القاعدة الذهبية: 5 دوافع للعلاقات

للدافع أهميةٌ كبيرة في العلاقات الإنسانية جميعها؛ لذا سنستعرض في هذا المقال الفوائد التي قد تحصل عليها من خلال تطبيق القاعدة الذهبية وتحديد الدوافع الخمسة الأساسية التي يُعمل بها عند تطبيق هذه القاعدة.

1. دافع الحب:

الحب من أنبل المشاعر، وهو روح القاعدة الذهبية التي تُشجعنا على نبذ الأنانية والجشع والحسد جانباً والتعامل مع الآخرين كما لو كنا في مكانهم، ويُمكِّننا دافع الحب – مثلما عبَّرَت عنه القاعدة الذهبية – من الامتثال بحرية للمثل القديم القائل: “أحبَّ جارك مثلما تحب نفسك”. إنَّه يقودنا إلى الاعتراف الكامل بوحدة الجنس البشري، حيث يؤدي أيُّ شيء يضر بجيراننا إلى إلحاق الضرر بنا أيضاً.

لذلك، دعونا نُطبِّق القاعدة الذهبية في العلاقات جميعها كوسيلةٍ عملية لإظهار روح الإنسانية، وهذا هو أعظم الدوافع لتطبيق هذه القاعدة العميقة.

2. دافع الفائدة:

هذا دافعٌ سليم وعالمي، ولكن غالباً ما يُعبَّر عنه بأنانية، فالمكاسب المالية التي نُحقِّقها من خلال تطبيق القاعدة الذهبية هي أكثر ديمومة؛ فهي مصحوبة بحُسن النوايا الذي أظهره أولئك الذين حصلنا منهم على المكاسب، وهذا النوع من المكاسب لا يضمر نوايا سيئة أو معارضة منظَّمة أو عداوة أو حسد لمن يكسبه؛ بل يحمل في طياته شكلاً من أشكال التعاون الطوعي من الآخرين والذي لا يمكِن الحصول عليه بأيَّة وسيلة غيره، فهو مكسب مبارك بكلِّ ما تعنيه الكلمة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لبناء الثقة في العلاقات

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/My7tyFj05Ro?rel=0&hd=0″]

3. دافع الحفاظ على الذات:

الرغبة في الحفاظ على الذات متأصلة في كل إنسان، ويمكِن تحقيقها على أفضل وجه من قِبَل الذين يساعدون الآخرين في تحقيق الرغبة نفسها خلال سعيهم للحصول عليها، وتضمن قاعدة “عش ودع غيرك يعيش” عند تطبيقها، استجابةً مماثلةً من الآخرين؛ وبالتالي، تصبح القاعدة الذهبية المُطبَّقة أضمن طريقة لتحقيق الحفاظ على الذات من خلال التعاون الودي مع الآخرين.

4. دافع الرغبة في حرية الجسد والذهن:

هناك رابطة مشتركة تؤثر في جميع الناس، ولأنَّها عامة فهي تؤثر في كل علاقة إنسانية، وتضع مزايا وعيوب الحياة، والخسائر والمكاسب على المستوى نفسه، وينال جزاءه العادل كل مَن يحاول أخذ أكثر من حصته العادلة من المكاسب أو تفادي حصته من الخسائر.

إنَّ الذين ينالون حرية الجسد والعقل بسهولة هم الذين يساعدون الآخرين في الحصول على حرية مماثلة، ويتضح هذا في كل علاقة إنسانية، سواء كانت علاقة ربح أو خسارة، فيجب أن تصبح الحرية ملكيةً مشتركةً لجيران المرء وشركائه إذا كان للمرء أن يتمتع بها.

كان لدى الفيلسوف الأمريكي “رالف إيمرسون” (Ralph Emerson) الفكرة نفسها في ذهنه عندما قال: “تبغض الطبيعة الأنانية والتحيز، فأمواج البحر في تلاطمها لا تعلو إلا بالارتفاع نفسه، فلا بُدَّ من وجود ظروف للمساواة تجعل المتسلط والقوي والثري والمحظوظ متساوين مع البقية”.

