الحربُ ترقصُ عاريةً أمام القبور

الصيفُ يعودُ إلى المقابر والموتى الآن يشرّعونَ النوافذَ.. دون رغبة « الأشهرُ الماضية كانت خلّابة « – قال أحدُ الموتى المتذمّرين هنا.. في هذا المكانِ الموتُ ليس سيّئاً كما الحياة.. هنا باستطاعتهم أن يجعلوا من عظامهم خناجرَ لطعنِ الترابِ في خاصرتهِ.. إنْ ضجروا من البصاقِ على بعضهم المقابرُ في الصيفِ لها رائحةُ الحقولِ اليابسة المُتكسّرة.. […]

الحربُ ترقصُ عاريةً أمام القبور

[wpcc-script type=”7bad641b084de44cf71e361f-text/javascript”]

الصيفُ يعودُ إلى المقابر
والموتى الآن يشرّعونَ النوافذَ.. دون رغبة
« الأشهرُ الماضية كانت خلّابة «
– قال أحدُ الموتى المتذمّرين
هنا.. في هذا المكانِ
الموتُ ليس سيّئاً كما الحياة.. هنا
باستطاعتهم أن يجعلوا من عظامهم خناجرَ
لطعنِ الترابِ في خاصرتهِ.. إنْ ضجروا
من البصاقِ على بعضهم
المقابرُ في الصيفِ
لها رائحةُ الحقولِ اليابسة
المُتكسّرة.. كما قلوب الأمّهات
المقابرُ
لا تعتذرُ للأمّهاتِ
ولن تعتذرَ للعاشقاتِ اللائي فقدنَ قلوبهنَ في الحروب..
الصيفُ، يدفنُ كلَّ الفصولِ
بلا اكثراث
يدفنها، كما يدفنُ الطاغيةُ ابتساماتِ الأطفالِ
تحت رخامِ عرشه..
-الصيفُ.. دفءٌ؟
ــ الجحيمُ أيضاً هو الدفءُ
للرازحينَ تحت شهوةِ الثلجِ على حدودِ الأوطان
الجحيمُ أيضاً هو الدفءُ
للذين ماتوا عراةً على موائدِ الثورة..
الدفءُ: موسيقى
ليس الدفءُ سكاكينَ باسمِ الأنبياءِ
والطغاةِ
وأظلافِ مسابقاتِ الماعزِ أمام «الكعبة» ..
في المقابرِ الآن
لا شيءَ هناك
سوى الصمت
وعاشقٍ قتلهُ التذمّرُ على هيئةِ رصاصة
يلهو بعدسةِ قناصة
وكلّ ظنّه
أنه يصوّر القرى البعيدة ..

٭ شاعر سوري

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *