فالوسائل لها أهداف كثيرة ، لكن أهم تلك الأهداف اثنان :
1. تثبييت وزيادة المعلومات والخبرات .
2. التشويق وجذب الانتباه وتغيير الجو .
وهنالك الكثير من الأدلة الشرعية على أهمية استخدام الوسائل في التعليم والتربية نكتفي بذكر اثنين منها : فالأول قوله تعالى : وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال أو لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ، قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً ، واعلم أن الله عزيز حكيم ) البقرة 260.
والآخر من السنة المطهرة ، عندما خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وحوله خطوط ، وشبه ذلك بطريق المؤمن .
فقد كان الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة الكرام ، ولم يتم الاكتفاء بالكلام وحده ، بل اقترن الشرح النظري باستخدام الوسيلة المناسبة.
فهم لم يكونوا ناقصي إدراك ـ حاشاهم ـ فإبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام هما خيرة الأنبياء ، والصحابة الكرام هم خير القرون ، فاستخدام الوسيلة مهم للصغار وكذلك للكبار ، ومهم كذلك لزيادة الإيمان ولزيادة الاهتمام .
قواعد تراعى عند استخدام واختيار الوسيلة
3. التأكد من توافق الوسيلة مع أهداف الدرس .
4. مناسبتها للمرحلة والسن .
5. حبذا استخدام وسائل من البيئة القريبة .
6. تجهيزها والتأكد من استعمالها قبل الحصة .
7. مشاركة الطلبة في استخدامها ، وحبذا لو استطاعوا صنعها .
8. استخدام الوسيلة عند عرض نقطة الدرس المحددة وعدم تعليقها طوال الحصة .
كيفية استخدام الوسائل
إن الوسائل كثيرة ولكن نذكر هنا بعضاً منها مما يتوفر فيه السهولة في الاستخدام ومتيسر في المدارس :
أولاً : السبورة :
وهي أكثر شيوعاً ولها استخدامان :
أ ) للمعلم في مرحلة العرض ، ويكون استخدامها كالتالي :
1. كونها نظيفة فكل فترة لابد من تنظيفها .
2. تقسيمها إلى أجزاء معينة بحسب الغرض المطلوب استخدامه .
3. استخدام الطباشير أو الأقلام الملونة.
4. اقتران استخدامها مع حركات وإشارات وصوت معين من المعلم .
ب ) استخدامها من قبل الطلبة في تصحيح أخطائهم بأنفسهم وذلك في مرحلة التطبيق ولو بواقع طالب واحد يومياً .
ثانياً : المسجل والراديو: وهو متوفر في جميع المدارس وبالإمكان استخدامه على طريقتين :
أ) بالشريط ، ويراعى في اختيار الشريط ما يلي :
1) حسن الأداء وجمال الصوت .
2) مقاطع القراءة القصيرة لتتناسب مع نَفَس الطلبة القصير.
3) اختيار المصحف المعلم مع الفاصل .
4) ألا يكون من أشرطة التراويح .
5) ألا يكون في الشريط الواحد أكثر من قارئ .
ويحث طلابه على شراء شريط المنهج ، والأفضل أن يضعه في مسجل سيارته ، وحبذا لو وفرته المدرسة في المقصف .
ب) على موجة (إف إم ) مع اللاقط ، وهذه الطريقة جميلة فإذا استخدمها المعلم فيظهر الطلبة وكأنهم يقرأون في الإذاعة ، ويجعل بينهم تنافساً .
ثالثاً : البطاقات والشرائح: وهي للكلمات المهمة بأنواعها الثلاثة ( النطق ، الكتابة ، المعنى ) ولعل الاهتمام بالكلمات المهمة في النطق والقراءة ركيزة مهمة في تحسين مستوى الطلبة ، والتعامل مع هذه الكلمات على ثمان مراحل في الاستخدام :
أ ـ يكرر المعلم نطقها عدة مرات .
ب ـ يكون هذا التكرار قبل أو أثناء قراءة المعلم .
ج ـ يكتبها على السبورة باهتمام .
د ـ يستخدم البطاقات ويمررها على الطلبة مركزاً على الضعاف .
هـ ـ يجعل الطلبة ينطقونها مركزاً على الضعاف .
و ـ يضع الطلبة خطا تحتها في الأجزاء .
ز ـ يجعل أحد الضعاف يكتبها على السبورة في حالة خطئه بعد ذلك .