5. دافع الرغبة في القوَّة والشهرة:

تُعَدُّ الرغبة في كل من القوة والشهرة إحدى الدوافع الأساسية للبشرية، وظروف لا يمكِن تحقيقها إلا من خلال التعاون الودي مع الآخرين من خلال تطبيق القاعدة الذهبية فقط لا غير.

يمكِن للمرء أن يستفيد من شعار: “الشخص الذي يُقدِّم خدماتٍ أكثر هو أكبر الرابحين”، فلا يمكِننا تقديم أفضل الخدمات دون وضع أنفسنا في مكان مَن نخدمهم جميعاً في أنواع العلاقات كافة، ولا يمكِننا اكتساب القوة والشهرة والاحتفاظ بها دون تحقيق المنفعة للآخرين بما يتناسب مع الفوائد التي نتمتع بها، والآن نستطيع فهم لماذا يجب على المرء الدفاع عن أهمية القاعدة الذهبية وتطبيقها، فممارستها هي التي تؤتي ثمارها، وليس مجرد الإيمان بها.

تطبيق القاعدة الذهبية:

وهكذا نرى أنَّ الذين يربطون أنفسهم بالآخرين من خلال تطبيق القاعدة الذهبية في أعمالهم جميعاً يكتسبون بذلك التعاون من خلال خمسة من الدوافع الأساسية، كما أنَّهم يوفرون لأنفسهم درجةً عالية من المناعة ضد تأثيرات الدوافع السلبية مثل: الخوف والانتقام، ويستفيد الذين يتَّبعون القاعدة الذهبية من الدوافع الأساسية ويوفرون لأنفسهم الحماية ضد الدوافع السلبية.

هذا هو الطريق الحقيقي للقوة الشخصية، فقد نحصل على هذا الشكل من السلطة بموافقة كاملة وتعاوُن منسجم من أولئك الذين نكتسبها منهم، وإنَّها قوة دائمة، فهذا هو نوع القوة الذي ينعكس في الشخصية السليمة، وإنَّها قوة لا تُستخدَم أبداً لإلحاق الضرر بشخص آخر.

الآن، دعونا نؤكِّد على إحدى سمات القاعدة الذهبية التي غالباً ما يتمُّ تجاهلها؛ وهي أنَّ فوائدها لا تُجنَى إلا من خلال استخدامها وليس فقط من خلال الإيمان بصحتها أو الحديث عنها للآخرين، فإنَّ الموقف السلبي تجاه هذه القاعدة العظيمة للسلوك البشري لن يفيد شيئاً هنا، كما في حالة الإيمان، ليس للموقف السلبي أيَّة قيمة عملية، فيجب أن يُترجم الفرد أقواله إلى أفعال.

اتُّبِعَت القاعدة الذهبية بشكلٍ أو بآخر لأكثر من 2000 عام، لكنَّ العالم بأسره لم يقبلها إلا كوعظ، ونادراً ما اكتشفَ الناس في كلِّ جيل القِوى المحتملة المتاحة من خلال تطبيق هذا القانون العظيم واستفادوا من تطبيقه، وإذا لم يكن هذا صحيحاً، فلن يهتمَّ العالم الآن، وسيبدو الأمر كما لو أنَّنا نهدم الحضارة.

فوائد هذه الفلسفة متنوعة ولا تُعَدُّ ولا تُحصَى، لكنَّها لا تكون إلَّا من نصيب الذين يُطبِّقون هذه الفلسفة كأسلوب وحياة وفي علاقاتهم بالآخرين، فلا تتوقَّعْ دائماً الحصول على مزايا مباشرة من الذين ترتبط بهم على أساس القاعدة الذهبية، لأنَّك إذا فعلتَ ذلك، فسوف تُصاب بخيبة أمل، وهناك مَن لا يردُّ بالمثل، ولكنَّ فشلهم سيكون خسارتهم وليس خسارتك.

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *