‘);
}

البحر الميت

يوصف البحر الميت بأنه أخفض بقعة على الأرض؛ حيث ينخفض عن مستوى سطح البحر بحوالي 400 متراً، كما ينخفض كل عام 33 سم تقريباً، أما اسمه فيستمده من كونه لا حياة فيه؛ بسبب شدة ملوحته وعدم وجود الغذاء فيه لدرجة تصل إلى موت الكائنات الواصلة إليه من النهر، وتُقدّر ملوحة مياه البحر الميت بما يقارب ستة أضعاف ملوحة مياه المحيطات؛ وهي درجة عالية جداً لا يعيش بها أي كائن حي.[١][٢]

يعود السبب في ملوحة البحر الميت الشديدة إلى أنّه بحر مغلق وغير متصّل بأي بحر آخر، كما أنّه لا يصبّ فيه أنهار سوى نهر الأردن؛ حيث يقع في حفرة تحيط بها الجبال، وهو بحر صغير بالنسبة للبحار الأخرى، ويؤدّي ارتفاع درجة حرارته إلى ارتفاع معدّل تبخر المياه منه تاركةً وراءها الأملاح المعدنية فيه، وتزداد هذه الأملاح مع مرور الوقت، والتي تمنح الماء بدورها كثافة مرتفعة جداً، أما مصدر الأملاح الرئيسي فهو شوارد معدنية التي تصل إليه عن طريق الأنهار والجداول التي تمر عبر الجبال المجاروة له.[١][٢]

وبسبب الكثافة العالية للماء؛ يصعب على الناس السباحة أو الغطس فيه وإنما تطفو أجسامهم فوق سطح الماء فقط، حيث تجعل كثافة الماء العالية حركة الأرجل والذراعين ثقيلة جداً، كما تضر ملوحته العيون والجلد، إلّا أن للأملاح الموجودة فيه آثار اقتصادية إيجابية، وتنبع أهميتها من وفرة البوتاس والأملاح المعدنية الأخرى فيها حيث تستخدم في مختلف الصناعات الكيميائية، ويمكن القول أن مياه البحر الميت تتناقص بسبب استهلاك المزارعين لمياه الأنهار بدرجة كبيرة قبل أن تصب فيه مما يؤدي إلى تناقص منسوب المياه مع مرور الوقت.[١][٢]