وقال بومبيو في وقت سابق إن زيارته تهدف لإحلال السلام في الشرق الأوسط، حيث زار السودان والبحرين وعمان والإمارات.
ودعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء الماضي، إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل، فيما رد السودان بأن الحكومة الحالية هي انتقالية ولا يمكنها اتخذا خطوات مصيرية مثل خطوة التطبيع.
حول النتائج التي خرجت بها الزيارة قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية ببرلمان البحرين النائب محمد السيسي، إن وزير الخارجية الأمريكي ناقش في زيارته للبحرين عدة ملفات.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن موقف جلالة الملك واضح ومع المبادرة العربية للسلام، التي هي أساس اعتمده العرب والفلسطينيون لأي حل مستقبلي للقضية، وذلك بإنشاء دولة فلسطين، وفق حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية، وهي المبادرة التي تحظى بدعم بحريني كامل وكذلك خليجي وعربي وإسلامي.
وعبر عن أمله في أن يكون حل القضية الفلسطينية قد بات قريبا، من خلال الحل الدبلوماسي.
من الجانب السعودي قال العميد حسن الشهري الخبير الأمني السعودي، إن الرئيس الأمريكي ترامب وضع رؤية استراتيجية، لكنه فشل في تنفيذها، وهي ما سميت بـ”صفقة القرن”.
وأضاف الشهري الذي يعبر عن وجهة نظره الشخصية في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن ترامب عاقب الجانب الفلسطيني، والعرب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مناقضا كل الأعراف والقرارات الدولية.
تلى ذلك موافقته على ضم الجولان لإسرائيل، وأعطى الضوء الأخضر لضم الضفة والغور، وأنها استبقت بتصعيد إيران وتركيا لبلع بعض الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وقطر ، وقضم بعضها منها ليبيا والصومال وتونس.
©
REUTERS / LEAH MILLIS
وأوضح الشهري أنها نجحت جزئيا ضمن التغيرات الجيوسياسية في تحويل إسرائيل من “عدو” وحيد للعرب، إلى شريك إستراتيجي محتمل لبعض الدول العربية، وأصبحت إيران وتركيا هي التهديد المباشر للعرب.
يرى الشهري أن ما يقوم به وزير خارجية ترامب هو لمحاولة الاستثمار في ما حدث بين الإمارات وإسرائيل إلا أن “تل أبيب” لا تلتزم بالعهود، ولن ينجح بومبيو، وأن الآخرين يدركون أن ترامب قد لا يفوز في الانتخابات، وهو ما جعل الدول تحتفظ ببعض أوراقها للعام المقبل، وقياس مدى ما تنظر إليه الإمارات من علاقة التعايش كما اسمته، وليس التطبيع.
وأشار إلى أن الأمة العربية ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام، التي رفضتها إسرائيل ، وأن المشهد معقد، إلا أن الدول الراشدة ومنها السعودية، موقفها ثابت من القضية الفلسطينية، وتنظر إيجابا لأي عمل يساهم في الوصول لحل الدولتين.
جولة فاشلة
فيما قال الكاتب العماني خميس بن عبيد القطيطي، إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اختتم جولته الشرق أوسطية دون أية نتائج أو مؤشرات إيجابية تتعلق بملف التطبيع، سواء” في دول الخليج أو السودان.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن هناك نقاط مهمة، يجدر الإشارة إليها في هذا الصدد، والتي أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في إفشال جولة التطبيع، على الأقل في هذه المرحلة وهي كالتالي:
©
AFP 2020 / MICHAEL O’HAGAN
– استدراك دول الخليج والسودان خطورة الخروج عن الإجماع العربي، واعتبار ملف التطبيع طعنة للقضية المركزية الفلسطينية.
– الرفض الشعبي التام لأي تطبيع مع “الاحتلال”.
– إعلان المملكة العربية السعودية التزامها بمبادرة السلام العربية لعام 2002، كمرجعية عربية، أعطى ما يشبه القاطرة لبعض الدول في الالتزام بتلك المبادرة.
– وجود حكومة انتقالية في السودان، لا يمنحها التفويض بالبت في قضايا كبرى مثل التطبيع والعلاقات مع “إسرائيل”.
ويرى أن هذه الجولة “فاشلة” في محاولة التمهيد لعملية التطبيع في المنطقة.
وكان بومبيو قد غادر إسرائيل، صباح الثلاثاء، متوجها إلى السودان، في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم تتمحور حول ملفات عدة، من بينها تسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم واشنطن للسلام في البلاد، وأعقبها بزيارات للبحرين والإمارات وعمان.