العمر العقلي

العمر العقلي هو مقياس لأداء الفرد العقلي لوظائف معينة عند عمر معين، مقارنة بالأداء العقلي المتوسط لأقران نفس الفرد من نفس العمر الجسدي المقاس بالسنوات.

Share your love

تم طرح مفهوم العمر العقلي لأول مرة من قبل عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيت (Alfred Binet) في عام 1905، وهو مقياس لأداء الفرد العقلي لوظائف معينة عند عمر معين، مقارنة بالأداء العقلي المتوسط لأقران نفس الفرد من نفس العمر الجسدي المقاس بالسنوات، فيقيس العمر العقلي القدرة العقلية للشخص، وهو بذلك يستند على العمر الذي يستغرقه الشخص العادي للوصول إلى نفس المستوى من التحصيل العقلي، حيث يتم قياس العمر العقلي عادة من خلال إجراء اختبارات الذكاء الموحد.

ظل مفهوم العمر العقلي موضوع نقاش إلى حد ما، فيعتقد أولئك الذين يدعمون مفهوم العمر العقلي أنه على الرغم من أن الأطفال يتطورون فكريأً بمعدلات مختلفة، فإن مسار التطور الفكري هو نفسه لكل الأطفال، كما يعتقدون بأن مفهوم العمر العقلي يعتبر أقل أهمية لدى الأشخاص البالغين، وذلك لأن مستويات الذكاء لديهم تتغير بشكل قليل من عامٍ لآخر، أما أولئك الذين لا يدعمونه فيعتقدون أن التنمية الفكرية ليست خطًا مستقيمًا، فقد يطور بعض الأفراد قدرات ذهنية معينة بشكل أسرع من تطوير قدرات ذهنية أخرى، فعلى سبيل المثال، قد تكون مهارة القراءة عند شخص يبلغ من العمر 16 عاماً أضعف بكثير من الأشخاص الآخرين بنفس مستواه الدراسي وعمره، ولكنه قد يتمكن من فهم الرياضيات المتقدمة بشكل ممتاز وبمستوى أشخاص جامعيين.

أقسام العمر العقلي

يمكن تقسيم العمر العقلي إلى قسمين:

  1. الأداء الإدراكي (القدرة على التعلم والتذكر).
  2. الأداء العاطفي (القدرة على التعامل مع المشاعر وإدارتها).

يميل الأشخاص إلى المزيد من الصعوبة في بعض جوانب الذاكرة مع تقدمهم في السن، لذا فإن الاحتفاظ بعمر عقلي أصغر يتطلب التغلب على مشاكل الذاكرة، ومن ناحية أخرى، تتحسن قدرات الأشخاص على التعامل مع المشاعر السلبية كلما تقدموا في السن.

لنبدأ بالأداء الإدراكي: إن العمر العقلي هو مقياس مباشر لمدى كفاءة استخدام الشخص لعقله في التعامل مع الحمل المعرفي المحيط به، فربما يشعر الشخص بانخفاض كفاءة ذاكرته عما كانت عليه سابقًا، فبمجرد أن يشعر الشخص بانخفاض قدرته الإدراكية ينبغي عليه النظر إلى جميع العوامل التي أدت إلى ذلك، مثل الإجهاد أو القلق أو الزهايمر أو أي عوامل أخرى، والحرص على التعامل معها بحذر ومعالجتها لضمان عدم تفاقمها.

من الطبيعي أن يستغرق الشخص وقتًا أطول في معالجة المعلومات في عقله وإبداء رد فعل عليها مع تقدمه في العمر، لأن هذا هو أحد أهم التغييرات الطبيعية التي تحدث لوظائف الدماغ مع الزمن، حيث يحتاج الدماغ إلى الأكسجين للقيام بوظائفه، ونحن نعلم أن القدرة الهوائية التي تعكس كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ تنخفض بنسبة 1% كل سنة، فيمكننا أن نستدل من ذلك على أن القدرة المعرفية ستنخفض بمعدل مماثل، وإذا طبقنا هذه القاعدة، ستكون ذاكرة الشخص في سن الستين أسوأ بنسبة 20٪ مما كانت عليه في سن الأربعين.

أما فيما يتعلق بالأداء العاطفي: يكون الشخص أفضل في أداءه العاطفي عندما يكبر بالسن، حيث أن دراسات علم النفس تشير إلى أن كبار السن هم حقاً أكثر حكمة، حيث يستطيعون السيطرة على أعصابهم بشكل أفضل، وأن يتعاملوا مع المواقف السلبية بإيجابية، وكلما زاد العمر العاطفي تزداد فرصة الحفاظ على عمر عقلي أصغر.

اختبارات العمر العقلي

عادةً ما يتم إجراء اختبارات لقياس العمر العقلي للفرد من قبل أخصائيين نفسيين مؤهلين، فهناك مجموعة من التقييمات المعرفية، والعاطفية، وأحياناً اللفظية لقياس وتحديد العمر العقلي.

يتم في الغالب استخدام المنهجية الأكثر دقة التي تنص على أن أسلوب الحياة يتغير باستمرار مع التقدم في العمر، حيث تتغير وجهات نظر الشخص حول الكثير من الأمور مثل نمط الحياة والصحة والمال كلما تقدم في العمر.

كيف يرتبط العمر العقلي بدرجة الذكاء؟

يعتبر حاصل الذكاء (بالإنجليزية: Intelligence Quotient) أو ما يسمى IQ هو الطريقة الثابتة لقياس ذكاء الشخص،  وكان حاصل الذكاء في الماضي يرتبط بالعلاقة بين العمر العقلي والعمر الفعلي من خلال المعادلة التالية:

العمر العقلي / العمر الفعلي × 100 = معدل الذكاء

حيث إذا كان العمر العقلي (الذي تم حسابه من خلال اختبارات العمر العقلي) هو نفس العمر الفعلي، كانت النتيجة 100.

ومع ذلك، لم يستمر استخدام هذه المعادلة في قياس معدل الذكاء، حيث أصبح يتم قياسه كدرجة تعتمد على اختبار موحد يتم من خلاله تصنيف (متوسط التفكير) على أنه يعادل الدرجة 100، وبالتالي تُصنف الدرجات التي تتجاوز 100 درجة على أنها تفوق معدل الذكاء، حيث تم اقتراح اختصار معدل الذكاء (IQ) من قبل عالم النفس الألماني ويليام ستيرن (William Stern) في عام 1912، وكان يعتمد نظامه في قياس الذكاء على مدى انحراف النتيجة عن متوسط درجة الذكاء، بدلًا من حساب النمو الذهني بالمقارنة مع العمر الفعلي للإنسان.

يقيس اختبار الذكاء العديد من عوامل الذكاء، والتفكير المنطقي، ومهارات الرياضيات، والقدرات اللغوية، والعلاقات، والقدرة على حل المشكلات الجديدة، وتختلف نتائج الاختبار تبعاً لتأثرها بعوامل مختلفة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤثر التعب، أو الآثار الجانبية لدواء معين، أو مستوى التعليم الرسمي، أو مجال الدراسة، أو التدريب، أو الممارسة، وما إلى ذلك على درجات الذكاء للشخص دون أن يعكس بالضرورة إمكاناته الحقيقية.

اقرأ أيضاً: ما هو اختبار الذكاء (IQ test)؟

Source: Altibbi.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!