تستضيف العاصمة الإيرانية (طهران) اليوم الثلاثاء القمة الثلاثية لمسار أستانا بشكل حضوري للمرة الأولى بعد جائحة كورونا، حيث يناقش الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيراه التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين تعزيز الأمن في سوريا.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في وقت سابق أن القمة تسعى إلى تثبيت الهدف الأساسي لمبادرة أستانا، المتمثل بخفض التوتر في المناطق التي تشهد معارك في سوريا، كما ستناقش العمليات العسكرية التي تنوي تركيا القيام بها.
وأضاف أن من أهداف القمة التعاون بين الدول الثلاث لتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، ومساعدة النازحين واللاجئين السوريين للعودة إلى أراضيهم.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن القمة ستركز أيضا على أمن المنطقة عبر الحل السياسي والأمن الغذائي.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني -اليوم الثلاثاء- إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل إلى إيران، في أول زيارة له خارج الاتحاد السوفياتي السابق منذ حرب أوكرانيا.
كما استقبل الرئيس الإيراني نظيره التركي رجب طيب أردوغان بمراسم رسمية في العاصمة طهران.
وكان الرئيس الإيراني في استقبال أردوغان لدى وصوله إلى قصر سعد آباد بطهران.
وتخلل مراسم الاستقبال الرسمية عزف النشيد الوطني للبلدين، وتحية الرئيس الضيف لحرس الشرف ومن ثم التقاط الصور، قبل الانتقال لإجراء المباحثات الثنائية.
ويرافق الرئيس أردوغان وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صويلو، والخزانة والمالية نور الدين نباتي، والموارد الطبيعية والطاقة فاتح دونماز، والتجارة محمد موش، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، والشباب والرياضة محمد محرم قصب أوغلو.
عملية مرتقبة
وكانت تركيا قد أعلنت نيتها منذ شهرين شن عملية عسكرية في شمال سوريا في المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يعد المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، ومن المفترض أن تمتد العملية التركية إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.
وتسيطر تركيا وفصائل من المعارضة السورية منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.
وتؤكد أنقرة أن وجودا قويا للمقاتلين الأكراد على حدودها مع سوريا، سيعزز موقع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية، وبحسب الباحث في الشؤون التركية في معهد كارنيغي-أوروبا سنان أولغن، “لا تريد السلطات التركية أن تخوض العملية من دون ضوء أخضر من روسيا (…)، لأن المنطقتين المستهدفتين تقعان تحت إشرافها، كما تريد تركيا التمكن من استخدام المجال الجوي”.
ويشير أولغن أن إيران حاضرة بدورها في منطقة العملية المزمعة “من خلال مجموعات شيعية مسلّحة”، ما يدفع تركيا للسعي إلى “نيل الضوء الأخضر” منها أيضا، وفق تعبيره.
يشار إلى أن موسكو كانت قد أعربت عن أملها في أن “تُحجِم” أنقرة عن شن الهجوم، بينما حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن عملية مماثلة قد تؤدي إلى “زعزعة أمن المنطقة”.