دمشق آنذاك الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ويعرض فيه الإمام الغزالي رحلته الفكريّة من احترام المعقولات والمحسوسات إلى الشكّ فيها، ثمّ يعرض لنقده للفلسفة وعلم الكلام، ثم وصوله إلى منهج التصوّف واطمئنانه إليه وتوصّله إلى القناعة بأنّه أصوب الطرق للوصول إلى الله تعالى.[٦]

يُقسم الكتاب عدّة أبواب منها: باب عن السفسطة وجحد العلوم، وباب عن أصناف الطالبين، وباب في علم الكلام، وباب في الفلسفة وفي أصناف الفلاسفة، ثمّ راح يفصّل القول في أقسام علوم الفلاسفة الرياضيّة وغير ذلك، وختمَ الكتاب بالحديث عن التصوّف وتفضيله والثناء عليه.[٦]

إحياء علوم الدين

هذا الكتاب أحد كتب الإمام الغزالي، وهو كتاب ذائع الصيت إن لم يكن الكتاب الأشهر الذي قد وضعه الإمام الغزالي، ومن طبعاته طبعة دار المنهاج التي تمتاز على غيرها بأنّها طبعة مُسندة إلى مؤلّف الكتاب الإمام الغزالي، وقد صدَرَت تلك الطبعة سنة 2011م، وهذا الكتاب من أجلّ دفاتر الإسلام في معرفة الحلال والحرام، يجمع فيه الإمام الغزالي بين ظواهر الأحكام، ثمّ ينفذ إلى السرائر التي قد دقّت عن الأفهام كما يقول الإمام الحافظ العراقي.[٧]

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام؛ ربعٌ للعبادات، وربعٌ للعادات، وربعٌ للمُنجيات، وربعٌ للمهلكات، ويشتمل على الكثير من الأحاديث النبويّة بين الصحيحة والحسنة، واستشهد الإمام بقليل من الأحاديث التي يأخذ الأئمّة بها عادة في فضائل الأعمال كما نصّ على ذلك الإمام أحمد بن حنبل فيما نُقِلَ عنه.[٧]

الرسالة اللدنية

من طبعات هذا الكتاب طبعة دار المقطّم في مصر التي جاءت في 65 صفحة، وهذا الكتاب أيضًا للإمام الغزالي وهو رسالة لطيفة كتبها الإمام الغزالي يردّ على مَنْ ينكر العلم اللدّني، والعلم اللدّني كما يُعرّفه أهل التصوّف هو العلم الذي يقذفه الله تعالى في قلوب بعض المؤمنين، فيكون كالكرامة لذلك الرجل، وقد رأى المُنكرون أنّ العلوم هي العلوم الرسميّة فقط، فجاء ردّ الإمام الغزالي في هذه الرسالة من خلال إثبات حصول العلم اللدّني وفي بيان طرق حصوله، ويسرد الإمام الغزالي في كتابه هذا أنواع العلوم الشرعيّة من الأصول والفروع وغيرها من العلوم الرياضية، ويصل في النهاية إلى العلم اللدّني.[٨]

الحكم العطائية

لقد صدر هذا الكتاب في الغالب مُرفَقًا بشروح له، ولم يُطبع المتن فقط إلّا قليلًا، ولعلّ من أشهر طبعاته الطّبعة التي شرحها الإمام العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي -رحمه الله- عن دار الفكر في دمشق سنة 2000م[٩]، ومؤلّف هذا الكتاب هو ابن عطاء الله واسمه أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله، يُلقَّب بجمال الدين وكُنيته أبو الفضل الإسكندراني، وقال عنه الإمام ابن حجر إنّه لسان الصوفيّة في زمانه، وقد مات سنة 709هـ.[١٠]

الكتاب هذا في أصله كُتيّب صغير الحجم ولكنّه عظيم في بابه؛ فقد شرحه البوطي -رحمه الله- في خمسة مجلّدات، وهو مجموعة عبارات من الكلام البليغ الجامع مأخوذة معانيها من الكتاب والسنّة الشريفة، وتنقسم الحكم ثلاثة أقسام:[٩]

  • القسم الأوّل: يدور حول محور التوحيد وحماية المسلم من الشرك وأسبابه.
  • القسم الثاني: يدور حول محور الأخلاق وتزكية النفس.
  • القسم الثالث: يدور حول محور السلوك وأحكامه الكثيرة المختلفة.

الأنوار القدسيّة في معرفة قواعد الصوفية

مُؤلّف هذا الكتاب هو الإمام عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الحنفي، نسبة إلى محمّد ابن الحنفيّة من أبناء علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه-، وُلد سنة 898هـ المُوافق لـ 1493م في قلقشندة في مصر، ونسبته الشعرانيّ أو الشعراويّ كما يُقال، وتوفّي سنة 973هـ الموافق 1565م،[١١] والكتاب قد صدَرَ عن مكتبة المعارف في لبنان سنة 1988م، والكتاب يُصنّف في كتب تزكية النفس وتقويم السلوك.[١٢]

جعلَ الكتابَ في مقدّمة وثلاثة أبواب وخاتمة؛ فالمقدّمة في بيان عقائد الصوفيّة وبيان سندهم في إلباس الخرقة وتلقين الذكر وغير ذلك، والباب الأوّل في بيان ما ينبغي للمريد معرفته من آداب مع نفسه، والباب الثاني في آداب المريد مع شيخه، والباب الثالث في آداب المريد مع إخوانه وأصحاب مشايخه، ثمّ يختم الكتاب في بيان بعض الآداب العامّة التي تصلح لجميع الخلق ولا تختصّ بالمريد وشيخه.[١٢]

التصوف الثورة الروحية في الإسلام

هذا الكتاب قد ألّفه أستاذ الفلسفة في كليّة الآداب في بعض جامعات مصر وهو الأستاذ أبو العلا عفيفي[١٣]، وقد صدر الكتاب أوّل مرة عام 1963م، ولكن قد أعادت إصداره دار هنداوي عام 2020م، وهو كتابٌ في التصوّف والتصوّف الفلسفي، يتحدّث المؤلف في المُقدّمة عن حقيقة التصوّف وماهيّته، ثمّ ينتقل للحديث على العلاقة بين التصوُّف والفلسفة، ثمّ يُسهب الكاتب ويقف عند التجربة الصوفيّة والوعي الصوفيّ، ثمّ ينتقل لتأصيل كلمة صوفيّ ومُتصوّف، ثمّ يصل بعد ذلك الكاتب للحديث عن العوامل التي ساعدت على نشأة الزهد في الإسلام ومصادر التصوف الإسلاميّ.[١٤]

بعدها يصل إلى الحديث عن الثورة التي أحدثها التصوّف في علم الكلام والفلسفة والتوحيد وغير ذلك، وبعدها يصل إلى الحديث على بعض الجزئيّات في مذهب الشيخ الأكبر مُحيي الدّين بن عربي، ثمّ ينتقل ليصل إلى الحديث عن ثورة التصوف في مجال المعرفة وفي مجال الذكر، وأخيرًا يختم الكتاب بالحديث على الولاية في التصوّف الإسلاميّ.[١٤]

المسافرون إلى الله بلا متاع

هذا الكتاب من تأليف المؤرّخ المصري الدكتور جمال بدوي المولود عام 1934م والمتوفّى عام 2007م[١٥]، وقد صدر الكتاب عن الهيئة المصريّة العامّة للكتاب في مصر سنة 1997م، والكتاب في التصوّف ويتألّف من عشرة فصول، جعل الفصل الأوّل بعنوان “رفاق الطريق”، وهذا الفصل يتحدّث فيه عن أبرز الصوفيّة في التاريخ، ثمّ الفصل الثاني في أسرار التصوف، والثالث في المقامات والأحوال، والرابع في التصوّف الإسلاميّ هل هو أصيل أو دخيل، ويستمرّ بالسير على هذا المِنوال مُتنقّلًا من فصل إلى آخر إلى أن يصل إلى الفصل الأخير الذي سمّاه “أحزاب وأوراد”، وهي أوراد وأحزاب لبعض أقطاب التصوّف.[١٦]

منازل السائرين

مُؤلّف هذا الكتاب هو شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن علي الهروي، وهو من نسل الصحابيّ الجليل أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، وقد وُلد سنة 396هـ[١٧]، وقد صدر هذا الكتاب عن دار الكتب العلميّة في لبنان عام 1988م، وقد وضع الهرويّ كتابه هذا في التصوّف وقسّمه إلى عشرة أقسام، القسم الأوّل بعد المقدّمة اسمه البدايات فيه أبواب عن اليقظة والتوبة والإنابة والمحاسبة ونحوها، والقسم الثاني اسمه باب الأبواب فيه أبواب الحزن والخوف والإشفاق ونحو ذلك، ثمّ قسّم المُعاملات وفيه أبواب الرعاية والمُراقبة والحرمة والإخلاص ونحو ذلك.[١٨]

ثمّ قسّم الأخلاق وفيه أبواب الصبر والرضا والشكر والحياء والصدق ونحوها، ثمّ قسّم الأُصول وفيه أبواب العزم والإرادة والقصد والأدب واليقين، ثمّ قسم الأودية وفيها أبواب الإحسان والعلم والحكمة والفراسة ونحوها، ثمّ قسّم الأحوال وفيه أبواب المحبة والغيرة والشوق والقلق وغير ذلك، ثمّ قسّم الولايات وفيها أبواب اللحظ والوقت والصفاء والسرور وغيرها، ثمّ قسّم الحقائق وفيها أبواب المُكاشفة والمُشاهدة والمُعاينة ونحوها، وأخيرًا قسّم النهايات وفيها أبواب المعرفة والفناء والبقاء وغير ذلك.[١٨]

قواعد التصوف

قد ألّف هذا الكلام أحمد زروق الفاسي البرنسي، ولادته كانت عام 846هـ، وقد عاصَر الدولة المرينيّة، وهو واحد من فُقهاء المالكيّة في عصره، ومن الذين اعتنوا بجانب السلوك في مؤلفاتهم، ومن تلك المؤلّفات كتابه هذا الموسوم بـ”قواعد التصوّف”، وقد صدر الكتاب عن دار الكتب العلمية في لبنان، والنسخة المنقّحة منه هي النسخة الثانية وقد صدرت عام 2005م.[١٩]

الكتاب مُؤلّف من 225 قاعدة، كان المُؤلّف قد استقاها من كتابه “عدة المريد الصادق”، والكتاب في التصوّف يحكي فيه المؤلّف عن ماهيّة التصوّف واشتقاق كلمة التصوّف، وعن علاقته بغيره من الفنون الأخرى كالفقه والأصول والكلام وغيره، فيرى المؤلِّف في كتابه هذا أنّ التصوُّفَ علم يُرمى من ورائه إلى إصلاح القلوب، وهو يَقترن بالعمل الصالح الذي يبدأ من خشية الله تعالى، فهو بذلك ليس كباقي الفنون في الاكتساب.[١٩]

المراجع[+]

  1. ابن القيم، مدارج السالكين، صفحة 302. بتصرّف.
  2. ابن القيم، طريق الهجرتين وباب السعادتين، صفحة 205. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 227. بتصرّف.
  4. ^أبتأبو القاسم القشيري (1989)، الرسالة القشيرية (الطبعة 1)، القاهرة: الشعب للصحافة والطباعة والنشر، صفحة 4. بتصرّف.
  5. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 323. بتصرّف.
  6. ^أبأبو حامد الغزالي (1992)، المنقذ من الضلال (الطبعة 2)، دمشق:التقوى للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 5. بتصرّف.
  7. ^أبأبو حامد الغزالي (2011)، مقدمة تحقيق إحياء علوم الدين (الطبعة 1)، بيروت:دار المنهاج، صفحة 25. بتصرّف.
  8. أبو حامد الغزالي (2014)، الرسالة اللدنية (الطبعة 1)، القاهرة:المقطم للنشر والتوزيع، صفحة 4. بتصرّف.
  9. ^أبمحمد سعيد رمضان البوطي (2003)، الحكم العطائية شرح وتحليل (الطبعة 1)، دمشق:الفكر، صفحة 7، جزء 1. بتصرّف.
  10. ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، صفحة 324. بتصرّف.
  11. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 180. بتصرّف.
  12. ^أبعبد الوهاب الشعراني (1988)، الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية (الطبعة 1)، بيروت:مكتبة المعارف، صفحة 17، جزء 1. بتصرّف.
  13. أحمد حسن الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 98. بتصرّف.
  14. ^أبأبو العلا عفيفي (2020)، التصوف الثورة الروحية في الإسلام (الطبعة 1)، المملكة المتحدة:مؤسسة هنداوي، صفحة 5. بتصرّف.
  15. “جمال بدوي كاتب”، ويكيواند، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-27. بتصرّف.
  16. جمال بدوي (1997)، المسافرون إلى الله بلا متاع (الطبعة 1)، القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 5. بتصرّف.
  17. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 503. بتصرّف.
  18. ^أبعبد الله الأنصاري الهروي (1988)، منازل السائرين (الطبعة 1)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 141. بتصرّف.
  19. ^أبأحمد بن أحمد بن عيسى زروق الفاسي البرنسي (2005)، قواعد التصوف (الطبعة 2)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 7. بتصرّف.
Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *