الشخصية المستسلمة: تعريفها، صفاتها، أسبابها، وطرق معالجتها

يساعدنا تحليل الشخصية على معرفة ذواتنا والآخرين أكثر؛ ممَّا يثري علاقاتنا الاجتماعية، ويسهِّل علينا الطريق للوصول إلى غاياتنا وأهدافنا؛ فالتواصل السليم مع الآخرين مفتاح النجاح في كل مفصل من مفاصل حياتنا، حيث يجب اتباع طريقة معينة من التواصل مع كل إنسان. سنتحدث في هذه المقالة عن الشخصية المستسلمة وتعريفها، وصفاتها، وأسبابها، وطرق معالجتها.

تعريف الشخصية المستسلمة:

هي شخصية تفضل وتحب الاستسلام للأشخاص الآخرين، وتسايرهم في ما يرغبون فيه؛ فهي تشعر بالسلام عند تلقي التعليمات من الأشخاص المسؤولين عنها، وتنفذها دون أيِّ اعتراض، سواءً في العلاقات الاجتماعية أم المنزل أم العمل؛ كما تعاني من ضعف في إبداء الرأي الشخصي، وتكتم مشاعرها الداخلية، ولا تستطيع إظهارها أو مواجهة الآخرين، ولديها خوف من التقاء نظراتها مع من تتحدث إليهم.

شاهد بالفديو: 12 صفة تجعلك صاحب شخصية مثالية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/iCZl8G0QXlY?rel=0&hd=0″]

صفات الشخصية المستسلمة:

1. ضعف قدرتها على إبداء رأيها الشخصي:

تتسم الشخصية المستسلمة بضعف قدرتها على إظهار وجهة نظرها ورأيها الشخصي، خاصة في حال مخالفتها معظم آراء ووجهات نظر الآخرين.

2. حريصة بشكل مبالغ فيه على مشاعر الأشخاص الآخرين:

تعدُّ الشخصية المستسلمة من أكثر الشخصيات الحريصة على مشاعر الأشخاص الآخرين المحيطين بها بشكل مبالغ فيه، وهي غير قادرة على إظهار مشاعرها الداخلية مثل: مشاعر الرضا، أو الرفض، أو الحزن، أو الاستياء، أو الحب، أو الكره.

3. غير قادرة على اتخاذ القرارات:

إنَّ الشخصية المستسلمة شخصية ضعية الحزم، وغير قادرة على اتخاذ القرارات مهما كانت بسيطة.

4. ميالة إلى موافقة الأشخاص الآخرين:

من أبرز صفات الشخصية المستسلمة ميلها إلى موافقة الأشخاص الآخرين، ومجاملتهم في معظم الأوقات، والخضوع لرغباتهم ولو كان ذلك على حسابها؛ فهي لا تمتلك الشجاعة الكافية لقول: “لا”، وأكثر ما تقوله: “نعم”.

5. الذِّلة:

تتصف بالتواضع في غير موضعه، ولغير أهله.

6. تواصلها البصري ضعيف:

تتجنب الشخصية المستسلمة التقاء العيون في معظم الأوقات، ويكون صوتها خافتاً حتى وإن كانت هي صاحبة الحق.

7. مترددة دائماً:

إنَّ الشخصية المستسلمة متذبذبة دائماً، ولا تستطيع أن تخطو أيَّ خطوة في أي اختيار تريده، ولا تعرف كيف تفاضل بين أكثر من اختيار، وكيف تختار الأنسب لها حتى في أبسط الأمور.

8. كثيرة الشكوى:

تشتكي دائماً، ولا تبحث عن حلول لمشكلاتها.

9. الانسحاب بالنسبة إليها يعدُّ سيد الموقف:

لا تحب الشخصية المستسلمة المواجهة، وتفضل الانسحاب من المواقف؛ ذلك لأنَّه عند المواجهة، ستنكشف شخصيتها الاستسلامية، ومدى عدم قدرتها على التحمل في المواقف المختلفة.

أسباب الاستسلام:

1. تعرض الشخصية المستسلمة إلى التنمر:

يمكن لتعرض الطفل إلى التنمر أن يجعله أكثر عرضة إلى أن يصبح شخصاً مستسلماً عند الكبر، وفاقداً للثقة بنفسه، ويعاني صعوبة كبيرة في التواصل مع الأشخاص الآخرين من حوله.

2. الخوف الزائد:

إنَّ من أكثر الأمور التي تجعل الشخصية مستسلمة وضعيفة حتى للأمور التي تستوجب التغيير “الخوف الزائد”، والذي تكون نتيجته سلبية للغاية، حيث يشعر الفرد بأنَّه خائف من التجربة مهما كانت بسيطة وغير معقدة.

3. قلة تقدير الذات:

إنَّ من الأمور التي تسهل للأشخاص الآخرين عملية السيطرة على الشخصية المستسلمة وقيادتها “شعور هذه الشخصية بالذنب على الدوام، ولوم الذات، وعدم تقديرها أو الثقة بها”، حيث إنَّ الفارق بين الثقة بالنفس وتقدير الذات وبين الغرور خيط رفيع جداً.

يعني كلٌّ من الثقة بالنفس وتقدير الذات أنَّ الشخص يعرف اتجاهاته، ومدرك لقدراته، ويعرف قيمة نفسه؛ بينما يعني الغرور تعظيم النفس وإجلالها بشكل مبالغ فيه كثيراً. 

