‘);
}

نظرة عامة

تعرف مرحلة البلوغ بأنَّها المرحلة التي تظهر فيها سلسلة من التغيرات الطبيعية والصحية الهامة على الطفل نتيجة تغير مستويات أنواع معينة من الهرمونات في الجسم، والتي تدل على انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ويتضمن ذلك مجموعة من التغيرات العاطفية والنفسية والاجتماعية، وتغيرات في الأعضاء الجنسية للطفل، وحدوث التطور والنمو الجسدي داخل وخارج الجسم، وتغيرات في الدماغ، ويجب التنبيه إلى أنَّه في بعض الحالات لا تحدث هذه التغيرات والعمليات بالشكل السليم وكما ينبغي أن تكون فعلاً، ويطلق على هذه الحالة اسم اضطرابات مرحلة البلوغ (بالإنجليزية: puberty disorder).[١][٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه التغيرات الهرمونية غالباً ما تحدث في فترة سنوات الدراسة المتوسطة، غير أنَّ ذلك يختلف باختلاف الأفراد، فقد يبدأ البلوغ عند الطفل مبكراً أو متأخراً، فتبدأ علامات مرحلة البلوغ بالظهور على الإناث عادة في وقت مبكر مقارنة بالذكور، وترتبط هذه التغيرات النفسية والجسدية بتغيرات في مستويات هرمونات معينة موجودة في الجسم،[٣] إذ يتم التحكم في مرحلة البلوغ والجهاز التناسلي من خلال منطقة صغيرة في الدماغ يطلق عليها اسم تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) التي تُفرز منها هرمونات عدة مثل الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin Releasing Hormone)، واختصاراً GnRH الذي يحفز إفراز الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) واختصاراً (FSH)، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) من الغدة النخامية الأمامية، ويتوجه هذان الهرمونان إلى الغدد التناسلية – المبيض لدى الأنثى والخصيتين لدى الذكر- لتحفيز تكوين وإفراز الهرمونات الجنسية، وهي: الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والتستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، كما أنَّها تدعم عملية تكوين الجاميتات (بالإنجليزية: Gametogenesis)،[٤] ومن الجدير بالذكر أنَّه يساهم هرمونا الإستروجين والتستوستيرون في تطوُّر الخصائص الجنسية الثانوية في مرحلة البلوغ، والتي تميز الذكور عن الإناث، كظهور شعر الوجه وتطوُّر الكتلة العضلية لدى الذكور، ونمو الأثداء واستدارة الورك عند الإناث.[٥]

وعليه يمكن تصنيف اضطرابات مرحلة البلوغ إلى نوعين أساسيين، فالبلوغ المتأخر غالباً ما يكون اضطراباً طبيعياً، ويطلق عليه حينئذٍ تأخر البلوغ البنيوي، ولكنَّه قد يحدث أيضاً نتيجة الإصابة بقصور الغدد التناسلية والذي يُسفر عنه مشكلة نقص موجهة الغدد التناسلية، أو فرط موجهة الغدد التناسلية، أما البلوغ المبكر فمن المحتمل أن يكون ثانوياً لتحفيز تحت المهاد، ويطلق عليه في هذه الحالة اسم البلوغ المبكر المركزي أو المعتمد على هرمون موجه الغدد التناسلي، أو أن يكون البلوغ المبكر ثانوياً لحدوث تغير في تنظيم إنتاج الهرمونات الجنسية في الغدد، كالغدة الكظرية أو غيرها من الأنسجة، ويطلق عليه في هذه الحالة البلوغ المبكر المحيطي، أو غير المعتمد على هرمون موجه الغدد التناسلية.[٦]