وإما أن يكسب الجسم المعركة لامتلاكه جهاز مناعة قوياً أو أن ينجح الميكروب الغازي في إسكات مصادر نيران مقاومة الجسم وبالتالي يستفحل وجوده ويبدأ في إصابة المناطق المجاورة كالمفاصل والغضاريف ونخاع العظم.
القصة لا تبدأ من هنا، بل إن وصول البكتيريا إلى العظم وهي منطقة تعد نائية وحصينة في الجسم يتطلب من البكتيريا أن تشق طريقها بصعوبة إليه، فالبكتيريا تدخل إلى العظم عبر أربعة طرق ممكنة، إما عن طريق الدم، أو الانتقال من مفصل أو عضو مجاور مصاب بها، أو الاقتحام المباشر للعظم من خلال الحوادث والإصابات، أو بعد العمليات الجراحية. ويتعرض الأطفال بشكل أكبر إلى التهاب العظم عبر الدم أو الأعضاء المجاورة الملتهبة وبشكل أقل نتيجة الإصابات كغرس المسامير أو القطع الحديدية الملوثة عبر الحذاء أو غيره، ومن النادر عبر العمليات الجراحية في العظم لو تمت.
الأطفال ما بين سن الثانية والخامسة عرضة للإصابة عبر الدم من خلال تعرض اللوزتين أو الأذن الوسطى أو الجروح الكبيرة لالتهاب بكتيري ينجح في الوصول إلى الدم خاصة لو كانت البكتيريا من نوع ستافلوكوكس، ويدور معه في داخل الجسم إلى أن يجد موطئ قدم في أحد أجزاء العظم والتي يفضل في 80% من الحالات عظام الأطراف السفلى وخاصة عظمة الفخذ. عندها يبدأ الطفل بالمعاناة من أعراض الالتهاب المتقدمة فيه.
ملاحظة الوالدين مهمة خاصة عند شكوى الطفل من الألم في العظم أو صعوبة الحركة واختلال المشي أو البكاء عند لمس الأطراف السفلى، هذا مع ظهور احمرار أو انتفاخ أو ارتفاع في الحرارة في موضع الالتهاب أو الجسم بشكل عام.
وسرعة العرض على الطبيب أمر ملح في مثل هذه الحالات الذي يجرى الفحوصات والأشعة اللازمة للتشخيص السليم، لأن العلاج المبكر والسليم هو أساس نجاح التخلص من الالتهاب ووقاية الطفل من المضاعفات التي يصعب علاجها كالخرّاج أو العاهات في شكل العظم نتيجة تحلله و تفتته وبالتالي تأثيره على حركة المشي وغيرها. والمضاد الحيوي هو الأساس ويفضل كثير من الأطباء أن يكون عبر الوريد، ويستغرق العلاج على أقل تقدير أربعة أسابيع، بعدها إن أظهر الطفل تحسناً يمكن تحويل المضاد الحيوي إلى ما يؤخذ عبر الفم
المصدر: موسوعه صحة الطفل