ح ـ يطلب من الطلبة كتابتها في دفتر القرآن .
رابعاً : غرفة قرآنية خاصة ،فإن لم يمكن فيشترك مع أي نشاط في غرفته مؤقتا ، لأهمية انتقال الطلبة من فصلهم ، ولا يكون التدريس في المسجد للتالي :عدم تهيئته لذلك ( وسائل ومكونات ) ، وللتشويش الحاصل على أداء الحصة .
خامساً : المصحف الشريف ، وينبغي للمعلم مراعاة ما يلي :
1- توجيه طلبته إلى احترام المصحف والتأدب معه وتعظيمه .
2- ألا يكتب الطالب فيه إلا اسمه وصفه واسم مدرسته ولا يكتب غير ذلك من الكلمات أو الرسومات .
3- عليه تفقد المصاحف بين الفينة والفينة .
4- من المهم أن يجعل المعلم الطلبة يتابعون من المصحف وذلك بوضع أصابعهم اليمنى على السطر . 5- إنحناء رأسهم وأن تكون أعينهم موجهة إلى المصحف وعدم التلفت .
أهمية استخدام الوسائل في التعليم
1- جذب وتركيز انتباه الطلاب وتشويقهم من خلال ما تضفيه على الدرس من حيوية وواقعية .
2- زيادة خبرة الطلبة .
3- تقوية الفهم والتذكر .
4- زيادة الثروة اللفظية .
5- تسهيل عملية التعلم والتعليم .
6- توفير الكثير من الجهد والوقت والمال .
7- تنمية ميول واتجاهات ومفاهيم سليمة .
8- مواجهة الفروق الفردية بينهم .
أنواع الوسائل
هنالك تقسيمات كثيرة للوسائل في الكتب المتخصصة بذلك إلا أني أقسمها إلى نوعين :
1- نوع متيسر وسهل الاستعمال مثل : السبورة ، المسجل ، العارض فوق الرأس ، الأفلام الثابتة ، اللوحات ، البطاقات ، غرفة قرآنية خاصة ( أو الاشتراك في استخدام أي غرفة مؤقتا )، الشرائح ، العينات ، النماذج ، المسجد ، محل وضوء .ولشديد الأسف فحتى بعض الوسائل السهلة لا يستخدمها بعض المعلمين ولا يعرفون كيفية استخدامها ، وبعض المعلمين يستخدم السبورة بدون تنظيم .
2- نوع قد لا يتيسر في كثير من المدارس وهو مكلف ومتطور مثل : الحاسب الآلي ، معمل اللغة ، وقد استخدمت بعض المدارس هذه الأجهزة لخدمة القرآن الكريم وإن كانت قليلة .
أسباب عزوف بعض معلمي التربية الاسلامية عن استخدام الوسائل
1- بعض المواضيع يستطيع المعلم والطالب عمل وسائل لها والبعض الآخر يصعب ذلك .
2- الاهتمام العام بالوسائل هو للمناهج غير الدينية حيث أن المتخصصين وشركات إنتاج الوسائل أصلاً من الجامعات الغربية والعالم الغربي .
3- كثير من خريجي الشريعة وكليات المعلمين القديمة والذين يشكلون نسبة كبيرة من المعلمين لم يدرسوا الوسائل في الكليات ، والبعض منهم ليس لديه إعداد تربوي .
4- بعض المعلمين ليس لديهم الرغبة أو الاقتناع أو يتكاسل عن استخدامها ، ولايكتب خانة الوسائل في دفتر التحضير.
5- بعض المديرين يشارك في السبب فتجدها مخزنة في المدارس أو يخاف عليها التلف أو ليس لديه اهتمام .
6- بعض الوسائل مكلف كثيرا .
ملاحظة مهمة :
إن الوسائل التعليمية بكافة أنواعها ليست إلا عوامل مساعدة في التعليم ، أما العنصر الأساسي فهو المعلم ، فعلى معلم القرآن الكريم استشعار عظمة كتاب الله الكريم والقيام بحقوقه ، وعليه أن يتعبد الله بالقيام بهذا العمل الشريف ، فالتعليم مهنة الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه ، ومهنة الأنبياء هي أفضل مهنة عند الله ولكنها أشق مهنة لعظيم ثوابها .
وفق الله الجميع لخدمة كتابه الكريم .
مشرف التربية الإسلامية
حسن بن عبيد باحبيشي
المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم
Source: Annajah.net