إستخدام المكافآت كحافز لتعديل سلوك الطفل أو تحسينه طريقة يتبعها الكثيرين ولكن هل هي طريقة صحيحة مائة بالمائة؟ هل لها مميزات وعيوب؟ ومتى يكون إستخدام المكافآة خطر؟
أثر المكافآت:
للمكافأة اثرها الطيب على الطفل بل ربما يطلبها نظير إجتهاده وتفوقه، وبالمكافأة نستطيع تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه ونساعده كذلك على إشعال حماسه وإعزاز وتنمية ثقته بنفسه وإشعاره بانه مقبول إجتماعيا ومرغوب فيه.
واعظم وأهم انواع المكافآت هي المكافأة النفسية ….. فالعناق والمديح والثناء الحار والتصفيق يسعد الأطفال بل والكبار أيضا، وإعلان إعجابكم بطفلكم والثناء عليه خاصة أمام أقرانه وأصدقائه له أثر غير عادي على نفسيته ويساعده على كسب الثقة بنفسه وزيادة معدل إنجازاته.
وليس هناك أروع من أن تخرجوا لتتمشوا مع أطفالكم أو تتعشوا معهم وتستمعوا لمشكلاتهم وأحلامهم، فتفهمكم لمشكلات أطفالكم على بساطتها وأحلامهم على غرابتها يؤثر فيهم بشدة ويشعرهم بسعادة غير محدودة، وفوق هذا فإن المكافأة النفسية تؤتي ثمارا طيبة خصوصا في فترة المراهقة حيث تمهد الطريق لصداقة بينكما في فترة معروفة بخطورتها وإشتهارها بالتمرد والعصيان من قبل الأبناء.
المكافأت المادية:
تأتي في المرتبة الثانية المكافآت المادية كالنقود والحلوى والألعاب أو مشاهدة التلفاز، هذه كلها نماذج للمكافآت المادية والتي لها أثرها المحمود في نفس الطفل ولا يصح إغفالها، ولكن يجب أن تكون المكافأة في حالة إنجاز الطفل للشئ المراد إنجازه كما يجب ألا نهمل المكافآت النفسية لظننا أن الحلوى أو النقود هي مطلب كل طفل، فالقبلة والحضن من أثمن ما يعطيه الوالدين لطفلهم.
متي تكون المكافأة خطرا؟
ينصح ا.كريم الشاذلي الوالدين في كتابه:”الآن أنت أب”: احذروا أن يعلق طفلكم القيام بمهمة معينة للحصول على مقابل لهذا العمل، خاصة إذا كان هذا العمل من صميم واجباته, كأن يقول: “لن أذهب لإحضار كذا من السوبر ماركت إلا إذا سمحت لي باللعب مع أصدقائي”، أو أن يرفض الذهاب لإحضار الجريدة فتقولوا له: “إذهب وسنعطيك بعض المال” فهذا يجعله لا يقوم بالعمل المطلوب منه إلا إذا قبض الثمن، ويمحو من نفسه الإحساس بالواجب وضرورة القيام به.
والأخطر من ذلك ان يعمم الطفل هذا الأسلوب – أسلوب لكل شئ ثمن – في حياته المستقبلية فيكون لديه حس مادي بغيض وربما يدفعه لسلوكيات مشينة كالرشوة وتقييم كل شئ تقييما ماديا، وهنا تصبح المثوبة شرا خالصا لا خير فيها لأنها تعوق الإحساس بالواجب، الواجب الذي ينبغي أن يعمله لأنه واجب في حد ذاته لا لأن هناك أجرا عليه، وهذا تعويق للنمو النفسي وإفساد كذلك للشخصية، ففي اللحظة التي يتحول فيها التشجيع الحسي أو المعنوي إلى شرط للقيام بعمل أو الكف عنه ينبغي أن يوقف التشجيع حالا ويلزم الطفل بأداء العمل أو الكف عنه إلزاما بغير أجر …. ولا بأس بعد ذلك من العودة إلى التشجيع بعد القيام بالعمل المطلوب وبعد أن تزول نهائيا صورة الشرط سواء كان شرطا مقدما أو مؤخرا …. المهم هو الفصل الكامل بين أداء العمل الضروري وبين إشتراط الثمن المدفوع.
هذا ولا حرج أن تشجعوا طفلكم وترصدوا له المكافآت المادية أو المعنوية في شئ ليس من واجباته القيام به كتعلم لغة اجنبية أو نيل ميدالية في رياضة معينة أو الحصول على مركز متقدم في الإختبارات المدرسية، لا شئ في ذلك مادام العمل غير تكليفي بل يستحب الثناء والمكافآة في هذه الحالة.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحك بقراءة هذا المقال بعنوان: “في بيتنا مراهق الجزء الأول“، وأشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم مع مكافئة أطفالكم.