4. خوف الأهل الزائد على أبنائهم:

يجب على الأهل أن يدركوا أنَّ هناك بعض التصرفات والسلوكات التي يعتمدونها في تربية أطفالهم يمكن أن تفسد شخصية الطفل في المستقبل وتعرضه إلى مشكلات نفسية بالغة؛ ومن هذه السلوكات:

  • حب السيطرة الأبوية والتحكم بالطفل لدرجة كبيرة.
  • التدخل في أدق تفاصيله؛ سواءً بالنسبة إلى الأصدقاء، أم الاختيارات التي يفضلها.

يمكن لكل ذلك أن يجعل منه في المستقبل شخصية مستسلمة قابلة للانصياع للآخرين، وغير قادرة على اتخاذ أبسط القرارات في حياتها.

5. المقارنة مع الأشخاص الآخرين:

إنَّ من الأمور التي تقلل من الثقة بالنفس وتجعل الشخص أكثر عرضة إلى أن يكون مستسلماً وغير قادر على اتخاذ القرار: “المقارنة بين الشخص والأفراد الآخرين”؛ سواءً أكانوا أصدقاءه في المدرسة، أم زملاءه في العمل.

عادة ما تكون المقارنة من ناحية الدراسة، أو الشكل، أو التصرفات والسلوكات، أو الإنتاجية في العمل؛ ويمكن للشخص نفسه مقارنة ذاته مع الآخرين.

6. التفكير السلبي:

يمكن لتذكر كلِّ الحالات السلبية ولحظات الفشل التي مر بها الشخص أن يجعل منه شخصاً ضعيفاً ومستسلماً وقابلاً للانصياع لأوامر الآخرين، وأن يُشعِره بأنَّه لم يقم بأي شيء جيد وصحيح في حياته.

7. التعرض إلى الاستهزاء والتوبيخ باستمرار:

يمكن لتعرض الأطفال إلى الاستهزاء والتوبيخ من قبل الأهل أو المدرسين أو الزملاء في المدرسة، أو تعرض الكبار إلى التوبيخ من قبل المدير أو زميل العمل؛ أن يُفقِد الشخص تقديره واحترامه لذاته، ويجعل منه شخصاً قابلاً للانصياع لأوامر الآخرين.

8. الحاجة العاطفية أو الحاجة المادية:

يمكن أن يجبر الاحتياج العاطفي أو المادي الفرد على قبول أشياء وتصرفات لم يكن ليقبلها دون شعوره بالحاجة؛ فهو يتقبَّل ويقبل التصرف السيئ من الآخرين لأنَّه بحاجة إليهم.

كيفية معالجة الشخصية المستسلمة:

1. الاعتراف الحقيقي بالمشكلة:

يجب على الشخصية المستسلمة أن تعترف بأنَّها تعاني من مشكلة تتطلب حلاً؛ لذا من الضروري تحديد هذه المشكلة بدقة، ومحاولة التوصل إلى حل جذري لها.

2. تعلم قول “لا”:

يعدُّ قول كلمة “لا” من الأمور التي يجب على الشخصية المستسلمة تعلمها وإتقانها، وكذلك الرفض بطريقة مهذبة في حال لم يكن الأمر يناسبها، وعدم الخجل من ذلك مطلقاً.

3. تحديد الأهداف:

من الأمور التي تزيد الثقة بالنفس هو تحقيق الأهداف المطلوبة؛ ولكي تتمكن الشخصية المستسلمة من ذلك، عليها تحديد الأهداف التي تريدها، وتجزئتها إلى أهداف صغيرة، وتحقيقها؛ حيث يساعدها النجاح بذلك على كسب ثقتها بذاتها.

4. تعلم أشياء جديدة كلَّ يوم:

من الأمور التي تزيد الثقة بالنفس وتُكسِب الشخصية المستسلمة مهارات جديدة للتواصل مع الأشخاص الآخرين: “تعلم كلِّ ما هو جديد يومياً”؛ حيث إنَّ ذلك له أثر كبير في زيادة تقدير الذات والثقة بها، وتجاوز حالة الاستسلام.

5. مكافأة الذات:

من الأمور التي يمكن أن تساعد الشخصية المستسلمة على اكتساب تقديرها لذاتها والثقة بنفسها “مكافأة الذات، وعدم التقليل من قيمة الإنجازات التي تحققها، وعدم المبالغة في ذلك أيضاً”.

6. تعلم لغة الأفعال والاعتماد عليها في كل المجالات:

يجب على الشخصية المستسلمة ألَّا ترد على الإساءة إليها بالكلام، وإنَّما بالأفعال؛ ويعدُّ الإصرار على تكرار المحاولة والنجاح في تحقيقها رداً حقيقياً وقوياً على كل شيء يمكن أن تتعرَّض إليه هذه الشخصية.

7. تعلم المجازفة:

يمكن لاكتشاف الأشياء المختلفة أن يجعل الشخصية المستسلمة تكتشف قوة شخصيتها وقدرتها وثقتها بذاتها؛ لذا من الضروري أن تتشجع على القيام بالمغامرة حتى في أبسط الأشياء، بالإضافة إلى محاولة فعل شيء غريب كل يوم.

8. تقبل الخسارة والهزيمة:

يجب على الشخصية المستسلمة ألَّا تعتبر أنَّ الفشل هو نهاية الكون، بل يجب عليها أن تتقبله بروح التحدي، وأن تحاول مرة أخرى؛ ذلك لأنَّ النجاح بعد الإصرار والمحاولة له طعم رائع ومختلف.

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *