وشدد سفير إثيوبيا لدى جنوب إفريقيا شيفيراو تيكلماريم، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، على أن مشروع السد يفيد الإثيوبيين والأفارقة ويفيد المجتمع الدولي أيضًا، مضيفا “لكن عندما لا نلبي بعض احتياجاتنا الأساسية ، فهذا يعني تحديًا للقارة ولنا جميعًا. لذلك يجب علينا أن نقف حازمين وموحدين في تلبية إحتياجاتنا التنموية بالإضافة إلى تطوير مواردنا الطبيعية “.
وذكر السفير أن “إثيوبيا تواصل اتباع المبادئ الدولية للاستخدام العادل والمعقول للموارد الطبيعية المشتركة بيننا وبين الدول المجاورة، على الرغم من عدم وضوح الدوافع غير المعلنة عن مصر لعرقلة للمفاوضات”.
وأوضح السفير شيفيراو إلى أن مصر والسودان ستستفيدان من التدفق السلس للمياه ويجنبها من ترسب الطمي، مشيرا إلى أنه “لا يوجد أي سبب منطقي لمصر لتسييس أو تصعيد المفاوضات وعرقلتها”.
وأضاف أن “إعادة مفاوضات سد النهضة من واشنطن إلى الاتحاد الأفريقي كمشروع أفريقي يعد إنجازًا تاريخيًا بحد ذاته”.
وقال “نحن نقوم بهذا المشروع لتلبية احتياجاتنا الأساسية؛ وهي الحاجة الأساسية للكهرباء والتنمية. لذلك عندما نقوم بتلبية الاحتياجات الأساسية لشعبنا، ينبغي على مصر أن تتعاون معنا وليس عكس ذلك”.
وقالت السفيرة الإثيوبية لدى أوغندا، ألمسهاي مسرت، إن بناء السد ليس تحولا لإاثيوبيا فقط بل للمنطقة أيضا والقارة الأفريقية.
©
REUTERS / LEAH MILLIS
وأضافت أن سد النهضة رمز للدول الأفريقية الأخرى ويدل على أن القارة تستطيع ان تحقيق التنمية من خلال استغلال مواردها الطبيعية.
كما أوضحت أن بناء سد النهضة أمر لا رجعة فيه، وسوف يغير الوضع التاريخي والقانوني الراهن، وكذلك الروايات الإعلامية التي تضعها دول المصب، في الوقت الحاضر.
وتابعت “إن الفكر الإثيوبي حوَّلَ المنظور الاستعماري إلى الاستخدام العادل والمنصف لنهر النيل، إن إثيوبيا دعت دول المصب لإجراء مفاوضات حول إعادة النظر في الحصصة العادلة للموارد الطبيعية العابرة للحدود، ووصفت ملء سد النهضة بأنه إنجاز رائع لكل من إثيوبيا وجميع دول حوض النيل”.
وكانت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، قالت إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وافق على خطة لوقف المساعدات الخارجية لإثيوبيا، في وقت تحاول فيه إدارة ترامب التوسط في نزاع بشأن سد النهضة.
وبحسب مصدر نقلت عنه الصحيفة، فإن القرار الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع، والذي يصل إلى ما يقرب من 130 مليون دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية لإثيوبيا، قد يؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا التي تنفذ خططًا لملء السد.
وأشار مسؤولون ومساعدون في الكونغرس إلى أن البرامج التي تشملها المساعدات تتمثل المساعدة الأمنية ومكافحة الإرهاب والتعليم والتدريب العسكري وبرامج مكافحة الاتجار بالبشر وتمويل المساعدة الإنمائية.
وقال مسؤولون إن التخفيضات لن تؤثر على تمويل الولايات المتحدة للإغاثة الإنسانية الطارئة أو المساعدات الغذائية أو البرامج الصحية التي تهدف إلى التصدي لفيروس كوفيد -19 وفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
بعض المسؤولين الإثيوبيين يعتقدون أن إدارة ترامب تنحاز إلى مصر في النزاع حيث لم توافق على اعتماد تخفيضات موازية في المساعدات الخارجية لمصر، بينما تعتبر واشنطن نفسها وسيطا محايدا في هذه المفاوضات.