
استهدفت الولايات المتحدة -اليوم الأربعاء- برنامج إيران للصواريخ الباليستية بعقوبات جديدة، وسط أنباء عن مطالبة إسرائيل واشنطن برفع درجة العقوبات إلى مثيلاتها ضد روسيا، بينما اعتبر الحرس الثوري الإيراني أن تطبيع بعض الدول الخليجية مع إسرائيل يهدد المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن أنشطة إيران الصاروخية لا تزال تزعزع استقرار الشرق الأوسط وتشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي والدولي، حسب وصفه.
وأضاف بلينكن “أدرجنا اليوم 5 أفراد وكيانات على صلة ببرنامج النظام الصاروخي الإيراني على قائمة العقوبات”.
وتستهدف العقوبات الجديدة الإيراني محمد علي حسيني و”شبكة شركاته” بوصفهم مزودين لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية، ليتم تجميد أصولهم المحتملة في الولايات المتحدة ومنعهم من الوصول إلى النظام المالي الأميركي.
وقال براين نيلسون مساعد وزير الخزانة الأميركي -في بيان- إن حسيني، وهو وكيل شراء مقيم في إيران، اشترى عبر شركاته مواد مرتبطة بالدفع الصاروخي الباليستي لوحدة من الحرس الثوري مسؤولة عن أبحاث وتطوير الصواريخ الباليستية.
وأوضح البيان أن العقوبات تستهدف أيضا شركة بارشين الإيرانية للصناعات الكيميائية.
وأكد نيلسون أن هذه الإجراءات تظهر أن الولايات المتحدة “لن تتردد في استهداف من يدعمون برنامج إيران للصواريخ الباليستية”، مضيفا “سنعمل أيضا مع شركاء آخرين في المنطقة لمحاسبة إيران على أفعالها، خاصة انتهاكاتها الصارخة لسيادة جيرانها”.
وأوضحت وزارة الخزانة أن هذه التدابير تأتي في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على مدينة أربيل في كردستان العراق يوم 13 مارس/آذار الجاري.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم، مؤكدا أنه استهدف “مركزا إستراتيجيا” لإسرائيل في إقليم كردستان العراق.
وتأتي العقوبات في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة قريبة من إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران في المفاوضات المستمرة في فيينا، حيث قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم الأربعاء إن إيران والقوى العالمية تفصلهما بضعة أيام أو ربما أسابيع عن التوصل إلى اتفاق، وفقا لوكالة الإعلام الروسية.
وقبل عدة أيام، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي إنه ليس واثقا من أن الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران بات وشيكا.
موقف إسرائيل
من جهة أخرى، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أخبر بلينكن أنه يمكن ردع إيران عن التحرك نحو تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90%، وذلك إذا علمت أن العقوبات ضدها ستبلغ درجة العقوبات على روسيا.
كما قال بينيت إن الاتفاق النووي سيمنح طهران مليارات ثم تستخدمها في أنشطتها الإقليمية.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن تل أبيب طمأنت بلينكن بأنها اتخذت خطوات لعدم الالتفاف على عقوبات الغرب ضد روسيا.

تنديد بالتطبيع
في سياق متصل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قائد الحرس حسين سلامي يقوم بجولة تفقدية في جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك لتقييم الجهوزية القتالية للوحدات العسكرية.
وقال سلامي إن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري قادرة على الرد السريع ضد أي تهديد.
وأضاف أن تطبيع بعض الدول الخليجية مع إسرائيل يشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة وللدول المطبعة، معتبرا أنه يتوجب عليها إعادة النظر في هذه السياسات، حسب قوله.