العلاج بالموسيقا عند العرب قديماً:
ما يثير الفخر أنّ العرب عرفوا العلاج بالموسيقا قبل الغرب فاستخدموها في علاج بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية، وعرفوا تأثيرها على الجسد والروح. فقد نصح الرازي مرضاه باستخدام الموسيقا للعلاج من الآلام ولعلاج مرض الماليخوليا. واكتشف الفارابي أنّ للموسيقا أثر على الأحاسيس والمشاعر، وتوصّل لذلك في إحدى الجلسات عندما كان يعزف الموسيقا فأضحك الجالسين وعزف مقطوعة أخرى فأبكاهم.
ومن خلال الملاحظة عرف ابن سينا أنّ الإنسان يعيش حالات نفسية مختلفة خلال النهار، فحدّد مقامات يفترض سماعها في أوقات معينة، وذكر أنّ (مقام الرست) يسمع عند الشروق و (مقام النوى) في أوقات المغرب.
كما وضع الكندي الكثير من النغمات كوصفات طبية فوصف بعضها للمساعدة على الهضم وبعضها لعلاج اليرقان وأخرى مسكّن للبلغم والسعال ونغمات أخرى لتقوية الدم.
العلاج بالموسيقا في العصر الحديث:
في العصر الحديث بدأ العلاج بالموسيقى بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث كان الموسيقيين يتجولون بين المستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للجرحى من ضحايا الحرب حتى يخففوا من آلامهم. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الموسيقى تخفف من الآلام بنسبة 21%، والكآبة بنسبة 25%، خاصة عند الذين يعانون من أمراض نفسية ومشاكل اجتماعية، كما أنّ للموسيقا تأثير إيجابي على المرضى الذين تصل أعمارهم إلى خمسين عاماً.
وأفادت دراسة أجرتها جامعة “ستانفورد” الأمريكية أنّ الناس الذين يعانون من النسيان عليهم الاستماع إلى موسيقى “موزارت” فلديها قدرة عجيبة على تحسين قدرات التعلّم والذاكرة عند الإنسان.
وتوصلت الدراسات حديثاً أنّ تأثير الموسيقى على الإنسان يبدأ منذ تكوينه في بطن أمه، كما أنّ الجنين يتأثر ايجابياً عند سماع الموسيقى لذلك يطلب من الأم أنّ تستمع للموسيقا الهادئة خلال فترة الحمل.
كم من المفيد أن تقتدي بأجدادك القدماء وتستخدم الموسيقا في علاج أمراضك، بين الماضي والحاضر رحلة جميلة وتاريخ طويل للموسيقا في العلاج، ستظًل الموسيقا تعزف لحن الشفاء لكلّ سقيم وعليل.