‘);
}
أعمال يمتاز فيها النصف الثاني من رمضان
إنّ اغتنام مواسم الخير دأب الصالحين، يتلهفون لها شوقا ليتزودوا فيها من الصالحات، وشهر رمضان من أهم وأفضل تلك المواسم، والنصف الأخير امتاز بفضائل كثيرة من أبرزها:
فيها العشر الأواخر
وهي التي كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يخصها بما ليس في غيرها لفضلها، تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ).[١]
الجد والاجتهاد فيها
اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ)،[٢] والحديث فيه عدة أعمال:[٣]
‘);
}
-
- إحياء الليل بالسهر في الصلاة وغيرها كقراءة القرآن والذكر، رغم أن العلماء كرهوا قيام الليل كله إلا أنهم حملوه على المداومة عليه، أما في لليلة أو ليلتين فلا بأس.
- إيقاظ الأهل؛ أي للصلاة في الليل والجد والاجتهاد في العبادة.
- شد المئزر، وقيل في معناه الاجتهاد في العبادة على غير عادته، وقيل اعتزال النساء للانشغال بالعبادة.
الاعتكاف
وهو لزوم المسجد وعدم الخروج منه للعبادات من صلاة وذكر وتلاوة،[٤] وهذا من هديه -عليه الصلاة والسلام- حيث (كان يَعتكِفُ العَشْرَ الأواخرَ مِن رَمَضانَ).[٥]
تحري ليلة القدر
وهي الليلة العظيمة التي من نال شرف إحيائها حاز الشرف العظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ).[٦]
الإكثار من الصدقة
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٧] وجودُ النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصدقة في رمضان دليل على فضل الإكثار منها.
الإكثار من الدعاء
حيث علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- في تحري ليلة القدر أهمية الدعاء فيها، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ بِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي).[٨]
أعمال ينبغي المحافظة عليها في رمضان كله
المسلم يحرص دائما على الطاعة والعبادة في كل الأوقات، لكن شهر رمضان له خصوصية عن غيره من الشهور من أهمها:
الصيام
لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٩] فمن قَصّر في حياته فليتدراك الأمر، فإنّ الأعمال بخواتيمها، قال -صلى الله عليه وسلم: (..إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النَّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ويَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّةِ وإنَّه مِن أهْلِ النَّارِ، وإنَّما الأعْمَالُ بالخَوَاتِيمِ).[١٠]
الصلاة على وقتها
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،[١١] قال ابن كثير -رحمه الله-: “في الآية الأمر بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، واختلفوا في المقصود بالصلاة الوسطى، وأكثر العلماء أنها العصر”.[١٢]
المحافظة على الصلاة جماعة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سرَّهُ أن يَلقى اللَّهَ -عزَّ وجَلَّ- غدًا مُسلِمًا، فليُحافظ علَى هؤلاءِ الصَّلَواتِ الخَمسِ حيثُ يُنادى بِهِنَّ..)،[١٣] أي المكان الذي يُنادى فيه للصلاة، وهي المساجد،[١٤] ويباح للمرأة حضور صلاة الجماعة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَمنَعوا نِساءَكمُ المَساجِدَ، وبُيوتُهُنَّ خَيرٌ لَهُنَّ)،[١٥] وذهب الفقهاء أن صلاتهن في البيوت أفضل.[١٦]
قيام الليل
يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ..).[١٧]
قراءة القرآن الكريم
قال -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ)،[١٨] ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
المراجع
- ↑رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1175، صحيح.
- ↑رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1174، صحيح.
- ↑الإمام النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم (الطبعة 2)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 71، جزء 8. بتصرّف.
- ↑عبد الكريم الخضير، شرح الموطأ، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑رواه الإمام أبي داود، في سنن أبي داود، عن أبى بن كعب، الصفحة أو الرقم:2463، قال الشيخ شعيب إسناده صحيح.
- ↑رواه الإمام البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2017، صحيح.
- ↑رواه الإمام البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6، صحيح.
- ↑رواه الإمام أحمد، في مسند الإمام أحمد بن حنبل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:25497، قال الشيخ شعيب إسناده صحيح.
- ↑سورة البقرة، آية:183
- ↑رواه الإمام البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6607، صحيح.
- ↑سورة البقرة، آية:238
- ↑ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 488-496، جزء 1. بتصرّف.
- ↑رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:638، قال الألباني صحيح.
- ↑أحمد ابن رسلان (2006)، شرح سنن أبي داود (الطبعة 1)، مصر:دار الفلاح للبحث العلمي، صفحة 544، جزء 4. بتصرّف.
- ↑رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:567، قال الألباني صحيح.
- ↑مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، صفحة 217، جزء 37. بتصرّف.
- ↑رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
- ↑رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.