الغدة الدرقية وزيادة الوزن وكيفية التخسيس
}
الغدة الدرقية
تُعد اضطرابات الغدة الدرقية من الاضطرابات الصحية الشائعة خصوصًا عند النساء، وقد تكون دائمةً أو مؤقتةً، وتُعرَف الغدة الدرقية ( Thyroid gland) بأنّها غدة صماء تقع في مقدمة الرقبة، وتتمثل وظيفتها بتصنيع هرمونين، وهما؛ثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وتفرز هرموناتها في مجرى الدم، لتنظِّم هذه الهرمونات عمل خلايا الجسم المختلفة.
يوجد العديد من الاضطرابات التي قد تصيب الغدة الدرقية، والمُسبِّبة إما لزيادة إنتاج هرموناتها بما يُعرَف باضطراب فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي غالبًا ما يُسبِّب فقدان الوزن، أو انخفاض إنتاج هرموناتها يما يُعرَف باضطراب قصور الغدة الدرقية الأكثر شيوعًا، والمُسبِّب لزيادة في الوزن عند معظم المصابين.[١]
‘);
}
الغدة الدرقية وزيادة الوزن
يعاني العديد من المصابين بالغدة الدرقية من عدم القدرة على التحكم بالوزن؛ إذ تساعد هرمونات الغدّة الدّرقية على تنظيم عملية التّمثيل الغذائي في جسم الإنسان أو ما يُعرَف بالأيض، ويُعدّ التّمثيل الغذائي في جسم الإنسان مقدار الطّاقة التي يستخدمها جسم الإنسان ومعدّلها، بالإضافة إلى مقدار الطّاقة التي يستهلكها الجسم أثناء فترة الرّاحة، ولهذا فإنّ عدم إنتاج ما يكفي من هرمون الغدّة الدّرقية يرتبط عادةً بمعدل الأيض الأساسي المنخفض، لذلك فإنّ قصور الغدّة الدرقيّة يُسبّب زيادة الوزن؛ لأنّ الجسم لا يحرق الكثير من الطّاقة، التي يمكن أن تؤدّي إلى فائضٍ من السّعرات الحرارية وتراكمها.[٢]
إنّ العلاقة بين معدلات الأيض في الجسم والتغيرات في الوزن معقدة، لوجود العديد من العوامل المؤثرة في عملية الأيض بالجسم بالإضافة إلى هرمونات الغدة الدرقية، فتتفاعل هذه العوامل جميعها مع أجزاء من الدماغ والجسم للسيطرة على عملية الأيض، وبالتالي يصعب التنبؤ بالتغيُّر الذي سيحدث للوزن بتغيُّر عامل واحد فقط أو حدوث اضطراب فيه؛ كاضطراب هرمونات الغدة الدرقية.[٣]
إنَّ سبب زيادة الوزن للأشخاص المصابين بالغدة الدرقية معقد؛ إذ إن زيادة الوزن عند معظم الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية تنتج أساسيًا عن تراكم الملح والماء الزائد، ووتتراوح نسبة الزيادة عند المصاب بالقصور في الغدة الدرقية ما بين 2.25-4.5 كيلوغرام فقط اعتمادًا على شدة الحالة.[٣]
كيفية التخسيس للمصابين بقصور الغدة الدرقية
كلّما زادت حدة اضطراب قصور الغدة الدرقية زاد الوزن، لذلك يجب العمل على التخفيف الحالة باتباع ما يأتي:[٤]
- تناول الأدوية لمعالجة قصور الغدة الدرقية: يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد جرعة اللازمة المصرح بأخذها من الدواء الهرموني المعالج لقصور الغدة الدرقية، بالتالي استرجاع معدل الأيض الأساسي، وعدم اكتساب المزيد من الوزن.
- اعتماد نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية: يجب مراجعة أخصائي التغذية لتحديد عدد السعرات الحرارية اللازم في النظام الغذائي لموازنة الكمية التي يحرقها الجسم؛ إذ إنّ اتباع نظام غذائي قاسٍ منخفض السعرات الحرارية إلى حد كبير يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية: يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية لمدة 300 دقيقة في الأسبوع؛ أي ما يعادل 60 دقيقةً يوميًا لمدة 5 أيام طوال الأسبوع، ممّا سيُساعد على فقدان الوزن للأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، كما سيُسهم في التخفيف من الإعياء المُصاحب للحالة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب؛ لأنّ قصور الغدة الدرقية يُؤدي أيضًا إلى تباطؤ معدل ضربات القلب، ممّا يُؤثر في القدرة على أداء التمارين الرياضية.
النظام الغذائي لمرضى الغدة الدرقية
يُعدّ تغيير النظام الغذائي أمرًا جيدًا للمصابين بقصور الغدة الدرقية من أجل إنقاص الوزن، لكن يجب اتباع النظام الغذائي الذي يناسب الجسم؛ إذ إنّ لكل شخص فسيولوجيًا جسم مختلفة عن الآخرين، فيمكن أن يمتلك حساسية غذائية من أنواع معينة من الأطعمة، كما تختلف قدرة الأجسام على امتصاص العناصر الغذائية والحرق.
وتوجد عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في النظام الغذائي، لذلك يجب استشارة أخصائي تغذية للتخطيط لإنقاص الوزن، ويجب الالتزام ببعض الأساليب التي تُسهم في ذلك، ومنها ما يأتي:[٥]
- خفض السعرات الحرارية الكلية؛ إذ يجب حساب كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص المُصاب يوميًا، باستخدام تطبيقات معينة على الهواتف الذكية وباستشارة أخصائي التغذية.
- التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة والسكريات.
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
- تغيير توقيت الوجبات؛ إذ يُسهم الصيام في تحفيز حرق الدهون، ويُساعد على تنظيم هرمونات الجوع، لذا يمكن اتباع النظام الغذائي متقطع للصيام.
- اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين؛ إذ توجد علاقة بين حساسية الغلوتين وبعض حالات قصور الغدة الدرقية، ولوحظ أنَّ اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ساعد بعض الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية على فقدان الوزن.
- تجنب الأطعمة التي تبطئ من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية؛ إذ يُنصَح بتجنُّب تناول البروكلي، والسبانخ، والكرنب الأجعد.
- شرب الماء بكميات كافية؛ إذ يساعد الماء في عمليات الأيض للعمل بكفاءة عالية، وتقليل الشهية، والتخلص من الانتفاخ، وتحسين عملية الهضم، والتخلص من احتباس السوائل.
- إجراء اختبار المواد المسببة للحساسية؛ إذ يُنصَح بتجنُّب تناول الأطعمة التي تسببها، مثل؛ الحساسية من الألبان، أو المكسرات.
أطعمة يجب تجنبها لمرضى الغدة الدرقية
يمكن بيان بعض الأطعمة التي يجب على المصابين بقصور الغدة الدرقية تجنبها على النحو الآتي:[٦]
- الخضروات الصليبية؛ كالبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، والسبانخ، لاحتوائها على مركبات محدثات الدراق، وهي مركبات تؤثر في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ولكن يجب تجنُّب الإفراط في ذلك، كما أن طبخها يؤدي إلى إبطال مفعول مركبات محدثات الدراق.
- الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سعرات حرارية بكمية كبيرة.
- أطعمة يجب تناولها دون إفراط لاحتوائها على مركبات محدثات الدراق، وتتضمن هذه:
- الصويا ومنتجاتها.
- المكسرات؛ كالفول السوداني، والجوز، والصنوبر.
- بعض الفواكه والخضروات النشوية؛ كالبطاطا الحلوة، والفراولة، والخوخ.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحولية، لأثرها في تهييج الغدة الدرقية.
أعراض قصور الغدة الدرقية
تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية اعتمادًا على شدة نقص الهرمون، وغالبًا ما تبدأ بالظهور ببطء على مدى عدة سنوات، ومنها ما يأتي:[٧]
- زيادة الوزن.
- الإمساك.
- تصلب المفاصل، والشعور بالألم فيها.
- ضعف الشعر.
- ضعف العضلات.
- ضعف الذاكرة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية للمرأة.
- الشعور الدائم بالإرهاق، والتعب.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- تغيُّر الصوت.
- جفاف الجلد.
- الشعور بالاكتئاب.
- انتفاخ الوجه.
- تورم في المفاصل.
- آلام في العضلات.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- تضخم الغدة الدرقية.
مضاعفات قصور الغدة الدرقية
يؤدي إهمال علاج قصور الغدة الدرقية إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات، يُذكر منها ما يأتي:[٧]
- الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطي؛ إذ يُسبِّب قصور الغدة الدرقية تلف الأعصاب في حال إهمال علاجه لفترات طويلة.
- العقم؛ إذ يؤثر مستوى هرمونات الغدة الدرقية في عمليات الإباضة عند الأنثى، كما يسبِّب ضعف الخصوبة أحيانًا.
- الاضطرابات القلبية؛ إذ يُسبِّب قصور الغدة الدرقية ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ممّا يُسبب زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات القلبية.
- الإصابة بالاكتئاب الذي قد تزداد شدته مع الوقت.
- الوذمة المخاطية (Myxedema) التي تُعدّ من الاضطرابات المهددة للحياة.
علاج قصور الغدة الدرقية
يُعالَج قصور الغدة الدرقية باستبدال كمية الهرمون الذي لا تستطيع الغدة الدّرقية إنتاجه، كما تتوفّر عدة أشكال من هرمون الغدة الدّرقية البديل، ومن الأفضل أخذ أدوية الغدة الدرقية على معدةٍ فارغة، ويقوم الطبيب المُعالِج بتخفيف جرعة الدواء في حال تحسّن الحالة الصّحية للمصاب.
يستمر مرض الغدة الدّرقية مدى الحياة، لكن في حال أخذ المصاب التّدابير العلاجية اللازمة سيُحافظ على حياةٍ صحية وطبيعية، وفي حال عدم مُعالجة قصور الغدة الدرقية فقد تصبح أعراض المرض أكثر حدّةً وتتخطّى حدود زيادة الوزن، كما تبين سابقًا.[٨]
المراجع
- ↑“Your thyroid gland”, www.btf-thyroid.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ Alana Biggers (18-04-2018), “Can Hyperthyroidism Cause Weight Gain?”، www.healthline.com, Retrieved 16-02-2019. Edited.
- ^أب“Thyroid and Weight”, www.thyroid.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑Elaine K. Luo, MD (16-2-2017), “Managing Your Weight with Hypothyroidism”، www.healthline.com, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑Mary Shomon (31-10-2019)، “Diet and Weight Loss Tips for Thyroid Patients”، www.verywellhealth.com، Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ Ryan Raman (15-11-2019)، “Best Diet for Hypothyroidism: Foods to Eat, Foods to Avoid”، healthline، Retrieved 24-2-2020. Edited.
- ^أب“Hypothyroidism (underactive thyroid”، www.mayoclinic.org، Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑“Hypothyroidism: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 16-02-2019. Edited.